أشادت بدور الحكومة وشددت على الشراكة المجتمعية وتمسكها بالوحدة الوطنية الجمعيات السياسية تشيد بوقفة ووعي شعب البحرين لمواجهة مخاطر “كورونا”
إن الجمعيات السياسية أمام التحدى غير المسبوق الذى تواجهه مملكتنا فى مواجهة فيروس كورونا (كوفيد 19) تبدى كامل تقديرها للإجراءات التي تتخذها وزارات ومؤسسات الدولة فى هذا المجال من توعية ورعاية وتثقيف وعلاج وتدابير احترازية بما يحفظ سلامة الجميع بالإضافة إلى الجهود المبذولة من أجل عودة المواطنين العالقين فى إيران، وتشدد الجمعيات على ضرورة تحل الجميع بالمسئولية الوطنية والعمل على مصالح البلاد العليا وحماية المواطنين والمقيمين من خلال التعاون مع اللجنة الوطنية الطبية المعنية بالتصدي لفيروس كورونا والتعاون مع جميع الجهات المهنية دون إبطاء والاستجابة الفورية للتعليمات والنداءات المتعلقة بضرورة خضوع جميع العائدين من الخارج وبخاصة من الدول المنتشر بها الفيروس تحقيقاً للمصلحة الوطنية وحماية الصحة العامة.
ومن جهة أخرى تعرب الجمعيات عن اعتزازها بالروح الوطنية والشراكة المجتمعية المشرّفة التى تجلت فى وقفة كل قوى المجتمع البحرينى الرسمية والأهلية من جمعيات وأندية ومراكز شبابية ومجالس وتجمعات دينية وغيرها فى مواجهة هذا التحدى بوعي وبروح وطنية مسؤولة من كل أبناء البحرين بمختلف أطيافهم، وتشدد الجمعيات على رفضها الحازم لمحاولات البعض من أصحاب الأصوات النشاز فى بعض مواقع التواصل الاجتماعي والتى تريد أن تضفي على هذا الموضوع بعداً طائفياً بأي شكل من الأشكال لا يراعى للوطن مصلحة، وتشدد الجمعيات على رفض ونبذ هذه الأصوات وتؤكد بأنها لن تتوانى عن مواجهة من يريد الاضرار بوحدتنا الوطنية خاصة فى مثل هذه الظروف التى تقتضي وعلى نحو مسؤول تعزيز روح التضامن وقيم المواطنة والشراكة المجتمعية.
إن الوعي والروح الوطنية وتكاتف أبناء البحرين ووحدة صفهم فى مواجهة التحديات الراهنة كما قال صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء “مصدر قوة للوطن نواجه بها بوعي وإدراك عدونا اليوم وهو فيروس كورونا وليس المصابون به، وأن تضافر كل الجهود ضمن الحملة الوطنية لمكافحة هذا الفيروس، هو ما عودنا عليه أبناء البحرين المخلصون فى بناء نسيجهم الوطنى المتآلف الذى يزداد متانة مع كل الظروف”.
إن الجمعيات السياسية تثمن عالياً تلك الرؤية من لدن سموه، وهى فى الوقت ذاته تثنى وتشيد بجهود كل من يتصدون لهذا الخطر عبر منظومة عمل متكاملة وبروح وطنية من كافة أجهزة الدولة فى هذه الظروف الصحية الطارئة، تؤكد دعمها لكل الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية لتخطي ما نحن فيه من تحديات أو ما يستجد منها، وتدعوا إلى الالتزام بها والتجاوب مع التعليمات الوقائية الرسمية، ومواكبة ما يستجد أو يطرأ منها، للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين وتحصين بلادنا فى هذا الظرف وفى كل ظرف، كما تبدى ثقتها بأن هذا التحدى الراهن سيمر بسلام بفضل كل الترتيبات والاجراءات المتخذة من أجل سلامة جميع البحرينيين ومن هم على أرض البحرين من مقيمين وزوار، وتجدد الجمعيات السياسية دعوتها إلى نبذ كل أصوات نشاز من أي طرف كان لا تريد للبحرين خيراً ويسوؤها كل أشكال التعاون والتلاحم والتماسك بين أبناء البحرين وما يعكس الإجماع الوطنى ويرسخ الوحدة الوطنية التى ستظل فى قمة أهداف هذه الجمعيات.
وتؤكد الجمعيات السياسية بأن هذه الأزمة أثبتت مقدرة أبناء البحرين فى الحفاظ على الصحة العامة وحماية المواطنين والمقيمين مما يشكل ضربة لكل من يحاول التشكيك بكفاءة البحرينين وإخلاصهم ونجاحاتهم.
الجمعيات السياسية الموقعة على البيان:
الوسط العربي الإسلامي – المنبر التقدمي – التجمع الوطني الدستورى –
الصف الإسلامي – التجمع القومى الديمقراطي – المنبر الوطني الإسلامي –
تجمع الوحدة الوطنية – التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي
الاثنين 2 مارس 2020
بيان صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للمنبر التقدمي في دورته الرابعة
عقدت اللجنة المركزية للمنبر التقدمي دورتها الإعتيادية الرابعة بتاريخ 24 ديسمبر 2019، حيث ناقشت القضايا المدرجة على جدول أعمالها، وبحثت التقارير المقدّمة من المكتب السياسي حول عمل لجان وهيئات “التقدمي”، وأقرّت ما يلزم من قرارات وتدابير ترمي لتطوير العمل التنظيمي وتفعيله، بما يتواءم والمهام الملقاة على عاتق التنظيم في مجالات الأداء السياسي والتنظيمي والنقابي والنشاط الجماهيري.
كما شدّد الاجتماع على دور قطاع الشباب والعمل على تعزيز نشاطه وفاعليته وتذليل المعوقات التي تحول دون ذلك، وقد خلص إلى قرار بعقد اجتماع خاص للجنة المركزية لمناقشة هذا الموضوع، لبحث هذه المعوقات وإقرار تدابير من شأنها تعزيز مشاركة الشباب في العمل الجماهيري لتحقيق طموحاتهم المستقبلية.
واطلعت اللجنة المركزية على خطط وبرامج “التقدمي” المقبلة، وعلاقاته التنسيقية مع بقية الجمعيات السياسية والشخصيات الوطنية في الملفات المعيشية وفي القضايا ذات الصلة بالشأن العام، وأشادت بما تحقق في هذا المجال بما يستجيب لحاجات الوطن للخروج من دائرة الركود السياسي وتنشيط المناخ العام في البلاد.
وتوقف الاجتماع أمام العقبات التي تعترض عمل الجمعيات السياسية، مؤكداً على موقف “التقدمي” الثابت بضرورة ضمان حق الجمعيات السياسية في التعبير عن مواقفها ورؤاها السياسية، وهو الحق الذي يضمنه الدستور وقانون الجمعيات السياسية، ورفضه لكافة صور التضييق على مساحة حرية الرأي الذي بات ملحوظاً، لا سيما تكرار منع فعاليات بعض الجمعيات السياسية.
واطلع الاجتماع أيضاً على الملفات التي ناقشها مجلس النواب في الفترة الأخيرة ذات الصلة بالقضايا التي تهمّ المواطن البحريني، وأثنى على أداء أعضاء كتلة “تقدّم” النيابية، وما يقومون به من جهود، رغم كل الصعوبات، لدفع المجلس لتبني مثل هذه الملفات، واستثمار ما لدى المجلس من أدوات رقابية في ذلك، داعياً للعمل في سبيل التكامل بين دور النواب ودور الاتحادات والجمعيات في القطاعين العمالي والمهني بما يخدم المصلحة الوطنية المشتركة.
وفي الجانب العمالي لاحظ الاجتماع التعديلات الإيجابية على قانون التأمين ضد التعطل، بما يوسع قاعدة المستفيدين ومدة الاستفادة، غير أن هذه التعديلات ربطت بالتعدي على أموال العمال واستخدامها لتمويل التقاعد الاختياري، ونوهت اللجنة المركزية إلى ما قامت به كتلة “تقدم” من تقديم مشروع بإلزام الحكومة بإعادة المبلغ المستخدم في ذلك، على أمل أن يتم إقراره لحفظ مستحقات العمال وأن لا تكون سابقة لحل عجز الحكومة من مستحقات العمال والمتقاعدين.
ووقف الاجتماع عند التعديلات التي قدمتها “كتلة تقدّم” على قانون العمل والفعاليات التي أقامها القطاع العمالي بالتقدمي في الفترة الأخيرة، وعلى رأسها الجهد المشترك مع اللجنة القانونية بتنظيم ورشة للمراجعة الشاملة لقانون العمل وما صدر عنها من مخرجات، تضمّن بعضها مشروع التعديل المقدم للمجلس النيابي من الكتلة.
كما استعرضت اللجنة المركزية تفاقم تردي وضع سوق العمل ووضوح نتائج تصريح العمل المرن، وكذلك تبعات تطبيق برنامج التقاعد الاختياري وما نتج عنه من تردي الأداء الخدمي تجاه المواطنين بسبب نقص الموظفين في القطاع الحكومي، ولاسيما قطاعي التعليم والصحة، بالإضافة إلى استعراض مشروع التعديلات المقدمة لمجلس النواب على قانون النقابات العمالية، الذي يهدف إلى تقييد الحريات النقابية مما يخالف الأعراف النقابية والاتفاقيات الدولية التي صادقت ووقعت عليها مملكة البحرين وينتقص من استقلالية النقابات ويساهم في مزيد من التضييق على العمل النقابي.
وعلى الجانب النقابي، ترى اللجنة المركزية أن الوضع النقابي والتنظيمي في أسوأ حالاته، فالنقابات تتشظى وتنكمش ويتم التضييق عليها، وهناك غياب تام للحوار والتفاوض سواء على مستوى المؤسسات أو القطاعات أو المستوى الوطني، بالإضافة إلى تعمد تجاهل تنفيذ الأحكام الصادرة والتطبيق السليم للقانون.
وحذرت اللجنة من المساس بالحقوق العمالية المتمثلة في التأمينات الاجتماعية التي ترعى المتقاعدين وتضمن مستقبل العمال وترعى مدخراتهم، وتدعو الحكومة للالتزام بمسؤوليتها القانونية والدستورية في الحفاظ على التأمينات وأخذ الاجراءات المطلوبة لتأمين إستدامة الصناديق دون تحميل العمال هذا العبء، كما ينبغي التشديد على ضرورة التصدي للفساد وسوء الإدارة واسترجاع الديون المشطوبة والأموال المهدرة ومعالجة المخالفات التي يعجّ بها تقرير ديوان الرقابة المالية، إلى جانب تعديل أسس تشكيل مجلس إدارة التأمينات ليصبح التمثيل متكافئاً بين العمال وأصحاب العمل والحكومة.
ورأت اللجنة إن التعامل مع ملف التأمينات الاجتماعية بمنظور السياسيات النيولبرالية المتبعة في البلد، والاعتماد على نصائح البنك وصندوق النقد الدوليين والتوجه إلى الخصخصة سيؤدي إلى المزيد من لنيل من الحقوق والمكتسبات إلى ما ينجم عن ذلك من تداعيات سلبية، ولنا في النتائج الكارثية للدول الأخرى التي اختطت هذا الخط خير مثال.
ورأت اللجنة المركزية أن التأخر في تنفيذ مخططات البنية التحتية، لاسيما في المناطق السكنية المستحدثة، وفي نوعية العمل الذي تمّ إنجازه فيها، وبدل أن تسعى الدولة إلى دعم التنمية الاقتصادية بتشجيع الاستثمار وفي إنتاج السلع الصغيرة والمتوسطة وسنّ القوانين التي تعفي الشرائح الفقيرة والطبقات الكادحة من الضرائب، وتحمي المواطن من استغلال الشركات الأجنبية والمنافسة في سوق العمل، قامت بفرض الضرائب على المواطنين دون تمييز لوضعهم المعيشي ومستواهم الطبقي لتغطية فشلها في إدارة العجلة الاقتصادية وسد العجز في الميزانية.
كما قامت الدولة بتشجيع القطاع الخاص في الاستثمار في الجانب الخدمي في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم والطاقة، حيث ترتب على تراجع وتردي مستوى هذه الخدمات في القطاع العام توجّه المواطنين مضطرين إلى خدمات القطاع الخاص، ما أضاف أعباءً إضافية على المواطن، حيث يضطر الكثيرين إلى الاقتراض من أجل سداد الفواتير والضرائب أو من أجل توفير تعليم أفضل لأبناءهم، أمام انخفاض مستوى التعليم العام.
وعلى الصعيد الصحي تزداد الخدمات الطبية سوءاً، وهنا أيضاً يضطر كثير من المواطنين إلى الاقتراض من البنوك لإجراء عمليات جراحية ضرورية لا تحتمل التأخير، بعد أن أصبحوا غير قادرين على الحصول على مواعيد قريبة لإجرائها ، ناهيك عن عدم توفير الأدوية والأجهزة والأدوات الطبية بما يتناسب والعدد المضطرد في الزيادة السكانية، وقد لوحظ في السنوات الأخيرة نقص وحتى انعدام بعض الأدوية الطبية الضرورية في المستشفيات والمراكز الصحية، وما كل ذلك إلا أحد ثمار وصفات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي السييء الصيت في تحميل الطبقات الفقيرة والكادحين عبء الأزمات الاقتصادية.
على صعيد آخر أشاد الاجتماع بالقرارات الملكية التي تمّ بموجبها إطلاق سراح بعض المحكومين، واستبدال عقوبة آخرين، منوها إلى الحاجة الفعلية للتوسع في مثل هذه القرارات التي من شأنها إشاعة الاستقرار وتعزيز النهج الإصلاحي، حيث باتت جليةً الحاجة الماسة والضرورية للانفتاح على الداخل وإتاحة مساحات أرحب من الحرية والتعبير عن الرأي، وأن تكون تلك فاتحة لإجراءات شاملة تنهي تداعيات الوضع السلبي الذي نشأ في البلاد بعد أحداث عام 2011.
وقد أثبتت تجارب السنة المنقضية مدى تطلع الشعوب نحو مستقبل جديد خال من الفساد والذي هو ظاهرة طبيعية مصاحبة لقمع حرية الرأي والتعبير لما يسبغه على الفاسدين من حماية لا يطالها القانون، وتشهد التطورات في بلدان مثل السودان والجزائر والعراق ولبنان وإيران، على أن الشعوب لم تعد قادرة على الاستمرار في النهج السياسي المتفرد بالقرار والسلطة، آملين في سرعة استيعاب الحاجة إلى مشروع مصالحة وطنية يفتح أمام بلادنا آفاقاً أرحب، ويحمي وطننا من أية مخاطر جراء الوضع الإقليمي المتوتر.
إن أمن بلداننا وسلامة شعوبنا هما في إنهاء حال التصعيد الراهنة في المنطقة، التي يمكن أن تنزلق في أية لحظة إلى مواجهات مدمرة، تدفع بلداننا أثماناً باهظة لها، خاصة وأن أي مواجهة عسكرية في المنطقة ستفوق هذه المرة في مداها ومخاطرها ما عرفته من حروب في العقود القليلة الماضية، سواء كانت الحرب العراقية – الإيرانية أو مغامرة اجتياح أراضي دولة الكويت من قبل صدّام حسين وتداعياتها، أو غزو العراق من قبل الأمريكان.
وشددت اللجنة المركزية على ضرورة هو في تغليب منطق العقل والحكمة، والإبتعاد عن حال حافة الهاوية التي تعيشها المنطقة اليوم، وتجنيب بلداننا وشعوبنا شبح كوارث مدمرة، إن لم يجر تدارك الموقف. وهذا لن يكون ممكناً إلا بنزع فتيل التوتر وتسوية النزاعات سلمياً، وإطفاء كافة بؤر التوتر، والكفّ عن التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، في انتهاك واضح للسيادة الوطنية للدول وتمزيق لنسيجها الوطني، وإملاء خارجي على خياراتها وخيارات شعوبها، التي يهمها أن تكون سيّدة مصيرها.
اللجنة المركزية للمنبر التقدمي
4 يناير 2020
القومي والتقدمي يرحبان بقرار إطلاق سراح عشرات المعتقلين الأخيرة ويدعوان لتحقيق مصالحة وطنية شاملة
رحبت جمعيتا المنبر التقدمي والتجمع القومي بصدور مرسوم جلالة الملك حفظه الله بالعفو الخاص عن 269 محكوما ومعتقلا، كذلك التوجيهات الملكية بتطبيق قانون العقوبات البديلة على 530 معتقلا. وتأمل الجمعيتان في صدور قرارات لاحقة يتم بموجبها إطلاق سراح كافة معتقلي الرأي وإعادة الجنسيات وإطلاق الحريات السياسية والمدنية وحرية الإعلام ورفض وتجريم خطاب الكراهية والطائفية.
وتؤكد الجمعيتان إن هذه الخطوات الإنفراجية الهامة أضفت مشاعر من الارتياح في كافة الأوساط الشعبية والسياسية، والتي راحت تعبر عن شكرها وامتنانها بما تحقق معربة عن تفاؤلها بمواصلة تنفيذ المزيد منها خلال الأيام القادمة، وهو الأمر الذي يعكس بحق توق كافة المواطنين على مختلف انتماءاتهم وشرائحهم إلى طي صفحة التداعيات السياسية والأمنية الخطيرة التي مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية.
إن جمعيتا التجمع القومي والمنبر التقدمي إذ تتوجهان لكافة المعتقلين الذين تم إطلاق سراحهم أو تخفيف عقوباتهم، وكذلك لعوائلهم بالتهاني القلبية، فأنهما تجددان في هذه المناسبة تمسكهما بدعواتهما الصادقة لتحقيق مصالحة وطنية شاملة تنهي صفحة الأزمة السياسية المتواصلة منذ عدة سنوات، وتنطلق بالمجتمع نحو الوحدة الوطنية والحياة الكريمة، كما تعيد الحيوية للحياة السياسية والمدنية الداعمة للمشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله.
التجمع القومي
المنبر التقدمي
المنامة في 18 ديسمبر 2019
موقفنا – الأوطان أولاً
الانتماء للأوطان هو الأساس، لا الانتماء للمذاهب والطوائف.لا جدال في حقّ كل مواطن عربي وغير عربي في أن يعتنق المذهب الذي يختاره أو ورثه عن آبائه وأجداده، لكن في نهاية المطاف يظل هذا أمراً خاصاً به، فعلى الوطن الذي ولد وتربى فيه وإليه ينتسب يعيش آخرون يعتنقون مذاهب وديانات أخرى، لكن الوطن هو ما يجمع الكل، ويوحدهم ويُشكّل هويتهم الجمعية الحقة، التي تجعلهم شركاء لا في الانتماء لهذا الوطن فحسب، وإنما في تنميته وتقدّمه والدفاع عن وحدته وسيادته واستقراره.
هذا هو الدرس الثمين الذي يمكن استخلاصه من الحراك الشعبي الجاري في بلدين عربيين غاليين علينا هما العراق ولبنان، حيث أثبت العراقيون واللبنانيون بالملموس، وعلى الأرض، ما دأب مفكرون وسياسيون عرب متنورون على تكراره خلال العقدين الماضيين، منذ أن هيمنت قوى الإسلام السياسي على الفضاء المجتمعي العربي الذي عمل على الإعلاء من فكرة الانتماء المذهبي على حساب الانتماء الوطني، وهو في ذلك لم يجد غضاضة في إعلان تعلقه أو ولائه لقوى إقليمية يراها ممثلة للمذهب الذي ينتمي إليه، بما في ذلك الانخراط في أجنداتها الخارجية.
قد لا يكون النصر المبين هو ما ستنتهي إليه تحركات العراق ولبنان بالضرورة. قد يؤدي استمرار القتل والاعتقال والخطف وإسالة الدماء في العراق إلى إنهاء التحرك بالقوة الغاشمة في لحظة من اللحظات، وقد تتمكن منظومة الفساد في لبنان من إشاعة حال من اليأس في صفوف المحتجين في الساحات، وتدسّ في صفوفهم من يحبط هممهم، وتشوّه صورة التحرك الشعبي وأهدافه، بالقول إنه مدعوم ومموّل من الخارج، وتكرار الزعم بأن المحاصصة الطائفية عصيّة على التفكيك لأن كيان البلد نفسه قائم عليها.
حتى اللحظة، فإن المؤشرات تشير إلى خلاف ذلك. ما زالت التحركات في البلدين رغم كل شيء تحافظ على زخمها بفضل شجاعة الشبان والشابات المرابطين في الساحات، وبالمستوى النوعي الذي بلغه وعيهم ب”تعفن” المنظومات التي ثاروا عليها. لكن إن نجح رهان الخصوم هذه المرة، فعليهم أن ينتظروا الجولة القادمة من الغضب، بعد شهور أو عام أو أعوام، حتى تأزف اللحظة التاريخية القادمة لا ريب فيها.
الانفجارات الكبرى تأتي في الكثير من الحالات عفوية، حين يفيض بالناس الكيل، لكنها سرعان ما تنتظم تحت قيادة محددة وبأهداف واضحة، وهذا ما علمتنا إياه الانتفاضة الشعبية المظفرة في السودان التي أسقطت حكم البشير، حيث تبنى اتحاد المهنيين الحراك الشعبي في مرحلته الأولى، وتالياً اتحدت القوى السياسية والنقابية في إطار “إعلان قوى الحرية والتغيير”، التي اتفقت، رغم ما بينها من تباينات في الفكر، على برنامج موحد.
بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان التقدمي يدعو إلى تعزيز وحماية حقوق الإنسان وإعلاء مبدأ المواطنة وسيادة القانون
يُصادف يوم العاشر من ديسمبر من عام 1948 مصادقة الجمعية العمومية للأمم المتحدة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان باعتباره دستور عالمي لشرعية حقوق الإنسان والحريات الأساسية التي توافق عليها المجتمع الدولي وأقرها للكافة وفق مبدأ المساواة ودون تمييز بينهم بأي شكل من الأشكال، وقد أضحى هذا اليوم بعد ذلك يوماً دولياً لحقوق الإنسان تحتفل به البشرية كافةً.
وقد اختارت الأمم المتحدة هذا العام شعار “الشباب يدافعون عن حقوق الإنسان” من منطلق الإيمان بحقهم في المشاركة في الحياة العامة واتخاذ جميع القرارات باعتبارهم عنوان أي تحول سياسي واقتصادي واجتماعي في أي بلد كان، وتأكيداً على دور الشباب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
إن المنبر التقدمي يشدد بدوره على دور الشباب البحريني في كل المجالات ويدعو إلى المضي قدماً نحو تعزيز وحماية حقوق الإنسان في مملكة البحرين ورفع الظلم والحيف الواقع على أي فئات تُعاني التهميش والإقصاء والفقر، ويؤكد التقدمي بهذه المناسبة على ضرورة إعلاء مبدأ المواطنة وسيادة القانون وتأكيد حق المواطن في الصحة والتعليم باعتبارهم من الحقوق الأساسية، ويدعو إلى جعل هذه المناسبة فرصة للنظر في كل ما يعزز وينهض بحقوق الإنسان ويرسخ التزام البحرين بكل القيم والمبادئ الدولية في حقوق الإنسان.
ويؤكد التقدمي في هذه المناسبة التأكيد على جملة من القضايا الملحة التي تتطلب معالجة سريعة وتدخل تشريعي وتنفيذي عاجل ومنها:
1-إعطاء المرأة البحرينية المتزوجة من غير بحريني الحق بمنح جنسيتها لأبنائها دعماً لتماسك الأسر التي تُقيم إقامة دائمة في البحرين وذلك وفق ضوابط مدروسة وقيود خاصة تُراعي السيادة الوطنية.
2-السماح بحق التظاهر السلمي الذي يعتبر أحد مظاهر الحياة الديمقراطية وأحد طرق التعبير عن الرأي باعتباره حقاً قانونياً ودستورياً.
3-التوسع في تطبيق أحكام قانون العقوبات والتدابير البديلة ومراعاة النساء وصغار السن بما يتناسب مع ظروف المحكوم عليهم حيث يُمثل تنفيذ هذا القانون تطويراً للمنظومة الحقوقية ويُعزز مكانة البحرين في الساحة الدولية، مع ضرورة تحسين ظروف السجن والاحتجاز وفق القانون والاتفاقيات الدولية.
4-إطلاق مشاورات جدية لقانون جديد للعمل الأهلي في البحرين يُنظم حق تأسيس الجمعيات الأهلية بمجرد الإخطار ويؤمن تيسير الإجراءات الإدارية والمالية اللازمة لذلك ويفتح انطلاقة لمسيرة الجمعيات ولمؤسسات المجتمع المدني بوجه عام.
10 ديسمبر 2019
أمن الخليج العربي
رغم العواصف العاتية التي يعاني منها العالم العربي، إستطاعت دول الخليج العربي أن تحافظ على درجة معقولة من الاستقرار، رغم أنها لم تسلم بصورة تامة من ارتدادات وشظايا ما يجري في محيطها العربي من حروب وفتن، ولكن ذلك كله ظلّ تحت السيطرة، رغم قلق شعوب المنطقة من أن يطال بلدانها ما طال بلدان عربية شقيقة لها، فالفوضى إذ تعم فإنها لا توفر أحداً، خاصة مع المخططات والأجندات الدولية والإقليمية المنخرطة في مشروع “الفوضى الخلاقة” الجاري تنفيذه على قدم وساق.
وكان المطلب الذي تطرحه شعوبنا وقواها الوطنية هو العمل على تحصين جبهاتنا الداخلية، عبر التوافقات المجتمعية والحلول الوطنية لأية مشاكل داخلية تجابه بلداننا، كما هو الحال بالنسبة لوطننا الغالي، والنأي عن التجاذبات الإقليمية وعن الرهانات على حلول من الخارج، فالخارج هذا معني بمصالحه وطموحاته لا بمصالحنا، وهو غير معني باستقرارنا، فعينه على تمدد نفوذه ومواصلة استنزاف ثرواتنا.
ومن هذه الزاوية فإن شعوبنا تتطلع بكل حرقة وصدق إلى أن يجري تجاوز أزمة العلاقات الخليجية – الخليجية التي نشأت مؤخراً، وتسوية الخلافات بروح الحوار والتفاهم وتوحيد المواقف إزاء التحديات الماثلة أمامنا وفق القواعد التي أشرنا إليها أعلاه، خاصة وأننا مجتمعات مترابطة ومتداخلة عائلياً في نسيج لا يمكن تفكيكه.
خلال العقود الثلاثة الماضية خطت دول المنطقة خطوة، لا بل خطوات، في الاتجاه الصحيح بتشكيلها لإطار مجلس التعاون الخليجي كوحدة إقليمية تمتلك درجة كبيرة من التجانس، وبتمكنها من الحفاظ على استمرار هذا الكيان رغم بعض الخلافات، ورغم الهزات الكبيرة التي عرفتها المنطقة، لذلك يقلقنا أن يتعرض هذا الكيان إلى التصدع، في هذه اللحظة التاريخية الحرجة، التي تتطلب أكثر من السابق بلوغ التوافق حول موقف خليجي واحد ومتسق إزاء التحديات المصيرية لدول المنطقة، وصون سيادة بلداننا واستقلالها.
إن مجلس التعاون الخليجي لو أخذ كوحدات مستقلة لكنا إزاء دول صغيرة المساحة ومحدودة السكان، وحتى إذا أخذناه كمجموع فانه سيغدو مجموعا لهذه الوحدات الصغيرة، مع مراعاة أن الجمع بين وحدات متناثرة يضفي عليها قوة نوعية تتعدى التجميع الكمي، وعلى هذا نعول في أن نحافظ على ما تحقق من مكتسبات وتثبيتها لصون أمن بلداننا ودرء المخاطر عنها، وتجنيب شعوبها الخطر.
ترامب في المنطقة
بالنسبة لنا كشعوب عربية، ليس هناك ما يبهج في نتائج زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة، فهو سيعود إلى بلاده محملاً بالغنائم من صفقات وأموال، تعينه على مواجهة تعثراته الداخلية الكثيرة، وارتباكاته هو وإدارته في الأداء أمام حملات النقد التي تواجهه، فيما ستظل منطقتنا مشتعلة بالحروب والفتن الطائفية والمذهبية وغارقة في الدماء، وأسيرة تجاذبات المصالح والصراعات الإقليمية، فيما قضية الشعب العربي الفلسطيني تبعد أكثر فأكثر عن فرص الحل المشرف الذي يضمن للفلسطينيين كرامتهم وحقهم في الخلاص من الإحتلال وإقامة دولتهم الوطنية المستقلة وصاحبة السيادة على أراضهم.
أكثر من ذلك فإن ترامب يعود بجيوبه المليئة في الوقت الذي ما زالت فيه أسعار النفط الذي تعتمد عليه دول منطقتنا كمصدر يكاد يكون وحيداً في عائداتها في تراجع، دون أن يلوح في الأفق أي أمل في أن تنهض مجدداً من سقوطها المريع، ما يستلزم المزيد من الاجراءات التقشفية القاسية التي ستفرض على شعوب المنطقة على شكل المزيد من الضرائب والرسوم والمكوسات المباشرة وغير المباشرة، والمساس بالضمانات والخدمات الاجتماعية المهمة، التي هي بمثابة الحقوق المكتسبة التي لم تتخيل شعوبنا أن يجري النيل منها يوماً.
في كلمات أخرى فإن شعوب المنطقة في أمس الحاجة اليوم، أكثر مما كانت عليه في السابق، في أن يجري صون الثروات وتوظيفها في مشاريع انتاجية، وللحفاظ على مستوى المعيشة المتحقق الذي هو جزء من حق هذه الشعوب في ثرواتها الوطنية، كما هي حق لأجيالنا القادمة بعد نضوب هذه الثروات أو تآكلها أو تناقص أهميتها في السوق العالمية.
ما يحتاجه العالم العربي حقاً هو بلورة موقف عربي متماسك يكون في مستوى الندية إزاء مختلف التجاذبات والمشاريع الاقليمية والدولية، موجه لحماية هذه المنطقة وشعوبها مما يتهددها من أطماع، وفي مقدمتها الخطر الصهيوني الذي يزداد خطورة مع ضعف العالم العربي وتمزقه وغرقه في المحن والحروب الأهلية، ما يغري الصهاينة من جهة، والقوى الإقليمية في أنقرة وطهران بتوسيع نفوذها فيه.
وهذا يتطلب إطلاق طاقات الشعوب العربية وتمكينها من المشاركة في القرار وفي الثروة، كي تكون سداً منيعاً بوجه هذه الأخطار، لا الاعتماد على الدول الكبرى الباحثة عن مصالحها، والتي لا تكن لبلدان هذه المنطقة وحكوماتها أي تقدير، وهو ما يعكسه الخطاب العنصري لترامب نفسه المتعالي على العرب والكاره لهم، ومجاهرته بأن هدفه هو الاستحواذ على الثروات العربية وتوظيفها في التغلب على ما تواجهه الولايات المتحدة من عجز.
قوى التيار الوطني الديمقراطي وقف المزايا التقاعدية للمسحوبة جنسيتهم مخالف للدستور والمواثيق الدولية
قالت قوى التيار الوطني الديمقراطي إن قرار لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بمجلس الشورى يوم الأربعاء 28 يونيو 2017 بوقف المزايا التقاعدية للمسحوبة جنسياتهم يعتبر مخالف لجميع الأنظمة والقوانين والدستور البحريني، فضلاً عن كونه قرار يتعارض تماماً مع المواثيق الدولية ذات الصلة وأهمها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يحرّم نزع الجنسية عن أي إنسان وإبقاءه بلا جنسية، كما يرفض مصادرة حقوق العمالة بأثر رجعي يسبق الجريمة إن وقعت.
وأضافت أن القرار الذي يراد تمريره والعمل به يعاني من عوار قانوني واضح من ناحية حرمان المسحوبة جنسيتهم من حقوق سبقت العقوبة المفروضة، حيث التزموا بالقوانين المعمول بها في أنظمة التأمينات الاجتماعية وبالعقود التي وقّعوها مع رب العمل ودفعوا ما عليهم من التزامات مالية، وبالتالي فإن حرمانهم من حقوق مقررة مسبقاً في القانون يعتبر تعدياً على حقوقهم وحقوق أسرهم، وتعميماً للعقوبة لتصبح عقاباً جماعياً يتجاوز النص الدستوري الصريح الذي يؤكّد على أن العقوبة شخصية ولا يجوز تنفيذها بحق أهالي من صدرت بحقهم أحكام .
وأردفت، إن مواجهة الأزمات المالية والاقتصادية التي تعاني منها الموازنة العامة من حيث العجز المستمر والدين العام المتراكم الذي بلغ مستويات خطرة، لا يمكن معالجته بسحب حقوق المواطنين والعاملين، إنّما بمزيد من الشفافية والإفصاح ومكافحة الفساد وإعادة ترتيب أولويات المصروفات وضبطها في بنود الموازنة العامة وتقليص المصروفات التي تستنزف الموازنة، فضلاً عن إلغاء المصروفات التي لا تقدّم قيم مضافة للاقتصاد الوطني ولا يستفيد منها المجتمع.
وطالبت قوى التيار الوطني الديمقراطي بشطب قرار لجنة الشؤون التشريعية باعتباره مسيئاً للمواطنين والعاملين في البلاد ويقدّم صورة سلبية عن التشريعات في البحرين، والتوقف عن سحب جنسيات المواطنين الذين تصدر بحقهم أحكام وتركهم بلا جنسية، وشدّدت على ضرورة إخراج البلاد من الأزمة المستفحلة التي تعصف بها منذ أكثر من ست سنوات، من خلال الانفراج الأمني والسياسي ووضع بلادنا على سكة الحل الصحيح والدائم والتفرغ للتنمية المستدامة.
قوى التيار الوطني الديمقراطي
المنامة
30 يونيو 2017