قلْ لها يا رمل
لعبة الغميضة ضاقت على قلب الصبية..
أتهرم الروح في لحد الذكريات
وتقول نازفةً: ما فات فات؟
…
الحزينات اللاتي يتجنبنَ الكحل
حتى لا تُفسده الدموع
لا يفوتُهن تمرير بعضه في الحمامات العامة
يغسلْن به فناجين الكلام..
يصمتْن وفي أعيُنِهن حناجر مجروحة
يحفُرنَ في صدورهن ثُقبين
واحد للغدرِ
وواحد للفقْد..
الحزينات اللاتي أيديهن على قلوبِهِن دائماً
لا يملكن معاطف دافئة في عزِ الصقيع
يُلبسن الليل قفطانه الأسود الطويل
ويُعلنَ الحدادَ على موت النهار
يعيدُهن للحياة عناق واحد من الخلف!
…
أشتهي أن أبكي لأن ذلك يروق لي
ليس لأنني امرأة حزينة
أو وردة تتحيّن الذبول..
أنا دمعة صامتة تقلب وسادتها إلى الجانب الآخر
…
ماذا تريدُ أيها الحزن؟
نمدد أرواحنا على بساط الأمل
فتنفخُ في ريح الوهمِ ونسقط.. ؟
هذا يحدث غالباً..
نقطف نجوم الدهشة ولا تنطفئ؟
هذا لا يحدث دائماً..
ننساكَ والفقدُ يسلُخُ أرواحنا..؟
هذا لا يحدُثُ أبداً..
خُذْنا على قدرِ صدورِنا ولا تبالغ
لا تدُسُ سكينَ غدرِك بغتةً
تكفينا منك رتابة الاعتياد..
…
كلُ شيءٍ يخُصُك
يتوهجُ في ذاكرتي
يلمع في عينيّ
كبيتٍ مظلم يرقُبه غريب
ويتأكدُ من نافذتيه العلويتين
بأنه مضاءٌ بشمعة واحدة!
…
لماذا نُعطر ياقة الحلم..
والواقع ينحرُ عنق الحياة؟