التشابه هو الشرط الأساسي لحياة جيدة، أي طاعة نفس القواعد والرغبة في نفس الأشياء مثل أي شخص آخر، أما “جون كيتنغ” فيرى أن التشابه هو الشرط الأساسي للموت، أي شيء يجب محاربته ضد، لذلك كما يقول، يجب أن تقاوم الحياة الجيدة التماثل والتوافق الأعمى، نظرًا لأن الحياة قصيرة جدًا، ويجب على الطلاب الاستفادة القصوى من وقتهم على الأرض، أو ما يدعوه ب “اغتنام اليوم”.
وأفضل طريقة لتحقيق أقصى استفادة من الحياة هي أن تكون مبدعًا وأصلياً – لاغتنام اليوم – وليس مجرد تكرار حياة الوالدين والأجداد. باختصار هدف كيتنغ كمعلم هو تعليم طلابه التفكير بأنفسهم واستكشاف شغفهم والعيش وفقًا لذلك.
مأساة مجتمع الشعراء الميتين هي أنّ بعض طلاب كيتنغ يسيئون تفسير احتفاله بالحياة والأصالة. وعقلية ” Carpe Diem” تعني أنّ الحياة بدون الإبداع والأصالة لا قيمة لها ولا تستحق العيش.
بدأ “نيل بيري”، أحد أكثر تلاميذ كيتنغ حماسة مسيرته المهنيّة كممثل، متأثراً من تشجيع معلمه “كيتنغ” على فكرة “اغتنام اليوم”. ولكن عندما اكتشف والده السيد بيري أنّ نيل كان يهمل دراسته بسبب انغماسه في المسرح، منعه من الأداء،، فأصيب نيل بالذهول من ذلك ، لدرجة أنّه قتل نفسه.
ماذا يعني هذا؟ هل هو خطأ نيل المأساوي الذي هو تحريف فكرة كيتنغ، “لأننا سنموت، فلنعش الحياة على أكمل وجه” إلى فكرة أكثر كآبة: “لأننا لا نستطيع أن نعيش الحياة على أكمل وجه، يجب أن نموت”؟
فلسفة “جون كيتنغ” هي، قبل كل شيء الاحتفاء والاحتفال بالحياة على الموت. بينما أدى سوء تفسير نيل لنظرية أستاذه إلى وفاته. بالرغم من أن كيتنغ قد ألهم العديد من طلابه لعيشوا حياة مبنية على شغفهم الفريد، متجاهلاً إملاءات والديهم ومعلمي ويلتون الآخرين.
إذا، الخطأ ليس في الفلسفة بذاتها، بل في طريقة تنفيذها، أو مدى استيعابها من قبل مريديها.