هكذا بدأ الأمر
كقطعة ناتئة
تتلون بكذب أبيض
ثم تلف شاشاً نظيفاً
وتتظاهر بأنها لا تنخر من الداخل
أنا الآن واقفة على سكة الحديد
ثم إن قطاراً ما لابد وأن يمر
قبل أن يتجذر هذا الجرح في الداخل
في جانبي الأيسر
أضع المحفظة
والمحبس
وقليل من الأوراق الملونة الصغيرة بحجم الكف
ثم أتظاهر بأنني لست بحاجة لأن أكتب قصيدة الآن
أنني غارقة في الوهم
في افتعال الأشياء
في التغاضي المرير
ثم إنني أنتظر الآن ورأسي في القطار
أفكر ملياً
كيف ينتحر الناس بهذه الوحشية
وبأنني ربما أتعذب قليلاً عندما تتقطع ذراعاي
وتدهسني العجلات الحديدية
قد أكون تحت وطأة الصدمة أصلا
وأعرف حينها أنني لن أشعر بشئ
إن اللحظة الوحيدة هي تلك التي سأفقد فيها إحساسي بهذا العالم
ثم سينتهي كل هذا الروع
ليكون مشكلة الآخرين الذين سيتناقلون بشاعة الخبر
أنا لا أشعر بشئ الآن
القطار كان سريعاً جدا
لم يترك ما يكفي ليسمى جثة
إذا أنا أعلم أني لم أترك وجبة كافية للدود
الأمر لا يعنيني حقاً
المهم أن القطار برمته
كان أسرع بكثير
من الكذبة
كان موتاً سريعاً
وأقل بياضاً من جرح غائر
تنمو له جذور وأذرع طويلة
من كذبة بيضاء.