كان عليّ أن أحتفظ بدموعي..
أن أدعها ترأف بكسرة حناني
بدلاً من إنفاق حزني
على الروايات الكئيبة
والمواويل المجرّحة..
كان عليّ أن أدرك سلفاً
أن لا أحد..
للقلب الدامي تحت القميص المعطر
لا أحد..
للصفحة المكرمشة تحت غلافها الجلدي؟
لا أحد..
للظل المنتحب تحت شجرته المقطوعة
ربما كان عليّ
أن أعيش حياتي كلها
غارقة بالموسيقى وحدها
كأرجوحة تحت مطر ناعم
بعيدة عن كل شيء
أدور في نشوة بالغة
مثل عاصفة
تخترق الأشياء دون أن يمسها أحد..
****
لا تتحدث عن الليل
وفي فمك..
لم تجف بقايا الحلم القتيل
لم يهرب سرداقك الوحيد من الظلام
لن يمحو حمام الأسى درن القنوط
لن يتماهى بالحنين
كنفخة خالصة من موتٍ رحيم..
لا تتحدث عن الخوف
لم تصحو فزعاً
لتلمس موضع قلبك..
تخدشه أظافر القلق
يقلب بكفيه زئبق السكينة
وهو ينساب من روحك..
لا تتحدث عن الألم
الحبّ المُتعب في محطات الانتظار
لن تشفيه تلويحتك البعيدة
لن يغتسل بالكافور والندم..
****
الفقدان فكرة مرعبة
تخيّل..
أنت تخاف من أن يكسرك القلب الذي تخاف عليه من الكسر
****
قميصك يطرزه لون الحرب
الـ مزقت الكم الأيمن
ماثلٌ أمامي في صمتٍ مهيب..
أنظر إليه مبتوراً
فألمس ذراعك
وأنظر إلى الكم الأيسر
فتتلاشى ذراعي
****
الموال في الأصل نحيب أرملة؛
أكله الهواء وتَموَج صداه في حانة شعبية
****
بلى..أحب ثورة الريح
وهي تعانق جذع شجرة وحيدة
لم يأبه لصبر حفيفها أحد..