الموت وما بعد يحاصران العالم (2 – 3)
الثورة الروسية نفسها كانت ثلاث ثورات في وقت واحد، فهي ثورة فلاحية ضد أشكال القنانة البالية، وثورة ليبرالية سياسية ضد الشكل الأوتوقراطي للقيصرية، وهي ثورة عمالية في المدن. كان لينين يعي تماماً شروط التطور التاريخي للرأسمالية وسعى للخروج منها وتجاوزها كما وضعها ماركس.
ولا يمكن تجاوز الرأسمالية إلا بعد وصولها مرحلة عليا من النضج. وكانت شروط النضج غائبة عن روسيا. لذلك اعترض مفكرون كبار على فكرة استيلاء الطبقة العاملة الروسية على السلطة. اعترض كاوتسكي، الذي أكدّ أن ضعف التطور الرأسمالي لروسيا لا يتيح للبلاشفة الاستمرار في السلطة على قاعدة مثل هذه، وتنبأ في دراسات عديدة مطلع ثلاثينيات القرن وقبل وفاته عام 1938 بتعذر استمرار التجربة.
وأكدّ انطونيوغرامشي أن الثورة الروسية هي ضد منطق ماركس الوارد في كتابه (رأس المال) باعتبار روسيا البلد الأفقر والأقل تطوراً، واعترض بليخانوف الذي قال إن بلداً مثل روسيا يقوم على انتاج سلعي صغير، وبحر من الفلاحين (البنية التحتية) لن يسمح بنشوء نظام سوى استبداد قيصري حتى لو ارتدى رداء بلشفيا. كان النموذج السياسي الاقتصادي والاجتماعي الذي بناه لينين هو نموذج رأس مالي حكومي.
وقد أصر مجموعة من الأدباء مثل فلاديمير بوكوفسكي وفارلام شالاموف ان يحتفظوا للأحرار لإنسانيتهم وقدراتهم التي لا تقهر، وبكرامتهم التي تظلّ مرفوعة كما فعل فلاديمير بوكوفسكي في روايته (وتعود الريح) والتي تعتبر ضحكة ساخرة لكائن جبار هو الانسان في وجه التعذيب والتجويع والقتل، وهذا الأدب ظلّ محظوراً، وغالباً لم يتح له أن يرى النور إلا بعد أن غيّب أصحابه الزمن أو بعد أن غاب زمانهم.
وإذا كان الاقتصاد الحقيقي والعيني الذي عرفه ماركس والمتمثل بالزراعة والصناعة والتجارة والخدمات، فإننا اليوم في زمن الاقتصاد الافتراضي الذي لم يكن موجوداً أيام ماركس، والاقتصاد الافتراضي هو اقتصاد غير مرئي وتتحكم فيه فئة محدودة جداً من البشر على مستوى العالم وليس من السهولة أن نعرف من هم هؤلاء الاشخاص. وهم بما يملكون من مال قادرون على التحكم بمقدرات الأرض وخيرات الشعوب، وهم يسرقون وينهبون هذه الخيرات لكن بطريقة سهلة وسلسة من دون أن تدري الشعوب بذلك.
انهم أقوى من الدول مجتمعة، لا بل أن الدول نفسها تعمل في خدمتهم وهم يجمعون أموالاً طائلة لم يكن ليحلم بها قارون في زمانه. وليس من المصادفة في شيء أن يكون جميع من يتولى رئاسة المؤسسات المالية العالمية مثل البنك الأوروبي أو صندوق النقد الدولي أو البنك الفيدرالي الأميركي أو وزارة الخزانة الأميريكية موظفين في هذه البنوك والصناديق التي تتحكم في البورصة العالمية وتمتلك تريليونات الدولارات.
والرأسمالية التي قال عنها ماركس يوماً أنها تملك بذور فنائها، ستفنى وتندثر بعدما تحولت إلى رأسمالية متوحشة، لكن لا لتحكم مكانها طبقة البروليتاريا، فهذه الرأسمالية المتوحشة ستقود العالم إلى الفوضى والخراب إلى درجة أن العالم نفسه مهدد.
انهيار الاتحاد السوفييتي وانهيار الاقتصاد الموجه معه ودفع عملية الخصخصة وإلغاء الضوابط إلى مديات قصوى، تشكل انتصاراً لاقتصاد السوق، وما إبرام اتفاقيات الجات ونشوء منظمة التجارة الدولية، وتسارع عمليات الخصخصة وفتح الأسواق سوى معالم على ظفر قوى اقتصاد السوق عالمياً.
إن فكرة (انتصار السوق) تقترن لدى منظري هذا التيار وسياسيه، بهجوم سياسي أيديولوجي جامح يسير في عدة اتجاهات، الأول الهجوم على دولة الرفاه الاجتماعي، بهدف إعادة (تسليع) العمل، الثاني الهجوم على الدور التنظيمي للدولة في مجالات السياسة المالية والنقدية والاجتماعية الثالث كسر الحواجز القومية أمام حرية حركة رأس المال في بقية ارجاء العالم الرابع تقليص دور الدولة في العالم المتطور والنزول به إلى الدور الذي تلعبه البلديات في المدن.
بتعبير آخر إلغاء دور الدولة القومية كموجه وناظم اقتصادي والاقتصاد وفق هذه النظرة هو الأساس، أما السياسة فهي التابعة وعليه أن الدولة القومية، كأساس للسياسة غدت نافذة، أما الشركات والأسواق المتحررة من سطوة الدولة فستدير عوامل الانتاج بأعلى كفاءة ممكنة.
هذه هي باختصار وجيز النظرة الليبرالية الجديدة للعولمة واتجاهات نشاطها العملي في اطارها.
فلا يجب العودة إلى ماركس حرفياً، إذ لا أصولية للفلسفة لأنها التساؤل الدائم الذي لا ينتهي، بل صراع على مستوى الكوكب بين قوة تمثل أفراداً قليلين بإمكانهم أن يسرقوا الشعوب وهم يجلسون في غرفهم وبين الشعوب التي ستتساوى في البؤس، وقد قيل: ماجاع فقير إلا بما متع به غني. فثروات الأرض التي كان يعتقد مالتوس انها محدودة جداً ولا تكفي وأن المجاعة آتية لاريب تبين انها غير محدودة بمعنى ما، وان الأرض بما لديها من طاقات كفيلة بإطعام المليارات لا سيما مع تطور العلم.
وبما أن ماركس ينتمي إلى المظلة الهيغلية، فهو إذاً يعتبر أن تفسير العالم الذي كان مهمة الفلاسفة منذ ما قبل افلاطون وأرسطو حيث اعتبر هذا الأخير أن الفلسفة هي البحث عن العلل والمبادئ الأولى قد انتهى مع هيغل الذي ختم الفلسفة والمطلوب الآن لما يتوافق مع هذا التفسير الذي مازلنا بشكل أو بآخر، نرزح تحته أعني ان السستام الهيغلي مازال طاغياً ومهيمناً.
أما نيتشه فقد رفض هيغل كلياً، وكان رفضه ينطلق من نقاط تقع خارج المظلة الهيغلية. وهذا ما تابعه فلاسفة الغرب من امثال فوكو ودولوز ودريدا وليوتار، في محاولاتهم الافلات من السستام الهيغلي، فالفضاء الفكري لهؤلاء بالاستناد إلى نيتشه، يختلف جذرياً عن الفضاء الفكري الهيغلي فإذا أردنا أن نفكر بشكل مختلف حقاً علينا أن نقوم بنقد جذري لصورة الفكر التي يأخذها الفكر عن نفسه، لأنها هي التي تتحكم في ابداع المفاهيم وهذا ما فعله نيتشه.
وجه نيتشه نقداً لبنية الفكر والأخلاق السائدة لكن لا كما فعل كانط الذي وجه نقداً للأخلاق لاسيما اتجاهاتها الخالطئة والمزيفة، من دون أن يتخلي عن هذه الأخلاق، ولذلك أعاد كانط في العقل العملي ما رفضه في العقل النظري، أما في نظر نيتشه فالمطلوب هدم القيم السائدة وتقويضها من أساسها وإبداء قيم جديدة مكانها، فهو يرفض القيم السائدة الإلهية والإنسانية معاً، لكنه في المقابل يرفض غياب القيم، لذا يقوم بابتداع قيم جديدة مكانها. لقد ميّز نيتشه بين قيم السيد وقيم العبد فالعبد يبقى عبداً وإن استلم السلطة مادام يفكر بالذهنية ذاتها ويتبنى القيم ذاتها. وقد عُرف دولوز بالفيلسوف المرتحل أو البدوي، وقد ارتكز على نيتشه في ابداعه لمفهوم الفكر البدوي، فمنذ كتابه (نيتشه والفلسفة) اعتبر دولوز ان نيتشه يمثل فلسفة مضادة.
قال نيتشه في كتاب (العلم الجذل) عن إله الحداثة: “كيف استطعنا أن نفرغ البحر؟ من أعطانا الأسفنجة لمحو كل هذا الأفق؟ ماذا فعلنا فصلنا الأرض عن شمسها؟ إلى أين تقودها حركاتها حركاتنا؟ أبعيداً عن كل الشموس؟ ألم نندفع في منحدر لا قرار له، أما يزال هناك أعلى وأسفل؟ ألسنا نتيه صوب عدم لانهائي؟”
بتلك الكلمات مهدّ الطريق لظهور مابعد الحداثة، هذا هو عالم مابعد الحداثة بلا ثوابت أو مركزية أو حدود، لا شيء يتجاوز المادي المباشر لا يمكن لأي منظومة أخلاقية أن تحكم. الإنسان كائن غرائزي مثله مثل بقية الكائنات، وكل الكائنات جزء من الطبيعة المادية التي تخضع كل الكائنات فيها لـ (إرادة القوة) وإرادة القوة هي محرك التاريخ. وسبب هذه القطيعة الكلية مع الثوابت هو أن نيتشه كان يرى أن الحداثة بمفهومها الغربي ماهي إلا ميتافيزيقيا مقنعة وهم يؤله فيه الإنسان بدلاً من الإله وتصبح فيها الحضارة الغربية هي المطلق.
أعلنت كلمات نيتشه (موت الإله) نذيراً بقدوم عصر جديد خطير سوف يتحدانا جميعاً. وكانت تلك الكلمات تحذيراً بصفته مراقباً يتكلم من أجلنا جميعاً. إن عبارة (موت الإله) لم تكن جعجعة إلحادية بغيضة، بل تحسراً، وصرخة في المساعدة. فمن نكون نحن حتى نقرر معنى وجودها أو أهميته، من نحن حتى نقرر ماهو جيد أو صحيح في هذا العالم؟ كيف نستطيع أن نحمل هذا العبء على كاهلنا؟.
فهم نيتشه أن الفوضى وعدم قابلية المعرفة أمران أصيلان ملازمان للوجود، وآمن بأننا لسنا مؤهلين نفسياً للتعامل مع مهمة شرح المغزى الكوني لوجودنا. وقد شاهد الديانات الأيديولوجية التي اكتسحت البشر في عقاب عصر التنوير [الديموقراطية، القومية، الشيوعية، الاشتراكية، الكولونيالية، وغيرها] فرأى أنها ليست أكثر من تأجيل للأزمة الوجودية التي ستعانيها البشرية. كان يكره هذه الأيديولوجيات كلها. وجد أن الديموقراطية سذاجة، وأن القومية غباء، وأن الشيوعية أمر مفزع، وأن الكولونيالية عدوان.
إن الإنسان الذي ولد مع الحداثة قد حان وقت زواله، لأن الشروط والترتيبات التي سمحت بوجوده منذ بداية القرن التاسع عشر، أخذت بالتبدل والتغير، لهذا أعلن فوكو (موت الإنسان) لأنه اكتشف أن هناك قوى أقوى بكثير من الإنسان تفعل فعلها فيه ولا تسمح له بادعاءاته التي يتبجح بها، قوى في الاقتصاد، واللغة والحياة فإن تناهي الإنسان الحديث ينبع من ذاته وولادة الانسان الحديث جاءت محددة بقدراته المتناهية، ومع ذلك فقد عيّن لنفسه مهمة فوق بشرية أي مهمة إلهية، واحتل العرش الذي تركه الله، لا سيما مع اعلان موت الله النيتشوي. ومع موت الإنسان يزول الأساس الذي تستند إليه العلوم الإنسانية.
المسألة اليوم هي الحياة. والحياة كما يقول فوكو: (هي رهان الصراعات السياسية حتى وإن تم التعبير عنها عبر تعابير حقوقية: الحق في الحياة وفي الجسد وفي الصحة، وفي السعادة، وفي إشباع الحاجات، وهذا الحق غير مفهوم في السستام الكلاسيكي).
يلحظ دولوز عند فوكو، أن هذا التبدل في عناوين المقاومة تبدل تبعاً للتبدل في بنية السلطة نفسها. كان الملك يملك حق الاعدام. أما اليوم فتتخلى السلطة عن هذا الحق وتميل إلى إلغاءه. ولكن في المقابل تسمح بالمجازر والكوارث، ليس جراء العودة إلى الحق في القتل بل على العكس بإسم العرق والمساحة الحيوية والشروط الحياتية لمجموعة بشرية تظن نفسها الأفضل وتعامل عدوها لا بوصفه العدو الحقيقي، بل بوصفه خطراً بايولوجياً. ويخلص دولوز إلى القول (تصير الحياة مقاومة للسلطة عندما تتخذ السلطة الحياة موضوعاً لها).
وفوكو يعدل خطة دراسته ليرجع إلى الأغريق حيث يبرز الشعار التالي: (إذا أردت أن تكون مواطناً فاعلاً في المدينة فعليك أولاً أن تتمكن من السيطرة على نفسك).
لكل ما هو سائد من فلسفات فهناك مواجهة بين نيتشه والفلسفة السائدة، فنقد صورة الفلسفة هو استكمال لعمل كانط في نقد العقل المحض، فكما أن كانط وقبل أن يقوم بنقد لموضوعات المعرفة لسساتيم الفلسفة، قام بنقد العقل المحض، وبيّن حدوده وامكاناته، كذلك اعتبر دولوز أنه لابد من القيام بنقد جذري لصورة الفكر الكلاسيكي، حتى نتوصل إلى فكر من دون صورة، إذا أردنا أن نفكر من جديد بشكل مختلف، أي إذا أردنا أن نجعل الفلسفة من جديد ممكنة.
هذا الفكر الجديد يتطلب نقداً جذرياً لمسلمات صورة الفكر القائمة، حتى نتوصل إلى فكر من دون صورة أي إلى الفكر البدوي. وأفضل من وجه نقداً لصورة الفكر الدغمائية السائدة هو نيتشه الذي وجه نقداً جذرياً لمفهوم الحقيقة، معتبراً أن مقولتي الصواب والخطأ لم تعدا نافعتين للحكم على القول الفلسفي حيث خلق مكانهما مقولتا المعنى والقيمة.
فهناك صورة عالية ذات قيمة وصور هابطة لا قيمة لها. يقول دولوز: (نعيش على صورة معينة للفكر، أي أن لدينا، قبل أن نفكر فكرة مبهمة عما يعنيه التفكير، عن الوسائل والأهداف نعم صورة جديدة لفعل التفكير واشتغاله ونشأته في الفكر نفسه هذا حقاً ما نبحث عنه).
ويقول أيضاً (إنّ ما تم سحقه وإبطاله باعتباره أذى، كل ماينتمي إلى فكر من دون صورة البداوة، آلة الحرب، الصيرورات، القرانات المخالفة للطبيعة، الاقتناصات والسرقات مابين المملكتين، اللغات الصغرى أو التلعثمات باللغة بالتأكيد فروع معرفية غير الفلسفة وتاريخها يمكن أن تلعب دور المضطهد للفكر).
(الجزيرة المهجورة وحوارات) في زمن دولوز لعب كل من ماركس وفرويد وسوسير، أي التغيير والتأويل والنطق، دور مضطهد ذي ثلاثة رؤوس، فالجميع سلّم، في وقت من الأوقات بأنه لابد أن نكون مع ماركس أو فرويد، وأن نبتعد كثيراً عن سوسير. للتخلص من كل ذلك يبني دولوز على نيتشه لأنه قوّض صورة الفكر القائمة، وأحلّ مكانها صورة جديدة للفكر أو أحل مكانها فكراً من دون صورة، وكذلك بنى دولوز على مفكرين وفلاسفة وجد فيهم عناصر جدية لهدم صورة الفكر الأخلاقية القائمة وانشاء صورة جديدة مكانها من امثال لوقريتس والرواقيين وسبينوزا وهيوم وبرغسون ولايبتس وبروست وغيرهم.
لم تعد الفلسفة تبحث عن اليقين، لم تعد تبحث عن صخرة صلبة يقينية لتقف عليها وتعيد بناء الكل من خلالها، فهي تمد أسطحاً فوق الخواء وفوق العماء، وتأمل أن تحظى بنوع من التماسك، فالهويات جميعها قد انهارت الذات العارفة والعالم وغيرها من الهويات، وبتنا نعيش في عالم بلا تحت ولا فوق وبلا مرجعية نستند إليها، ومع ذلك نهتم بالأسئلة التي تطرحها علينا طبيعة عقولنا. فالفيلسوف البدوي يخوض حرب عصابات ضد الخارج والداخل ضد نفسه ايضاً.
هذه هي فلسفة مابعد الحداثة حيث يصعب الاستقرار على معنى، وهذا هو عالم مابعد الحداثة المتشظي، حيث تظهر هشاشتنا أمام نسبية كل شيء في هيئة وعي ساخر بالنفس ومحاكاة ساخرة للعالم والواقع من حولنا.
عالم يرى فيه جاك دريدا فيلسوف اللغة أن الحقيقة شظايا مبعثرة نازعاً القداسة عن مركزية العقل، يرى فيه ميشيل فوكو أن الفلسفة ماهي إلا محاولة لتشخيص الواقع والتفكير في اللامفكر فيه لاكتشافه بشكل دقيق لفهم التكوين الحقيقي للظواهر وأسباب سيطرة مواضيع معينة في فترات تاريخية معينة. لا يعدنا فوكو بأي شيء عن الحقيقة بل فقط (جينيالوجيا) أو (علم أنساب)، عالم يسقط فيه جان ليوتار كل السرديات الكبرى التي قامت على أسس العقلانية والتنوير.
عالم مابعد الحداثة الذي ما انفك جان بودريار يؤكد فيه على موت الواقع واغتيال المعنى وتفتت المصادر المنتجة له، عالم مابعد الحداثة؟ عالم مفكك ونسبي ومبعثر لشظايا يصعب فيه اللامعنى وتتفتت السرديات الكبرى – عالم العدم اللانهائي، يسعى مشروع جاك دريدا التفكيكي نحو الكشف عن لا استقرارية اللغة والنظام بصورة عامة، ورفض فكرة أنه يمكننا السيطرة على النظام وعلى الطبيعة ككل تبعاً لذلك، فلا يمكننا حسب دريدا التنبؤ بنشاط العلامة، ولا يوجد أي ارتباط نهائي قار وثابت لضمان اشكاليات التواصل من خلال اللغة. فزلات اللسان والأخطاء تحدث دائماً وللكلمات تاريخ وظلال من المعاني والسياقات السابقة التي وظفت فيها، وحتى على المستوى الصوتي هناك بعض الأصوات التي تحمل إيحاءات مختلفة لمتلقين مختلفين.