ترجمة وإعداد: هشام عقيل
1.
فريدريك انغلز إلى ف. ويسين (في تكساس)
لندن 14 مارس 1893
الرفيق العزيز،
لم أتمكن من الرد على رسالتك المرسلة في 29 يناير بفعل تراكم الأعمال علي.
أنا لا أرى لماذا سيكون هناك أي تناقض مع المبدأ الاشتراكي- الديموقراطي في حال رشح أحدهم بعض الأشخاص لأحد المناصب السياسية التي تحتاج إلى تصويت، وبالتالي التصويت لهؤلاء المرشحين؛ حتى وإن كان عمله كله ينصب في تقويض كل المناصب السياسية.
قد يفترض أحدهم بأن أفضل وسيلة لتقويض النظام الرئاسي ومجلس الشيوخ في الولايات المتحدة الأمريكية هو عبر انتخاب الأشخاص (لهذه المناصب) الذين سيقومون بهذا التقويض؛ وسيكون من المنطقي لو تصرفوا بشكل موازٍ لمهماتهم. قد يجد آخرون بأن هذه الطريقة ليست عملية؛ وفي نهاية المطاف، أنها مسألة خلافية. لكن طريقة العمل هذه قد تتلاءم مع ظروف تفترض إنكاراً للمبدأ الثوري. ولا أدري حقاً لماذا يحصل ذلك بشكل دائم.
إن المهمة الأولى للحركة العمالية هي الاستحواذ على السلطة السياسية من أجل، ومن قِبل، الطبقة العاملة. حالما نتفق على هذه النقطة، فإن كل الخلافات التي ستنشب ما بين أتباع هذه الفكرة العقلاء حول طرائق ووسائل الصراع لن تؤثر على المبدأ نفسه، إذ إنهم لن يختلفوا على المبادئ الأساسية.
برأيي: إن أفضل التكتيكات في أي بلد هي تلك التي تؤدي بشكل سريع ومؤكد نحو هذا الهدف. أما في الولايات المتحدة فأن هذا الهدف هو بعيد المنال.
2.
إلى بُل لافارغ (في فرنسا)
لندن 12 نوفمبر 1892
… أتدرك بأن لديكم في فرنسا سلاحاً مذهلاً وهو النظام الانتخابي؟ فقط لو كنتم تعرفون كيفية استعماله! إن هذا الطريق هو أكثر بطئاً ومملاً من النداء إلى الثورة، ولكنه أكثر ثبوتاً بعشرات المرات. الأفضل من ذلك كله هو: أنه يعمل كالمؤشر، وهو كلي الدقة، للوقت المناسب لنشوب أي ثورة. بلا شك بأن حكامكم سينقلبون على العمل العلني بين ليلة وضحاها حالما يتمكن العمال من استعمال النظام الانتخابي لصالحهم، وهذا سيبرر ثورتهم في العلن.
3.
إلى أوغست بِبل (في ألمانيا)
لندن 12 أكتوبر 1893
… في النمسا كل الأحزاب خائرة، والتشوش العام هو السائد، والأمم المختلفة في تناحر مستمر، والحكومة لا تعلم ما الذي تريده؛ مع كل هذه الظروف فأن وجود حزباً يعلم بالضبط ما الذي يريده، ويعلم كيفية الحصول على ما يريده، بصلابة وحزم حتماً سيثبت قوته في المستقبل، خصوصاً أن كل مطالبه تتماشى مع التطورات الاقتصادية لبلد مثل هذا، وهي كمطالب ليست أكثر من تعبيرات سياسية لهذا التطور. إن حزبنا في النمسا هو الحزب الفعال الوحيد من بين كل الأحزاب الأخرى هناك؛ غير ذلك لا توجد سوى مقاومات خاملة أو مغامرات هنا وهناك لا تؤدي إلى أي شيء في نهاية المطاف، ويضعنا ذلك في وضع استثنائي في النمسا. … لا خوف على موت قضيتنا في النمسا؛ فأصحابنا هناك سيؤكدون عدم حدوث ذلك. إن البرلمان الإمبراطوري النمساوي أكثر جموداً من قرينه الألماني، أو حتى الساكسوني أو البافاري. ولكن وجود عدداً هائلاً من الممثلين الاشتراكيين سيترك أثراً هائلاً يتعدى الأثر المتروك عند البرلمان الألماني، ونحن بلا شك محظوظون بفيكتور [المقصود: فيكتور آدلر] الذي يعلم، بمفاهيم واضحة، بكل خصوصيات وتعقيدات النمسا…