أريد أن أحبّك بخفة
يَمسك حنيني بأصابع من ريح..
لا أريد أن أتنفسك بعمق
ولا أن أبكيك بغزارة..
فمذ وقعت في هوة الحب
ابتلعتني قصيدة قاسية
كلما رجوتها أن أطفو إلى السطح
دثرتني في قبو شعورها
أرهقت سمعي بأصوات المُعذبين
تجلدهم بسياط خيبتهم
وهم يتحسرون على نبضهم
ويرسمون الإحساس بدمهم
موسيقى صامتة للأنين..
****
الذين ربتوا على كتفي بعد خلعها
وسرحوا شعري منكساً بفقري..
الذين قدموا لي دموعي كأساً ببرودِ
مغمساً بزهرة عمري
ووعودي
وزرعوا في صدري
أشواك شهيق
الذين بجلوا أحزاني بتعظيم سلام
ومرَّ على سمعهم تضرع قلبي
مرور الكرام
لماذا يقفون على أبواب الذاكرة؟
****
وبعد حروب طاحنة
أدرك بهوادة أنني…
لست فساتيني المطوية بعناية في دولاب العمر
لست شعري المنسدل بملل على كتف الانتظار
لست استدارات جسمي
ولا حروف اسمي
أنا العبارة المقروءة بريبة في رواية حزينة
أنا الكلمة المتحشرجة الغارقة بين صمتي وترددي
الابتسامة الخجلى من لثغة تهجيها للفرح
الأغنية التي أدندن بها عارية في الحمام بلا سبب
أنا كرسي المقهى الذي يشهد ترقبي للصدف
صورة ثلاثية الأبعاد
لم تلتقطها اللحظة الفارقة
ولم يؤطرها برواز خشبي
****
لا تقلقْ.. أنا أعتني بقلبي جيداً
أغسله بماءٍ بارد قبل النوم
لا يغفو على دفءِ الحبّ
بوهمِ المعرفة..