يصادف يوم 18 سبتمبر ذكرى استشهاد الرفيق د.هاشم العلوي الذي قضى في العام 1986 شهيداً في أقبية القلعة أثناء جلسات التحقيق حيث جيئ به في وقت متأخر ليلة الثامن عشر من شهر سبتمبر إلى الزنزانة الإنفرادية التي مكث فيها قبل استشهاده لعدة أسابيع والتي كانت تسمى زنزانة عقاب واحد ظل ليلتها يئن من ألم المعاناة جراء ما تعرض له حتى قضى نحبه، كان يؤخذ من هذه الزنزانة بين يوم وآخر ثم يتم إرجاعه إليها في كل مرة بين الحياة والموت.
انخرط الشهيد منذ منتصف السبعينات في صفوف جبهة التحرير الوطني البحرينية وهو في ريعان شبابه وغادر للدراسة في جامعة بغداد عام 1974، تم ابتعاثه للدراسة في الاتحاد السوفييتي عام 1975 حتى تخرج منها طبيباً. انتظم الرفيق الشهيد د. هاشم في خلايا جبهة التحرير وتدرج فيها حتى شغل مراكز متقدمة في صفوف الجبهة. كان الشهيد مخلصاً ومتفان في نشاطه الحزبي صلباً عنيداً معتزاً بالمبادئ التي كانت دائماً ما تحكم سلوكه وتصرفاته، لذا عرف عنه الشهامة والصدق والثقة التي دائماً ما كانت تنطق بها قسماته، ولهذا توقع له رفاقه القريبين منه أن يقضي شهيد اذا ما تعرض للاعتقال، فالجميع من حوله كانوا على يقين أن الرفيق هاشم إذا ما خير بين الموت شهيداً أو الاقرار بما يمليه عليه المحقق فإنه بالتأكيد سيذهب للخيار الأول وهو ما تحقق في واقع الأمر.
في هذه الذكرى التي تم فيها استباحة أبسط الحقوق المدنية والسياسية يجدد التقدمي مطالبته من أجل الكف عن انتهاك حقوق الإنسان وفي طليعتها حرية الرأي والتعبير وحرية المعتقد والانتماء وصون الكرامة الإنسانية ووضع حد لسوء المعاملة داخل السجون أو المعتقلات أو أماكن التوقيف حيث نص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المادة “5”: لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة.
لروح الشهيد د.هاشم العلوي ولكل من قضى شهيدا داخل المعتقلات المجد والخلود.
المنبر التقدمي – البحرين
18 سبتمبر 2020