جاء خبر وفاتها أثناء إدارتي ندوة كان يلقيها رفيقنا المحامي حسن اسماعيل، مساء يوم الأحد بتاريخ 16/08/2020، وتبث، افتراضياً، من مقر “التقدمي” بدون حضور، وأثناء تصفحي الواتساب لعلي أجد أسئلة مرسلة للمحاضر، فاجأني الخبر الصاعق والمفجع: (إيمان الحايكي زوجة خالد هجرس في ذمة الله).
كنت أعلم بأنها في رحلة علاجية بتركيا من مرض عضال، وانتهى العلاج بعد إجراء عملية لها، ولكنها كانت في معظم الوقت في غرفة العناية المركزة حسب قول زوجها رفيقنا خالد هّجرس، الذي كان يرافقها طوال التسعة الأشهر الماضية، وكانا يفترض أن يعودا للوطن، ولكن توقف الطيران من وإلى تركيا بسبب جائحة كورونا حال دون عودتهما، حيث رحلت الرفيقة أم راشد بعيداً عنه، وعن الأهل والأحبة.
يعود بي شريط الذكريات إلى عام 1984 عندما كانت طالبة جديدة قادمة من البحرين للدراسة الجامعية في بونا بالهند، كانت شابة صغيرة ذات ثمانية عشر ربيعاً، كلها نشاط وحيوية، وكانت قبل ذلك قد انخرطت في الأنشطة الطلابية والاجتماعية في داخل البحرين من خلال اللجان الطلابية الديمقراطية التابعة لأشدب، لهذا لم يكن الوضع الطلابي في بونا غريباً عليها بالرغم من الغربة والبعد عن الوطن، فانخرطت في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة البحرين – فرع بونا، وساهمت بنشاط ملحوظ في أنشطته وفعالياته ولاسيما احتفالاته بالمناسبات الوطنية والطلابية.
واشتهرت بغناءها أغنية الفنان العراقي جعفر حسن (من أين وكيف سيأتي عازف هذا الغتيار) المهداة إلى روح الفنان التشيلي التقدمي الشهيد فيكتور جارا الذي اغتالته الزمرة العسكرية الإنقلابية بقيادة الطاغية بيونشيت، كما التحقت في صفوف اتحاد الشباب الديمقراطي البحراني “أشدب”، الذي ينشط في صفوف المئات من الشباب والشابات في داخل وخارج البحرين، ومن أهدافه الدفاع عن حقوق ومطالب الشباب في التعليم والعمل والسكن، والاعتراف بشرعية العمل النقابي على الصعيدين العمالي والطلابي.
في صيف عام 1985 كانت الفقيدة إيمان على موعد مع وفد البحرين الشبابي باللقاء مع شباب العالم القادمين من القارات الخمس للمشاركة في المهرجان العالمي الثاني عشر للشباب والطلاب في موسكو، المقام تحت شعار من (أجل التضامن والسلام و الصداقة ومناهضة الإمبريالية)، بتنظيم من اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي “وفدي” واتحاد الطلاب العالمي، والكومسومول اللينيني – شبيبة الاتحاد السوفييتي.
ذهبتْ إلى هناك لتشارك رفيقاتها ورفاقها من أعضاء الوفد في إيصال صوت شبيبة البحرين إلى شباب العالم، والتزام هذه الشبيبة بالعمل سوية مع الشبيبة العالمية من أجل الصداقة والتضامن الأممي بين الشعوب والبلدان، وفي سبيل عالم خالٍ من الحروب والتسلح النووي، عالم تسود فيه قيم السلام والتعايش والتسامح .
في فترة الانفراج السياسي في البلاد فبراير 2001 ساهمت مع رفاقها ورفيقاتها في تأسيس المنبر التقدمي، وكذلك شاركت مع زميلاتها في تأسيس جمعية المرأة البحرينية عام 2002، وكانت رئيسة لجنة الشباب في الجمعية في أول مجلس إدارة للجمعية بعد التأسيس .
عزاؤنا إلى رفيقنا العزيز خالد هجرس وأبنائهما أمينة وراشد وناصر والأهل والرفاق والأصدقاء ، وللفقيدة الغالية إيمان الذكرى العطرة.