إن المنبر التقدمي وعبر قطاع الشباب والطلبة يجدد في هذا اليوم 12 أغسطس الذي يصادف اليوم العالمي للشباب إلى بحث واقع الشباب البحريني وسبل النهوض الفعلي بهذا الواقع من أجل فتح آفاق واعدة تعزز مسيرة شبابنا وتخلق بيئة محفزة لهم ولإبداعاتهم وتخلق فضاءات أوسع لهم للإسهام فى الجهود والمساعي الوطنية للتنمية المستدامة، مع ضرورة المسارعة فى إيجاد المعالجات الحصيفة واللازمة لمشكلة البطالة فى أوساط شبابنا والتي يتوجب أن تكون فى صدارة الاهتمامات والأولويات، كما أنها المشكلة التى تضع كل الأطراف المعنية بمواجهة التحديات والتهديدات الملحة التي نواجهها على محك الامتحان، داعين مجلس النواب بأن يأخذ على عاتقه ملف الشباب البحريني، قضاياهم، وهمومهم، ومتطلباتهم، وتطلعاتهم، والسبل المثلى لاستثمار إبداعاتهم ومواهبهم وطاقاتهم وإشراكهم فى التنمية المستدامة بوصفهم شركاء أساسيين فى مسيرة الوطن.
إن شعار احتفالية هذا العام “إشراك الشباب من أجل تحفيز العمل العالمي” يراد منه إبراز السبل التي تثري بها مشاركة الشباب على الصعد المحلية والوطنية والعالمية، واستخلاص الدروس عن كيفية تعزيز حضورهم وتمثيلهم ومشاركتهم فى مختلف الشئون والمجالات ورسم السياسات، وعدم تهميشهم ، وتوفير فرص العمل المناسبة للأعداد الكبيرة منهم من العاطلين الباحثين عن عمل، وتأتي هذه المناسبة اليوم تقديراً وامتناناً لجميع مساهمات الشباب فى مختلف دول العالم كونهم جزءاً رئيساً من منظومة تغيير الحاضر واستشراف المستقبل.
إن الجائحة التي لازالت تُلقي بضلالها الثقيلة على البحرين ودول العالم، أثبت فيها شباب البحرين استعدادات ومشاركات طيبة وأبرزها ما تجلى فى الفرق الشبابية التطوعية، ودعم التدابير الاحترازية، وكذلك إسهاماتهم المتنوعة فى مختلف المجالات، والتي كانت موضع فخر وتقدير وإشادة، وإذ يسترعي الانتباه أنه فى الوقت الذي تفرد فيه الكثير من دول العالم بجيل الشباب وتعد له الخطط والبرامج والاستراتيجيات القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى، وتخصص لهم ما يعزز مشاركاتهم فى مسيرة تطور وازدهار أوطانهم، وتؤسس المنظمات الشبابية التي تعبر عن أفكار ووجدان الشباب وطموحاتهم وتطلعاتهم نحو مستقبل مشرق ينعم بالاستقرار والأمان والأمن السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فإن الشباب فى معظم الدول العربية لا يزالون يناضلون من أجل نفض موروث من القيود التي تثقل كاهلهم وتعيق تقدمهم، وتضيّق عليهم الخناق فى مناخ يستهين بقدراتهم ويضع القيود التي تحول دون تمكين الشباب من ممارسة العمل السياسي والانخراط فى الشأن العام .
وفي الوقت ذاته، وبرغم من كل الظروف والأوضاع نشير بوجه خاص إلى حراك الشبيبة المناضلة فى شوارع بيروت التي لم تستفق حتى الآن من هول كارثة الانفجار المدوي فى ميناء بيروت، وكذلك الحراك الشبابي فى بغداد والمدن العراقية، وفي الحالتين يواجه شباب البلدين الشقيقين منظومة من الفساد والفاسدين المدعومين بترسانة من أحزاب ومليشيات تتكئ على الطائفية والمذهبية والتبعية للخارج، ولقد أثبتت الوقائع في البلدين الشقيقين المذكورين وفي غيرهما من البلدان أن هناك من يستهدف شبابنا العربي وجعله وقوداً للصراعات والحسابات والاعتبارات الطائفية من أجل بسط سيطرة الفاسدين والمنتفعين من بقاء هذه الأوضاع، ومما يبعث على التفاؤل موقف الشباب في كل من لبنان والعراق وبقية الدول العربية الرافض بشدة لكل أنواع الانشطارات فى مجتمعاتنا العربية .
إن قطاع الشباب فى التقدمي فى هذه المناسبة يجدد مطالبته بإيجاد سبل الحماية والتنمية لوقف وتيرة البطالة المتنامية فى أوساط شبابنا، والعمل من أجل إنتشالهم من مستنقع الفقر المستشري، ورسم الخطط والبرامج التي تفتح آفاق واعدة لشبابنا، وبالإضافة إلى ما سبق يؤكد على أهمية توفير المناخ السياسي السليم بما يؤمن لشبابنا المشاركة في صياغة القوانين والسياسات والمشاركة الفعالة في كل ما ينهض بالتنمية المستدامة والمسيرة الوطنية.
قطاع الشباب والطلبة
المنبر التقدمي – البحرين
12 أغسطس 2020