المنشور

—————————————————————–
(1)

سلامٌ عليكَ
أبا سلام
يا حادي الحبِّ والأنغَام
في غيابِكَ كيفَ الوردُ ينام
أَيَا شهوةَ الوطنِ المَفجوع
أيا إيقاعَ الفقراءِ في ليالِي الأَرَقِ
أيَا دَمعةَ الموسيقى
والطبلةَ والكمان
ماذا سَيكتبُ عنكَ الزمان
سلامٌ عليكَ
سلامٌ سلام

(2)
كيف ترثيكَ بلادٌ ذُبْتَ في وَجْدِها
وكنتَ فارِسَها المُستهام
وكنتَ ترسمُ على إيقاعِ البحرِ
أحلامَكَ انشودةً
تحاورُ الفراشاتِ في مساءاتِ الشَغَفِ
والعِشقُ في قلبِك يَتَشَظَّى هَيام
فَبِأَيِّ حُروفٍ نكتبُ اسمَك الآنَ
وَبِأيِّ كلامْ
سلامٌ عليكَ
سلامٌ سلام
(3)

أَيُّ بُكاءٍ يَكفيكَ
أَيُّ حُروفٍ تَرثِيكَ وتَرثِينا
وتَغسلُ ما كان فيكَ وفينا
فغيابُك ليسَ غيابَ الموتَى
فأنتَ رَحِيقُ الأرضِ الحُبلَى
بالرطبِ وبأزهارِ الدفلَى
أيُّها الراحِلُ الحاضِر
في نَوتاتِ الأحلام ِ
سلامٌ عليكَ
سلامٌ سلام

لقاء الأحبة

(1)
هل رأيتم دموعَ العشبِ
انا رأيتها هذا الصَباح
تتدّلى صَاعدةً الى أبوابِ المَدينة
تتدفّقُ من قلوبِ الرِفاق
سمعتُ نَشيجَ البِيانو والكمَان
مُودعًا الفارسَ
وهو يَغادر المَكانَ والزَمَانْ

(2)
في المقبرةِ سمعتُ صوتَ ناي
ودقاتَ طُبولٍ
وتراتيلَ غير مفهومة
في الخلفيةِ سمعتُ مُوسيقى
كان مجيد يعزفُ السَكسفون
مرحّبًا بالقادمِ الجَديد