عقد المكتب السياسي للمنبر التقدمي اجتماعه الدوري الاعتيادي يوم السبت الماضي 20 يونيو 2020
برئاسة الأمين العام خليل يوسف استهله بوقفة حداد على رحيل عضو المنبر الصحفي أحمد البوسطة، وأشاد بمناقبه ومسيرته ودوره النضالي، ونوه الأمين العام بعطاءات البوسطة ومدى حرص الراحل على الاضطلاع بالمهام التي أوكلت له، وكان آخرها قبل أن ينال منه المرض مهمة العمل مع كوكبة من أعضاء التقدمي على تدوين تاريخ جبهة التحرير ومحطاتها الوطنية من خلال مقابلات ولقاءات مع الذين عاصروا بدايات تأسيس الجبهة، متمنياً لروحه السكينة والسلام.
وتلى ذلك مناقشة المكتب السياسي العديد من المستجدات والتطورات على المستويين المحلي والدولي، وفى سياق الشأن المحلي وقف مطولاً حول الوضع الاقتصادي فى ظل جائحة كورونا، والحزمة المالية المخصصة لمواجهة تداعياتها التى لازالت غير واضحة المعالم، وشدد المكتب السياسي على ضرورة الشفافية فى تفاصيل آلية توزيع الحزمة ومقدار الحصص والأسباب التي سيتم صرف المبالغ على أساسها.
وأشاد المكتب السياسي بالدعوة التي طرحها عضو كتلة تقدم البرلمانية النائب عبدالنبي سلمان بعقد منتدى وطني مخصص لمناقشة وتدارس وضع الخطط والاستراتيجيات والبرامج الهادفة إلى مواجهة التحديات القائمة وتلك المنتظرة للخروج منها بأقل الخسائر الممكنة، والاستفادة من دروس الجائحة بما يخدم مسيرة البحرين المستقبلية، ودعا التقدمي كل الأطراف والجهات ذات العلاقة إلى التجاوب مع هذه الدعوة ويرى أنها تسهم فى بلورة مزاج وطني متناغم يسهم فى تعزيز الوحدة الوطنية والتوافق بين مكونات المجتمع واشراكها فى وضع رؤية وطنية متكاملة لا غنى عنها لمواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.
أما فى الشأن العمالي الذي يعاني من الانقسامات والخلافات التى لا تخدم مسيرة الحركة العمالية والنقابة، فقد شدد المكتب السياسي على أهمية تجاوز هذا الواقع المؤسف، ودعا الأطراف المعنية الجلوس على طاولة الحوار بهدف إيجاد الحلول الجذرية للمشاكل الراهنة التي تعاني منها مسيرة العمل النقابيي، ونوه المكتب السياسي بأهمية أن تضطلع الاتحادات العمالية بمهامها على أسس سليمة لتكون جديرة بتمثيل الطبقة العاملة خير تمثيل وقادرة على التصدي لكل من يسعى للنيل من المكتسبات خاصة فى ظل الظروف الراهنة التي تلقي بضلال ثقيلة على سوق العمل وأوضاع العمالة البحرينية فى العديد من المنشآت، واستغرب المنبر التقدمى الاقتراحات الغريبة من بعض النواب التى تمس هذه المكتسبات، ومنها الاقتراح بإلغاء التفرغ النقابي، ودعا هؤلاء النواب إلى فتح قنوات إتصال وتواصل للوقوف على حقيقة ما تعانيه الحركة العمالية والمتطلبات التى تخدم تطور هذه الحركة وتحافظ على مكتسباتها لا الرجوع بها إلى الخلف، كما دعا التقدمي الاتحادين العماليين إلى التصدى لمثل هذه الاقتراحات وكل المواقف التى لا تخدم تطور مسيرة الحركة العمالية .
وحذر التقدمي من مغبة التوجه الرسمي لخصخصة بعض المرافق والخدمات العامة، ومنها ما عبرت عنه التعديلات الأخيرة التي طالت هيكلة هيئة الكهرباء والماء واستثنائها قطاع الانتاج، وقال التقدمي أن هذا التراجع ينم عن سياسة لم تراعي الضوابط والمكتسبات الاجتماعية، وغابت عنها دروس وتجارب التطورات الأخيرة الناجمة عن الأزمة الاقتصادية التى تسارعت وتيرتها فى ظل جائحة كورونا (كوفيد 19)، ودعا القدمي إلى مراجعة حصيفة لهذا التوجه، كما دعا كل القوى الخيّرة وكل الفصائل الوطنية للوقوف ضد كل ما يستهدف جيوب الفقراء ومحدودي الدخل والكادحين من أبناء البلاد.
وعلى الصعيد الخارجي فقد ندد التقدمي بقانون قيصر سيئ الصيت، وقال أنه يجسد فى مضمونه الطبيعة الامبريالية لاستهداف الشعوب المستضعفة وإحكام قبضتها عليها من أجل تمرير وبلورة مشاريعها فى الهيمنة والسيطرة الاقتصادية والسياسية، وخدمة المصالح الإسرائيلية وفرض المشروع الصهيوني على الدول العربية دون مبالاة بالأثر الذى سيخلفه هذا القانون على الشعبين السوري واللبناني.
المكتب السياسي
المنبر التقدمي – البحرين
23 يونيو 2020