تطل علينا الذكرى الثانية والسبعون للنكبة بوجهها القبيح في ظل غياب رؤية عربية وموقف عربي موحد من القضية الفلسطينية. بل تمر هذه الذكرى في ظل تواطئ سياسي مع القوى الإمبريالية تستهدف شرعنة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية خلافاً لكل القرارات والمواثيق الدولية وأولها القرار رقم 242 الذي يقضي بحل الدولتين وانسحاب الكيان المحتل إلى الحدود ما قبل 67 والقرار رقم 194 الذي يكفل حق العودة للمهجرين واللاجئين الفلسطينيين منذ العام 1948.
في هذه الذكرى الأليمة يقف المنبر التقدمي مع كافة القوى الوطنية والتقدمية في البحرين والمنطقة العربية ليجدد موقفه الثابت تجاه حق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ويؤكد حقه في المقاومة من أجل نيل حقوقه المشروعة والتحرر من هيمنة وحصار الاحتلال الجائر.
طوال عشرات السنين سطّر الشعب الفلسطيني أسطورة لا مثيل لها في مقاومة الاحتلال وقدم آلاف الشهداء من المقاومين والمناضلين والأطفال والنساء وظل محافظاً على هويته وموقفه الوطني. ويقف اليوم الشعب الفلسطيني أمام ما يسمى بصفقة القرن موحداً كل قواه السياسية والمدنية من أجل إفشال هذا المشروع الذي يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وتبديد الحلم الفلسطيني في عودة المهجّرين وإقامة الدولة الفلسطينية.
يجدّد التقدمي موقفه الداعي لوقوف كل القوى الوطنية ضد محاولات التطبيع التي يتم التسويق لها بأشكال شتى وتسخير الماكينة الإعلامية من أجل بلورة ثقافة انهزامية ترى في الاحتلال والتطبيع معه أمراً واقعاً ومصلحة وطنية، كما يستهجن ويستنكر كافة المواقف التي تصب في مجرى التطبيع ومن ضمنها وقف ندوة إلكترونية مؤخراًحول مخاطر التطبيع مع العدو الصهيوني. مؤكداً بأن الشعب البحريني كان وسيظل دائماً مع القضية الفلسطينية والتي ستبقى قضية العرب الأولى.
إن القضية الفلسطينية مستقرة في وجدان الشعب البحريني وضميره ومكون مهم في موروثه الثقافي والفكري وهي جزء من آماله وتطلعاته نحو غد مشرق، كما أنها ستظل تشكل عنواناً رئيسياً لكل قوى المجتمع المدني في البحرين.
المجد والخلود لكل الشهداء الذين سقطوا على مذبح الحرية للشعب الفلسطيني، والخزي والعار للمحتل الصهيوني.
المنبر التقدمي – البحرين
15/5/2020