1.
أكتبُ في عينيكِ
بلغةٍ لا أعرفها، نصّاً لا أعرفُ كيفَ أوصّفهُ،
نصّاً لا أعرفُ من أينَ يجيءُ، وأين يغادرُ،
نصّاً يُمحى مع أولِ ضربةٍ موجٍ
ويعودُ مع الضربات الأخرى، يتشكّل في مَهَلٍ..
ما شأنُ البحر بعينيكِ؟
ليزرقَّ متى ما أغمضتِ،
ويخضرّ إذا حدّقتِ بعينيَّ.
2.
لا تخبر الحبَ ما اسمك،
كن حذراً معه
قل له.. لم أر اسماً يناسبني قبل أن التقيك
وما دمت جئتَ فما حاجتي الآن لاسمٍ يحاصرني
أنت يا حبُّ عرّفتني.
3.
– سأراكِ.
– لكن كيف؟ أنتَ خيالُ عاشقةٍ سواي،
وما أنا إلا اختبارك.
– سأراكِ.
– كن لي ما أريد؛ أعيد للمنسيِّ فيك هدوءه إذ ينتظر.
– سأراكِ.
– لا تحلم..
– سأوقد ما تبقى من دمي، وأراك في التهويم.
– قلتُ كفى.
– إذن لا تسأليني؛ كي أصدّ عن الإجابة.
– …
– سأراكِ.
– لن تفعل.
ستنسى صورتي وترى خلالي
ستظنني غيري،
وحين أجيء لن يجديك أنك
ما انتبهت إلى سؤالي.
وأنا أراك، أنا التي حقاً رأيتك
ثم قلتُ بصوت عاشقة (تُرى، ماللغريب،
وما لهذا الخفق في روحي، ومالي؟!).
4.
تركتُ على عتبة الحب خوفي من الحب
ثم انزويتُ أراقبه، من يمرّ ويأخذه؟
مرّ وقتٌ طويلٌ عليه، طويلُ ولا ظلّ من خلفه
كان وقتاً كئيباً يقودُ شياه الثواني الصغار
إلى بركة العدم المتلألئ، لم يره
مرّ من جنبه، ومضى، وبكى الخوف في وحشة..
وبكيت على إثره.
ومضى فيه بعض المحبين، تشبك أيديهم الناعماتُ أصابعَ بعضٍ، ويخفق بينهمُ قلب واحدهم،
للمحبين كل المحبين قلب وحيدٌ
وكل محب يكاد يظن الذي بين أضلاعه قلبه.
وما انتبهوا للقيط على عتبة الحب..
كان عمى العشق يأخذهم.. صرخ الخوف، لكنهم رحلوا، تركوا في المكان هواءً، ورائحةً تشبه الطلَّ في آخر الليل.. فالتمعت نجمةٌ وصمتنا معاً، أنا والخوف.
مرّ الظلام على مهله، ساقطاً مثل ريش النهار على الأرض حتى أصاب بمهبطه كل شيءٍ عدا خوفنا الطفل. نور خفيف يشعّ على وجهه، والمحيط ظلام.
وأظن رأى الخوفُ هذا الظلامَ الذي يتقطرّ من حوله نقطة نقطة ثم نام.
فرجعت إليه، وقمطته بالقصائد، هدهدته بين يأسي ويأسي، وعدت به قافلاً نحو خيط الصدى..
يتردد، يهتزّ، حين يرجُّ السكوتُ الكلام.