قال رئيس اللجنة العليا للانتخابات في المنبر التقدمي الديمقراطي عبدالجليل النعيمي أن عيونهم تتركز على قائمة عابرة للطوائف والأجيال والأجناس، وعلى اختيار أناس بمواصفات علمية وسياسية وطنية وشخصية عالية، مؤكداً أنهم عقدوا لقاءات مع جمعيات سياسية وشخصيات رسمية ودينية ووطنية لبلورة تصور التقدمي.
وأكد النعيمي في حوار مع «الأيام» أن قائمة مرشحي التقدمي والدوائر الانتخابية التي سيتنافسون فيها « لم يتم حسمها»، مشيرا إلى توجه التقدمي في عدم الإكثار من عدد المرشحين في قائمته، معبراً في الوقت ذاته إلى أن جمعيته تمتلك حظوظا جيدة لثقتها العالية في صدق وصحة وواقعية برنامجها الانتخابي، وحاجة الناس لتقديم أداء وطني كالذي قامت به الكتلة في مجلس 2002، بل وأفضل.
وفيما يلي نص الحوار:
] إلى أين وصلت إستعداداتكم للانتخابات المقبلة؟ وهل انتهيتم من وضع تصوراتكم النهائية بشأنها؟!
– منذ وقت مبكر نسبيا أعلن التقدمي عزمه المشاركة في الانتخابات النيابية والبرلمانية ضمن قائمة وطنية ديمقراطية، انطلاقا من إيمانه بأفضلية المشاركة للتعامل مع واقع الحال الذي نعيشه. بُعيد الإعلان، شكل المكتب السياسي اللجنة العليا للانتخابات من أعضاء بارزين في المنبر التقدمي وفي المجتمع. من أولى مهام اللجنة كان عقد سلسلة من اللقاءات الموسعة والفردية مع ممثلي مختلف أوساط المجتمع من جمعيات سياسية وشخصيات رسمية ودينية وشخصيات وطنية، وتساعد هذه اللقاءات كثيرا في بلورة تصور التقدمي حول فكرة القائمة الوطنية الديمقراطية وآليات التنسيق الممكنة الأخرى.
وتم تشكيل لجان فرعية، كلجنة مشروع البرنامج التي أنجزت مؤخرا مسودته النهائية ليعرضه التقدمي على القائمة الانتخابية مقترحا. ويمر الفريق الإعلامي للحملة الانتخابية بدورات لرفع التأهيل والاستفادة من تطبيقات مختلف الحملات الانتخابية في مجال الإعلام والتواصل الاجتماعي، كما تقوم لجنة مختصة بدراسة الدوائر الانتخابية التي يعتزم أعضاء التقدمي أو أصدقاؤه النزول فيها أو الدوائر ذات الحظوظ التي تستدعي النزول. ذلك لا يعني أننا سنكثر من إنزال المرشحين، بقدر ما نرمي إلى صحة الاختيار.
ويقوم المهتمون بجانب التدريب بالإعداد لورش عمل حول إعداد المرشحين ورؤساء الحملات الانتخابية وأعضائها، تساعد أعضاء التقدمي وأصدقاءهم على امتلاك مهارات إضافية في إدارة الحملات الانتخابية، إضافة إلى تلك امتلكوها من تجارب الماضي.
] ما هي الأسماء التي ستحملها قائمتكم الانتخابية؟
– لا يزال الوقت مبكرا لإعلان أسماء القائمة. أستطيع الآن التحدث عن المبدأ أكثر من الأشخاص. لدينا دوائر محددة وأخرى قيد الدراسة ومرشحون نيابيون وبلديون من أعضاء وأصدقاء المنبر، لكن الدوائر وقائمتي المرشحين النيابيين أو البلديين لا تزال مفتوحة، غير نهائية بعد. تجري مراجعات وتعديلات وتصويبات مستمرة، وسوف يتم الإعلان عنها في مؤتمر صحفي. نركز على اختيار أناس بمواصفات علمية وسياسية وطنية وشخصية عالية يصب أداؤها في تفعيل الإصلاح بجوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية لمصلحة الغالبية الشعبية ومصلحة استقرار وتطور مملكة البحرين. عيوننا على قائمة عابرة للطوائف والأجيال والأجناس، على قائمة متوزعة جغرافيا واجتماعيا بما يعكس طبيعة البحرين ووحدة شعبها الوطنية، وهنا لا غرابة -مثلا- في أن تجد ابن قرية مترشحا واثقا في مدينة، أو العكس.
] هل ثمة تباحث أو توجه لعقد تحالفات مع قوى أو تكتلات، أو حتى مستقلين؟
– يمكن أن أضيف إلى الجواب السابق أننا نعطي اعتبارات لما هو أبعد من القائمة الوطنية الديمقراطية ذاتها. لقاءاتنا متواصة ونعمل مع محيط من المرشحين ليس بالضرورة عبر آلية واحدة، فيمكن أن تتعدد الآليات مع التنسيق فيما بينها. وحيثما توافر مرشحون وطنيون ديمقراطيون، منحازون لمصالح الجماهير الشعبية، بعيدون عن أي نزعات طائفية، نقتنع بهم ونلتقي معهم في مساحة كافية من تصورات العمل البرلماني وأهدافه، فإننا لن نختار سوى دعم هؤلاء وليس منافستهم.
] سمعنا عن وجود توجّه لدى قياديين سابقين في المنبر لخوض الانتخابات، فهل سيكونون ممثلين عنكم؟
-أبلت كتلة الوطنيين الديمقراطيين التي تشكلت من النائب السابق والأمين العام السابق للمنبر التقدمي عبدالنبي سلمان، والنائب السابق المحامي يوسف زينل، والنائب الأول لرئيس مجلس النواب السابق عبدالهادي مرهون بلاء حسنا في الفصل التشريعي 2002-2006، وحققوا من الإنجازات ما عجزت عنه الفصول التشريعية الأخرى التي غابت عنها مثل هذه الكتلة، بينما حضر الاصطفاف الطائفي أو من سموا أنفسهم «المستقلين»، فغابت قضايا البلد الحقيقية. استطاعت كتلة الوطنيين الديمقراطيين أن تعيد إلى ميزانية الدولة مئات الملايين من الدنانير «الضائعة»، كما استطاعت أن تذود عن قضايا العمل والعمال والحريات السياسية والاجتماعية. وعملت عازلا ماصا للصدمات بين القوى الطائفية في المجلس مركزة على قضايا الوطن والشعب. لقد أحدث الأداء البرلماني الجيد لهذه الكتلة تحولا نوعيا في وعي الجماهير والقوى السياسية التي قاطعت انتخابات 2002، فصححت موقفها إلى المشاركة في انتخابات 2006.
] كيف تقرأون حظوظكم في الانتخابات المقبلة؟
– نسمع كثيرا من الآراء المشجعة وأخرى تهمس في آذاننا بنذر الإحباط. قد تكون الأولى في غاية التفاؤل والثانية مغرضة بإشاعاتها، ونحن ندين بالشكر للأصدقاء الكثيرين الذين يدعمون توجهات التقدمي بمختلف الأشكال ويبدون حرصا على ضرورة إيصال العناصر الوطنية الديمقراطية إلى البرلمان القادم، ونعدهم بألا نضيع ثقتهم. ومن الجهة الأخرى فنحن على أي حال نعدّ أنفسنا سياسيين جيدين وجديين. ندرس الإشاعات، نحللها ونبحث في مقاصدها، لكن لا نعيش عالم الإشاعات أبدا، نعيش أرض الواقع. نحلل أوضاع الدوائر دائرة دائرة، وتطور أوضاع المرشحين مرشحا مرشحا. نراجع، نصحح، نتراجع، نتقدم، على أن التقدم هو وجهتنا الأساس.
نعم، نؤمن بحظوظ جيدة؛ لأن ثقتنا عالية في صدق وصحة وواقعية برنامجنا الانتخابي، في حسن مواصفات مرشحينا النيابيين والبلديين وجاذبيتهم للجماهير، في تفاني رفاقنا وأنصارنا وأصدقائنا واستعدادهم لتسيير الحملات الانتخابية بكفاءة ونزاهة عاليتين، في احتضان الجماهير الذين اختبروا أداءنا في السابق، وينتظرون مثل الأداء وأكثر في المستقبل.