بعد الجرائم البشعة
التي إرتكبها تنظيم “داعش” من أكل
قلوب وأكباد الضحايا إلى التفنن في القتل بإبتكار أكثر الطرق وحشية، بالحرق والإغراق
وتفجير الرؤوس بالديناميت، كما قاموا بتنفيذ عملية إعدام عن طريق دهس أحد أفراد الجيش
السوري بالدبابة ليستوي جسده مع الأرض، وأعتقد أن لدى هذا التنظيم المجرم الكثير من
الأساليب التي لا يمكن تخيل مدى فظاعتها حتى نراها في تسجيل جديد
.
قد يعتقد البعض أن
ما يقوم به التنظيم سابقة لم يقترفها العالم سابقا وخصوصا خلال تاريخنا الإسلامي، ولكنه
قد يصدم حينما يعرف أن هذه الأفعال إنما هي محاكاة سمجة لما قام به طغاة التاريخ على
مر العصورالذين فعلوا الأفاعيل بمناوئيهم من الفرق المختلفة، ليصلوا إلى ما وصل إليه
والي الكوفة والبصرة زياد إبن أبيه في عهد معاوية والذي إبتكر أساليب جديدة في القتل
منها “قتل البريء لإخافة المذنب” والقتل على التهمة وقطع الألسن والصلب
.
يقول الدكتور هادي
العلوي في كتابه “من تاريخ التعذيب في الإسلام” :” يستثنى من الخلفاء
الأمويين عمر إبن عبد العزيز الذي حكم أقل من ثلاث سنوات ويزيد الناقص الذي حكم ستة
أشهر، أما الباقون فكانوا قمعيين بدرجات متفاوتة …. وينتظم الخلفاء العباسيون في
نفس السلك مع إستثناءات من النزعة السادية يمكن أن تشمل المأمون والواثق
“.
ويشير في نفس الكتاب
إلى أساليب التعذيب والقتل في هذه الفترة، ويذكر أن من هذه الأساليب حمل الرؤوس المقطوعة
والضرب والجلد، وتقطيع الأوصال ويشمل تقطيع اليدين والرجلين واللسان وصلم الآذان وجدع
الأنف وجب المذاكير “الأعضاء التناسلية للرجل” وكان المقطوع يترك حتى يموت،
وسلخ الجلود، والإعدام حرقا، وتنور الزيات “يصنع من خشب تخرج منه مسامير حادة
وفي وسطه خشبة معترضة يجلس عليها المعذب”، والقتل بالطشت المحمي “حيث يحمى
الطشت ويوضع على رأس الضحة حتى يموت”، والنفخ بالنمل، والتكسير بالعيدان الغليظة،
وقرض اللحم، وإخراج الروح من طريق آخر” تحفر حفرة ويوضع فيها رأس الضحية ونصفه
الأعلى وتطمر بالتراب ويبقى نصفه الأسفل خارج التراب حتى يموت
“.
ويذكر أسماء أبطال
التعذيب والقتل في العصر الأموي ومنهم زياد إبن أبيه وإبنه عبيدالله ومسلم إبن عقبة
المري والحجاج وقرة إبن شريك وبشر إبن مروان ويزيد إبن المهلب وخالد القسري وأخوه أسد،
أما في العصر العباسي فمنهم أبو مسلم الخراساني وعبد الله إبن علي ومعن إبن زائدة ويزيد
إبن مزيد وعقبة إبن مسلم والفضل إبن مروان ومحمد إبن عبدالملك الزيات وحامد إبن العباس
.
ويبدوا أن القوم
أبناء القوم، فما كان يمارسه أجداهم في السابق يقومون الآن بتطبيقه على الأبرياء ويبتكرون
ما هو معاصر لمجرد بث الرعب وإشاعة القتل مع المختلفين معهم
.