المنشور

“ناشفة”

درج محلياً على وصف ندرة الشيء أو انقطاع
وجوده بأنها – أي الحالة- “ناشفة”. وهو تعبير دقيق لحال المواطن
البحريني هذه الأيام وسط عواصف الأخبار العاتية. الأخبار السيئة ضربت رأس المواطن
منذ بداية العام الجاري – الوليد- ولازال في جعبته شهور طويلة.

ارتفاع أسعار وقود السيارات ومن قبلها رفع
الدعم عن اللحوم، والاعلان عن بدء زيادة تعرفة استخدام الكهرباء والماء، إضافة إلى
الشائعات المتواترة بانقطاع علاوة غلاء المعيشة وبدل الإيجار، كلها تتوجه كلكمات
قاضية في وجه المواطن، وعزاؤه التصريحات الصادرة من السلطتين التنفيذية والتشريعية
بأن لقمة عيشه لن تمس.

كثرة هي الأخبار التي تناقلت زيادة أسعار
السلع والمنتجات، ولكن ما لفت انتباهي، وأحسب أنه لفت إنتباه الكثيرين وسخطهم إلى
حد ما، هو خبر زيادة أسعار التزين بالحناء بمناسبة زيادة البترول.

علمتُ بعد البحث أن البترول يضاف قليله إلى
مزيج الحناء ليعطيه لوناَ مميزاً تحببه النسوة، ولكني لم أفسره إلا على أنه فرصة
يستغلها من يستغلها أملاً في تحقيق الربح على حساب هذا المواطن
“المنكود”، وعلى طريقة رفع أسعار الحناء قس على ذلك المستغلين
والمتلهفين والجشعين الذين يتكالبون على المواطن من كل حدب وصوب لنهش ما تبقى في جيبه
الضامر.

ان التضامن الإجتماعي بات أمراً لا يعتد به
في فورة الأنانية والجشع والطمع التي نراها تزداد شراسة، وكانت تلك صفات تقليدية
للتجارة والعاملين في القطاع التجاري في السابق، إلا إنها كما يبدو باتت عادة
ووسيلة سهلة يمكن لأي منعدم ضمير أن يمتطيها ليصل.

 وتلك
بالطبع لها دلالاتها بتآكل الطبقة المتوسطة في البلد حتى باتت بسمك الورقة، ولن
تستمر في الصمود أكثر لضخامة المطرقة التي تطرق متنها، ولتلك إنعكاساتها السلبية
على المجتمع ككل أثريائه قبل معدميه، فبغياب الأمن الاجتماعي، لا يمكن أن يستقيم
حال المجتمع الذي سيعاني الأمراض والمظاهر التي لم نألفها في بيئتنا البحرينية
الصغيرة.