الى من جال الأزقة بعربته .. فلم يجد لقمة ..
الى من اسمّرت وجنتيه .. ليطفئ لهيب غصَّة ..
الى من سالت دمائه .. بين آلات المصانع الفضّة ..
الى من اختلطت دمائه .. بعرقِ رفاق دربه ..
الى الحرية .. الى الصرخة .. الى الربيع .. و الخريف
الى حبات المطر .. و الى كل عامل يحمل هم الثمر ..
و لعبق الماضي حنين .. لنضال الجياع و المحرومين ..
لذاكرة المجد رنين .. تغني ألماً و تصيح بين كل حين ..
أين صرخة جليل .. القائد الصلب العنيد ..
فحكاية النضال الطويل .. مفادها “هتاف و شعار و رحيل ” رحيل مباشرٌ صريح .. متنبأً بحال الطبقة يا رفيق ..
إليك اشكو كطير جريح ( العامل ) .. كنّا يوماً سرباً واحداً و الآن .. اخجل ان اقول ..
يا رفاق الدرب الوعر العسير .. هاشم و مجيد و جليل ..
دمائكم سقت الفولاذ و الحديد .. فالمجد لعزيز و مدان و سعيد ..
رموز ينحني لها التاريخ .. امام الكثير من الاسف الكثير ..
طبيب سجين .. من اجل الوفاء راح شهيد .. سبقه شاب شاعر سعيد ..
و رفيقٍ مبدع كمجيد .. عزف حلم التحرير ..
بتفجير قاموس ألحانٍ ثمين .. من خلف القضبان .. بصراخ تعذيب سجين ..
قضى اكثر من عشرين .. في زنزانة المسرح بضوء خافت ضئيل .. حول القضبان جمهوراً يردد النشيد ..
و رفيفان في درب النضال الطويل .. يجتمعان بلوحة الوطن على جدار التنظيم ..
و ماذا احكي عن صرخة الشريان .. التي أوقفت قلب جليل ؟
في وقفة العمال .. هتف نداءه الاخيرة .. الوحدة الوحدة .. يا عمال ..
أكرر .. الوحدة الوحدة .. يا عمال
خطفه الموت .. امام صرح عظيم ..
لم يبلغ ذلك الصرح استبسال رفيقنا جليل .. ذاك الرجل الغاضب العنيد ..
عاد لأوال مسرعاً حاملاً حقائب من حنين .. من اجل فرحة آيار المجيد ..
تلك الكلمات كانت من وجع و انين .. الى رفاقنا في كل مكان داخل و خارج التنظيم .. و كل من يتكلم عن عرق الجبين ..
تعلموا .. من قائد لا يوجد له مثيل .. كانت بصمته” حياة ة .. و مماته ” موقف ” اقل ما يقال عنه نبيل ..
فلنقف .. و نتحدى الجميع ..
من منكم يموت من اجل خبز الآخرين ؟
نعم، الصمت قد جاء سريع ..
إذا كفاكم ثرثرة و تنظير .. كونوا كالسابقين .. لعلكم ترون ما اقترفت يداكم منذ بعض السنين ..
فنحن رفاقكم بريعان شبابنا لن نساوم على تضحيات اسماء بلغت شهقة الموت تناضل من اجل وطن حر و شعب سعيد .
الكاتب: شيماء عبدالله
من نشرة التقدمي العدد92
يونيو 2015