رغم اعترافه بأنه أدى أفلاماً رديئة في السينما العالمية تحت ضغط الحاجة، وهو الذي كان ينفق أمواله من دون حساب، إلا أن عمر الشريف يظل ابن عصره، في سيرته الفنية الطويلة الممتدة. ومن الأدوار المهمة التي صنعت اسمه في أفلام أخرى ناجحة، في مصر وفي العالم، وحصدت جوائز واعترافاً نقدياً، دوره في فيلم «دكتور زيفاجو» المأخوذ عن رواية الروسي بوريس باسترناك، التي نال الكاتب عنها «نوبل» للآداب في ذروة الحرب الباردة.
كما برز أيضاً في الفيلم الشهير عن «لورانس العرب»، الذي لعب فيه دور الأمير علي، ويقال إن خلافاً نشأ بينه وبين الممثل الوسيم مثله رشدي أباظة، المرشح لأداء هذا الدور بجانب الممثل بيتر أوتول، حيث كان هناك من رشحه لدى المخرج ديفيد لين الذي كان يبحث عن ممثل بملامح شرقية لأداء دور الأمير في الفيلم.
ويقال إنه حين شاهد المخرج فيلم «في بيتنا رجل» ليتعرف على أداء رشدي أباظة، شدَّه أكثرأداء وملامح عمر الشريف الذي كان يشارك أباظة بطولة الفيلم، فوقع اختياره عليه، حيث ظهر في الفيلم على ظهر حصان يركض من لهيب الصحراء باتجاه الكاميرا، وهو المشهد الذي خلدته السينما العالمية.
جسَّد الشريف أيضاً شخصيات جنكيزخان والقيصر نقولا الثاني والكابتن نيمو وظهر في «مايرلينغ» لتيرينس يونغ، و«تشي» لريتشارد فلايشر وبعد فوزه بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان البندقية عام 2003 عن مجمل مسيرته، فاز عام 2004 بجائزة أفضل ممثل عن فيلم «السيد إبراهيم وأزهار القرآن» لفرنسوا دوبيرون، وأدى فيه شخصية بائع عربي مسن تربطه صداقة بفتى يهودي.
ورغم أنه قال إنه راضٍ عن حياته، فلديه، كما يؤكد، «بعض اللحظات العظيمة»، إلا أنه سجل ندمه الشديد على موافقته على أداء فيلمين، الأول «فتاة مرحة»، مع باربرا سترايسند، التي كانت تؤيد ««إسرائيل»» بقوة، وتقيم الحفلات لجمع التبرعات لها، خاصة أن الفيلم جاء فى مدة عصيبة، فأثناء التصوير وقعت حرب عام 1967، مما تسبب في حملة انتقادات واسعة له في مصر، وساءت علاقته مع نظام جمال عبدالناصر.
أما الفيلم الثاني الذي سجل ندمه عليه فهو فيلم «جيفارا»، الذي موَّلته وكالة المخابرات الأمريكية، بعد سنة من اغتيال الثائر الأرجنتيني على أيدي عملاء الوكالة، وكان هدف الفيلم تشويه صورة جيفارا، الذي غدا أيقونة الشباب والثورة في العالم .
13/07/2015