نظمت جمعيـة المنبـر الديمقراطـي التقدمـي مســاء الثلاثــاء 9 ديسمبر 2014 مهرجان خطابي لتأبيـن الفقيد الكاتب والروائي الكبير الاستاذ عبدالله خليفة ، وسط حضور كبير من رفاقه وعائلته وأصدقاءه وزملاءه. حيث إستذكر محبو ورفاق المناضل محطات عطائه المختلفة واسهاماته في المجال الأدبي ومسيرته النضالية وتاريخه الصحافي العريق.
وقد استحضر الشاعر على الستراوي في الحفل علاقته الوطيدة بالفقيد وألقى قصيدة معبرة ومفعمة بالوفاء لتاريخ هذا الروائي الكبير إستحضر فيها الوطن والزمن والكثير من الحب والألم.
وهنا أبيات القصيدة:
“ياعبيد” قلبك سفين المحبين
شعر – علي الستراوي
“يا عبيد” ..
اسمك وطن ..
وقلبك سفين المحبين
واشراعك يناحين الحمام
”ياعبيد” سر الوطن ..
قصة هوى جروحك ..
كم مرة في سماك ..
اتلونت لنجوم بافراحك
وكم مرة في مايك المخنوق
فزيت بكل صبر ..
وجادلت نارٍ تعب ..
وفي خلوتك رشيت ملح الجرح
مفتون بالشدة
وصوب المدى قطيت داناتك
تحفر غضب ذاتك
لانك تحب الوطن ..
ظليت على صخرتك
تنقش صبر لحروف
لانك على فطرتك..
تكتب الم ناسك..
وفي خلوتك “ياعبيد” كنت تنوس
تنبش صبخ ارضك ولا تنحني ..
للظلمه في جروحك ..
يكفي زمان وصل ..
قصة جزيرة وموج ..
علمتنا في حبها نكسر قيود الموت
نكتب حكايات و قصص جنب الشعر
وننقش على صخر القهر مات الموج .. ولا متنا
و بجنب الشعر “طرفه” صليب الدقل ..
يحكي : ” لخولة أطلالٌ ببرقةِ ثهْمدِ ..
تلوحُ كباقي الوشمِ في ظاهر اليدِ “
يكفي ياليل .. لاتقسو على “عبيد” ..
وتنبش له أوجاعه
أنت تدرى من سنين ..
يوم كان الفصل أول ..
لعبه من حزنه المرير
شدها قلبه بضاد لاتلين ..
قصة والكون مظلم ..
والوطن في صدره مغروس بوتد
والحكاية قصة البحر واحلام النخيل
في مدى بحر قطع شوطه بجوع
وفي مدى فلاح ونهام وعامل..
يحفر الأرض على ترابج مديم
يبني طوبه فوق طوبه ..
والحكاية سيرة البيت الكبير ..
هي مثلي : قالها “عبيد “:
وسطر في زمان الجوع احلام الجياع
ظل يكتب ، والقمر منه قريب ..
يحرس اللي في هواها ، هام وتغرب سنيين
كان يمه سوط يجرح ، غرب احلامه ..
وشتت من عيون “زينه” عصافير المحبه والسلام
قال ما بغي غير “زينه” تاجها تاج العقل ..
قلبها شراع وسفين
ظل يحفر والجسد منه عليل ..
حامل دانات عمره..
وفي دواعيس الفريج ..
يختلي قلبه بقلبه
في زمن قاسي مهين ..
يوم كان البيت طينه ..
والحوي لمة نساوين وبنات
ذيك عايشه ..
وتلك فاطم تسرد حكايه ورا حكايه ..
وعن راشد وعيسى تحكي بقسوة حزن
من يعيد الحوش للحي القديم ..
من يعيد اطفال أول يلعبون بطين في اليوم المطير
قالها “عبيد”بثبات ..
لاتليني ياصباح ..
ولا تنوحي يافجر..
طلي صوب الشرق ..
شمس الصبح .. ما تعرف ظلام
شمسنا حره ولا يهمج صبخ !
ولا يهمج نباح ..
برنا واسع فطيري يا حمام
صادقي سرب اليمام
حبَر سنينه بسهر ليله بنهار ..
وفي كل الجهات وزّع اشموعه ..
ولا همه انين، خافتٍ موته الضرير ..
قال موتي انتي وليحيا المداد ..
لوّن الدنيا بمكاتيب الفرح ..
وصوب عصفور الشجر لخضر ..
بنى عشه ..
كتب دهره ملاحم للحياة
ابتدت يوم غنى الغيم في ” لحن الشتاء ”
وما انتهت يوم طق باب البين جرحك ..
” اغتصاب كوكب ” تنادي ياحرام ..
آه .. يا جمع المحبين ..
في هوى مبدع على قلبه توسدنا الوطن
لانه وطن ..
والوطن ياصحبتي حب وحنين
غاص “عبيد” في جمره مديم
ومن جمره ضوّا ليلنا ..
بمرابع وقتنا سرد وحياه
قصة الساهر على حرف التعب ..
يحفر العتمه ، ولا يهمه السواد..
في عزم حيل الرجال..
صارت الغنوه على شفاته لحن
خافي النغمه ، شديد الباس مرهون العزم
في صراع النار ما خافه الممات
لانه باقي .. شاهد في كل بيت..
مثله ، مثل النور ماغادر شمس ..
ولا ودع وطن .. لانه كتاب .
والكتاب يا صحبتي قصر وأمان
نمْ ياعزيز النفس .. ياملهم وطن
يا سرير الحلم .. ياحلو الصحاب
في منايرنا على البيرق إمام ..
وفي تنسكنا مضارب زانها طيب الشعر
وفي الشعر احلى كلام ..
أنت “يا عبيد ” ابتديته ..
وانت لين حن الشوق فينا ..
تهنا في جرحك وذبنا ..
وفي حواراتك تعانقنا بوطن
ياوطن دربك عشق ..
مستحيل اقطع شرايني وعن حبك اتوب
وأنت وقت الغبشه ضيعك الأمان
خذني في حضنك روايه ..
سطرها الأول انت ..
وسطرها الثاني وطن ..
ياوطن سري ومماتي والحياة..
ابكي لومره وله ..
ترى “عبيد ” ما نبش صدره ونزع صحوة هواك
لنك وطن ناسي ..
وطن اهلي وخلاني ..
والوطن في راحة “عبيد ” ..
طفل توه صغير ..
يحبو يمك ..
نزْ بالمنز .. قبل البكاء ..
صرخة احبابك أمان..
ومع اطفال الوطن عيد وأمل ..
آه .. يا ليل الحمام ..
قالها ” عبيد ” وسافر في الزمان ..
آم.. يا وطن !