المنشور

الزخم الانتخابي تحوّل إلى توتر أمني

 

 


 

الانتخابات النيابية والبلدية اليوم هي الرابعة منذ التصويت على الميثاق في 2001، وفي حين قاطعت المعارضة انتخابات 2002، وثم شاركت في 2006 و2010 (وانسحبت في 2011)، إلا أن هناك فرقاً كبيراً بين الأجواء التي سبقت الانتخابات الماضية والانتخابات الحالية. فلقد شهدت انتخابات 2010 أجواء تنافسية ساخنة بين المرشحين، وكانت هناك تطلعات كبيرة، إذ كانت جمعيات المعارضة، مثلها مثل الجمعيات الأخرى، تحث على أكبر مشاركة في الانتخابات، وكانت الندوات الحوارية تعقد في كل مكان، والخيام الانتخابية كانت تنتشر فيها الحيوية بشكل واضح.

أمّا الانتخابات الحالية فقد تحوّل الزخم الانتخابي إلى توتر أمني مع اشتداد دعوات المقاطعة التي تقودها جمعيات المعارضة، في قبالة دعوات المشاركة التي تقودها الجهات الرسمية، وكللتها برسائل بعثتها إلى سجل الأسماء المتوافرة لديها من دون تمحيص في عدد غير قليل من الأشخاص الذين سيتسلمون الرسائل، وفيما إذا كانوا من الأحياء أو الأموات أم ممن ارتحلوا من البحرين بسبب الأحداث العاصفة.

كانت الجمعيات السياسية المعارضة في 2010 تحشد من خلال برامج وشعارات طرحتها لحملتها آنذاك… فـ «الوفاق» رفعت شعار «ديرتنا نحميها»، وجمعية «وعد» رفعت شعار «الوطن أمانة… وبَسْنا فساد»، و «المنبر الديمقراطي» رفع شعار «البديل الديمقراطي… شاركونا الأمل»، في حين رفعت جمعية «الأصالة» شعار «ثوابت شرعية… برؤية عصرية»، وتحدثت جمعية المنبر الإسلامي عن إنجازاتها في الفترات البرلمانية السابقة.

الأجواء كانت مفعمة بالحيوية، وطوابير المصوتين بدأت منذ الصباح الباكر في كل مكان، وكانت الانسيابية مظهراً عامّاً تراه في كل مكان. المعارضة شاركت آنذاك رغم تحفظاتها، وساهم الجميع في البحث عن ما يجمعنا كوطن واحد. هذه الأجواء كانت على موعد لم يتوقعه أحد في مطلع 2011، ومنذ ذلك الحين والانقسام والابتعاد بين الأطراف هو العنوان الأوضح، ووصلنا إلى ما وصلنا إليه من صراع إرادات وتحشيد تفريقي وخطابات تعصب وازدراء أصبحت جزءاً من الروتين اليومي الذي يساهم في تسميم الأجواء ورفع وتيرة الوضع الأمني ودفعه نحو الحافة باستمرار. إن المشهد السياسي أصبح معقّداً ومختلفاً جداً وأملنا في أن نجد ما يضع حداً للخصومات والمشاحنات العدائية التي أنهكت الوضع كثيراً.
 
صحيفة الوسط البحرينية – 22 نوفمبر 2014م