هل يكون رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد تقمص شخصية الجنرال محمد ضياء الحق الرئيس الباكستاني المغدور به في عام 1988؟
وهل
يكون حزب العدالة والتنمية التركي قد استلهم واستنسخ الدور الذي “نهض” به
جنرالات المؤسسة العسكرية الباكستانية المهيمنة على الحياة السياسية
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الباكستانية؟
يكون حزب العدالة والتنمية التركي قد استلهم واستنسخ الدور الذي “نهض” به
جنرالات المؤسسة العسكرية الباكستانية المهيمنة على الحياة السياسية
والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الباكستانية؟
كل شيء كان يسير على
نحو شبه مثالي بالنسبة لتركيا بعد مرور عقد على تسلم حزب العدالة والتنمية
التركي (النسخة التركية من حزب الإخوان المسلمين) السلطة في تركيا في عام
2000 . فوفقاً لبيانات الحكومة التركية، فإن صادرات تركيا حققت قفزات
نوعية، وبلغت في عام 2010 نحو 100 مليار دولار، لتقفز من جديد إلى نحو 163
مليار دولار في عام ،2013 وتضاعف ناتجها المحلي الإجمالي تقريباً ليبلغ
زهاء 400 مليار دولار، ليقفز من جديد ويقترب في عام 2013 من سقف ال تريليون
دولار . وهكذا الحال بالنسبة لبقية مؤشرات الأداء الرئيسية مثل معدلات
النمو السنوية ومعدل دخل الفرد .
نحو شبه مثالي بالنسبة لتركيا بعد مرور عقد على تسلم حزب العدالة والتنمية
التركي (النسخة التركية من حزب الإخوان المسلمين) السلطة في تركيا في عام
2000 . فوفقاً لبيانات الحكومة التركية، فإن صادرات تركيا حققت قفزات
نوعية، وبلغت في عام 2010 نحو 100 مليار دولار، لتقفز من جديد إلى نحو 163
مليار دولار في عام ،2013 وتضاعف ناتجها المحلي الإجمالي تقريباً ليبلغ
زهاء 400 مليار دولار، ليقفز من جديد ويقترب في عام 2013 من سقف ال تريليون
دولار . وهكذا الحال بالنسبة لبقية مؤشرات الأداء الرئيسية مثل معدلات
النمو السنوية ومعدل دخل الفرد .
وفجأة وجدت تركيا نفسها أمام منعطف
تاريخي حقيقي حافل بالمغريات والتحديات، فقد ذهبت بها سكرة هذا النمو
الاستثنائي للتحليق بعيداً في ذرى المجد الضائع لتركيا الإمبراطورية
العثمانية التي كانت تغطي مساحات شاسعة من قارتي آسيا وإفريقيا وبعض أجزاء
من القارة الأوروبية . فشطحت الطموحات والأمنيات الممزوجة بخليط من الزهو-
المشروع بحد ذاته – بالإنجازات الاقتصادية اللافتة (ولكن الذي سرعان ما
تحول إلى غرور وخيلاء – والطغيان والجبروت – شطحت بزعيم حزب العدالة
والتنمية ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، ليس بطبيعة الحال من دون
استطراب وهيام بمذاهب فلسفة “الفضاء العثماني” الأوسع للسياسة الخارجية
التركية لصاحبها وعرابها وزير خارجيته أحمد داوود أوغلو أستاذ العلوم
السياسية والعلاقات الدولية في جامعة مرمرة وجامعة بيلكنت في اسطنبول،
والذي عمل مستشاراً رئيسياً لرئيس الوزراء أردوغان قبل أن يعينه الأخير في
عام 2009 وزيراً للخارجية في حكومته .
تاريخي حقيقي حافل بالمغريات والتحديات، فقد ذهبت بها سكرة هذا النمو
الاستثنائي للتحليق بعيداً في ذرى المجد الضائع لتركيا الإمبراطورية
العثمانية التي كانت تغطي مساحات شاسعة من قارتي آسيا وإفريقيا وبعض أجزاء
من القارة الأوروبية . فشطحت الطموحات والأمنيات الممزوجة بخليط من الزهو-
المشروع بحد ذاته – بالإنجازات الاقتصادية اللافتة (ولكن الذي سرعان ما
تحول إلى غرور وخيلاء – والطغيان والجبروت – شطحت بزعيم حزب العدالة
والتنمية ورئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، ليس بطبيعة الحال من دون
استطراب وهيام بمذاهب فلسفة “الفضاء العثماني” الأوسع للسياسة الخارجية
التركية لصاحبها وعرابها وزير خارجيته أحمد داوود أوغلو أستاذ العلوم
السياسية والعلاقات الدولية في جامعة مرمرة وجامعة بيلكنت في اسطنبول،
والذي عمل مستشاراً رئيسياً لرئيس الوزراء أردوغان قبل أن يعينه الأخير في
عام 2009 وزيراً للخارجية في حكومته .
مع الفارق أنه في باكستان قام
الجنرال ضياء الحق بانقلاب على رئيس الوزراء المنتخب شرعياً “ذو الفقار علي
بوتو” في عام 1977 ووضع البلاد تحت حكم العسكر والأحزاب الإسلامية
المتحالفة معهم قبل أن يتم اغتياله في ظروف غامضة في عام 1988 . أما في
تركيا فقد انقلب رجب طيب أردوغان القادم إلى السلطة بأصوات العوام أساساً
على المؤسسة العسكرية النافذة في الحياة التركية منذ قيام تركيا الحديثة
على يد كمال أتاتورك، وأودع جنرالاتها وكبار ضباطها السجن!
الجنرال ضياء الحق بانقلاب على رئيس الوزراء المنتخب شرعياً “ذو الفقار علي
بوتو” في عام 1977 ووضع البلاد تحت حكم العسكر والأحزاب الإسلامية
المتحالفة معهم قبل أن يتم اغتياله في ظروف غامضة في عام 1988 . أما في
تركيا فقد انقلب رجب طيب أردوغان القادم إلى السلطة بأصوات العوام أساساً
على المؤسسة العسكرية النافذة في الحياة التركية منذ قيام تركيا الحديثة
على يد كمال أتاتورك، وأودع جنرالاتها وكبار ضباطها السجن!
سال لعاب
ضياء الحق حين قُدم له عرض قضى بموافقته على تخصيص أراضٍ في بلاده ومنها ما
هو محاذٍ لأفغانستان لإقامة معسكرات للجهاديين لمقاتلة وإخراج القوات
السوفييتية التي اجتاحت واحتلت أفغانستان في عام ،1979 مقابل تدفق “خيرات”
المساعدات المالية والعينية على بلاده وعلى اقتصادها الضعيف البنية، فوافق
على الفور هو وهيئة أركان جيشه ومخابراته على هذه الصفقة “التاريخية” التي
بدت مغرية إلى حد بعيد . إذ كان يُفترض أن تحوّل باكستان إلى محطة ترانزيت
للحرب في أفغانستان مقابل عطايا المال والاقتصاد والسلاح . فكان أن انتهى
الأمر على النحو الذي نعرفه اليوم عن باكستان التي كانت تسمى يوماً أرض
الطهور، فإذا هي اليوم غابة موحشة أهلها وعمرانها مهددان بالقتل والدمار
على مدار الساعة من قبل أولئك القوم الذين استأمنتهم يوماً مؤسسة الحكم
الباكستانية وأفردت لهم مساحات ومكانة خاصة في حياة البلاد السياسية
والاقتصادية والاجتماعية، وفي سياساتها الداخلية والخارجية، إلى اللحظة
التي انقلب فيها السحر على الساحر، بحيث غدت باكستان اليوم إحدى أبرز صقاع
العالم المنتجة والمصدرة للإرهاب الإيديولوجي المسيس، وبحيث أصبح اقتلاع
بنيته التحتية المتمثلة في الفكر التكفيري والتدميري من بيئاته الحاضنة،
ضرباً من الخيال الهائم على غير هدى .
ضياء الحق حين قُدم له عرض قضى بموافقته على تخصيص أراضٍ في بلاده ومنها ما
هو محاذٍ لأفغانستان لإقامة معسكرات للجهاديين لمقاتلة وإخراج القوات
السوفييتية التي اجتاحت واحتلت أفغانستان في عام ،1979 مقابل تدفق “خيرات”
المساعدات المالية والعينية على بلاده وعلى اقتصادها الضعيف البنية، فوافق
على الفور هو وهيئة أركان جيشه ومخابراته على هذه الصفقة “التاريخية” التي
بدت مغرية إلى حد بعيد . إذ كان يُفترض أن تحوّل باكستان إلى محطة ترانزيت
للحرب في أفغانستان مقابل عطايا المال والاقتصاد والسلاح . فكان أن انتهى
الأمر على النحو الذي نعرفه اليوم عن باكستان التي كانت تسمى يوماً أرض
الطهور، فإذا هي اليوم غابة موحشة أهلها وعمرانها مهددان بالقتل والدمار
على مدار الساعة من قبل أولئك القوم الذين استأمنتهم يوماً مؤسسة الحكم
الباكستانية وأفردت لهم مساحات ومكانة خاصة في حياة البلاد السياسية
والاقتصادية والاجتماعية، وفي سياساتها الداخلية والخارجية، إلى اللحظة
التي انقلب فيها السحر على الساحر، بحيث غدت باكستان اليوم إحدى أبرز صقاع
العالم المنتجة والمصدرة للإرهاب الإيديولوجي المسيس، وبحيث أصبح اقتلاع
بنيته التحتية المتمثلة في الفكر التكفيري والتدميري من بيئاته الحاضنة،
ضرباً من الخيال الهائم على غير هدى .
فمقابل العطايا التي وُعد بها
وتلقى اقتصاد بلاده خيراً وفيراً منها عوّضه جزئياً عن الخسائر الكبيرة
التي تكبدها من جراء خسارته لأسواق ليبيا ومصر وسوريا، والتي ستجعل قيادات
حزبه الحاكم، بالضرورة، أكثر فساداً، على نحو ما فعل تدفق المال والمؤن
والعتاد على باكستان، بجنرالات الجيش والمؤسسات الأمنية الباكستانية إبان
فترة “الجهاد الأفغاني” – مقابل ذلك، سمح أردوغان وحزبه الحاكم، بفتح
أراضيه، لاسيما الحدودية مع سوريا، لإقامة مخيمات للاجئين ومعسكرات تدريب
وتجهيز المقاتلين، واستقبال وتسهيل مرور عشرات الآلاف منهم عبر تركيا
باتجاه الأراضي السورية للمشاركة في الحرب ضد النظام . فكان أن تحولت مدن
الجنوب التركي إلى محطات ترانزيت، على غرار بيشاور الباكستانية، لإيواء
مقاتلين من مختلف الجنسيات وأغلبهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة وتفريعاته
الإقليمية .
وتلقى اقتصاد بلاده خيراً وفيراً منها عوّضه جزئياً عن الخسائر الكبيرة
التي تكبدها من جراء خسارته لأسواق ليبيا ومصر وسوريا، والتي ستجعل قيادات
حزبه الحاكم، بالضرورة، أكثر فساداً، على نحو ما فعل تدفق المال والمؤن
والعتاد على باكستان، بجنرالات الجيش والمؤسسات الأمنية الباكستانية إبان
فترة “الجهاد الأفغاني” – مقابل ذلك، سمح أردوغان وحزبه الحاكم، بفتح
أراضيه، لاسيما الحدودية مع سوريا، لإقامة مخيمات للاجئين ومعسكرات تدريب
وتجهيز المقاتلين، واستقبال وتسهيل مرور عشرات الآلاف منهم عبر تركيا
باتجاه الأراضي السورية للمشاركة في الحرب ضد النظام . فكان أن تحولت مدن
الجنوب التركي إلى محطات ترانزيت، على غرار بيشاور الباكستانية، لإيواء
مقاتلين من مختلف الجنسيات وأغلبهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة وتفريعاته
الإقليمية .
في فيلم “الرقص مع الذئاب” (Dances with Wolves) المأخوذ عن
رواية الكاتب الأمريكي مايكل بلاك التي حملت الاسم نفسه، والذي أخرجه وأدى
دور البطولة فيه الممثل الأمريكي كيفن كوستنر في عام ،1990 وحاز سبع جوائز
أوسكار في عام ،1991 يظهر بطل الفيلم الملازم “دنبار” (كيفن كوستنر) في
إحدى لقطات الفيلم وهو يرقص مع أحد الذئاب بعد الألفة التي تولّدت بين
الاثنين، في مشهد درامي غاية في الإبداع والدلالات . فهل يعتقد السيد
أردوغان أن بوسعه أن يكون مثل الملازم دنبار في الرقص مع “الذئاب” التي
آواها في بلاده أم أن المآل المحتم لتركيا هو اقتفاء مصير باكستان، قد صار
للقاعدة فيها وجود راسخ؟!
رواية الكاتب الأمريكي مايكل بلاك التي حملت الاسم نفسه، والذي أخرجه وأدى
دور البطولة فيه الممثل الأمريكي كيفن كوستنر في عام ،1990 وحاز سبع جوائز
أوسكار في عام ،1991 يظهر بطل الفيلم الملازم “دنبار” (كيفن كوستنر) في
إحدى لقطات الفيلم وهو يرقص مع أحد الذئاب بعد الألفة التي تولّدت بين
الاثنين، في مشهد درامي غاية في الإبداع والدلالات . فهل يعتقد السيد
أردوغان أن بوسعه أن يكون مثل الملازم دنبار في الرقص مع “الذئاب” التي
آواها في بلاده أم أن المآل المحتم لتركيا هو اقتفاء مصير باكستان، قد صار
للقاعدة فيها وجود راسخ؟!
د . محمد الصياد – See more at: http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/d5ddb4ec-6fe9-40c6-acec-7b5f7463136c#sthash.1ONrXDQE.dpuf