يوم الأحد الماضي، نظمت المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالتعاون مع
المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، ورشة عمل حول «دور الإعلام في تعزيز وحماية
حقوق الإنسان في مملكة البحرين»، تم التطرق خلالها، وبشكل خاص، إلى حرية
التعبير ومكافحة خطاب الكراهية.
ورشة العمل هذه جاءت ضمن سلسلة من
الورش نظمها وفد المفوضية الذي يتواجد في البحرين لمدة شهرين بهدف تقديم
المساعدة الفنية والتقنية ودراسة الأوضاع وإصدار تقييم عنها، وتقديم تقرير
عن ذلك إلى المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
المهم في أمر ورشة العمل
هذه أن أحداً من المعنيين بخطاب الكراهية، لم يحضر هذه الندوة، كما أن
صحافتنا المحلية تجاهلتها تماماً، ولم تشر إليها من قريب أو بعيد، وكأنهم
غير معنيين بها، رغم أن المنظمين أكدوا أنهم دعوا الجميع.
ورغم أنه
كان من المفترض أن يقدم أحد رؤساء التحرير ورقة عمل حول «المهنية الإعلامية
وضبط خطاب الكراهية»، إلا أنه ليس فقط هرب من تقديم الورقة ولم يحضر
الورشة، ولكنه لم يكلف نفسه حتى عناء الاعتذار للمنظمين.
بالتأكيد أن
الوفد سيرفع تقريره إلى المفوضية، وبالتأكيد أن التقرير سيلاقي ردة فعل
غاضبة من وسائلنا الإعلامية التي ستردد نفس الجملة المكررة من أن «الوفد
أخذ جانباً واحداً، واستمع لجهة واحدة فقط، وإن التقرير يفتقد إلى الحيادية
والمصداقية… إلخ».
الممثل الإقليمي للمفوضية عبدالسلام سيد أحمد،
يشير إلى أنهم لاحظوا ازدياد خطابات الكراهية في البحرين في الأعوام
الأخيرة، وذلك من خلال رصد قام به الفريق التقني التابع للمفوضية، والذي
يتواجد في البحرين منذ قرابة شهرين. في حين قال أحد أعضاء الوفد خلال ورشة
العمل إنه لا يعرف أحداً من الصحافيين أو كتاب الأعمدة في البحرين، ولكنه
لاحظ خلال الفترة التي قضاها هنا أن أغلب الأعمدة الصحافية كانت تفتقر إلى
الحرفية والمهنية، وتتضمن الكثير من الكذب والافتراء، فضلاً عن الكراهية،
وأشار إلى أن بعض الكتاب تعمدوا الكذب على وفد المفوضية رغم أنهم لم يلتقوا
معهم أبداً.
لقد بدا واضحاً الآن أن من يبث الكراهية ويتهم الناس
بالعمالة والخيانة ويصف القوى المعارضة بأبشع الصفات، ويغدق عليها ما شاء
من السب والشتم، لا يملك ولو قليلاً من الجرأة، لمواجهة الرأي الآخر في
وجود جهة محايدة، وأن شجاعته على الورق فقط، أو عندما يحتمي بجهات ومؤسسات
تشجعه على ذلك، لقد بات واضحاً أن فرسان الكراهية أجبن من مقارعة الحجة
بالحجة، والرأي بالرأي الآخر، ولذلك لم يكن أمامهم إلا الهرب.
جميل المحاري