شارع البديع أحد أقدم شوارع البحرين، ويخدم قطاعاً عريضاً من القرى
والمدن، ولكنّه اليوم أسير إحراق الإطارات ومسيّلات الدموع والمولوتوف. ولم
يتوقّف الأمر عند هذا الحد، بل زادت مأساة الشارع عندما أُغلقت أكثر
منافذه لأغراض أمنية، وتضرّر الكثيرون جرّاء هذا الإغلاق، وإليكم هذه
الرسالة التي وردتنا عبر البريد الالكتروني:
«أنا شاب بحريني للتو
بادئ في عملي الخاص بعد أن يئست من التوظيف في وزارات الدولة والشركات
الحكومية لأسباب الكلّ يعلمها لسنوات طوال، رغم المؤهلات والخبرات. ولكن
الآن بعد أن توكلت على الله واستأجرت شقة لمشروعي الخاص قريب جداً بأمتار
قليلة من دوار عبدالكريم بشارع البديع يتم قفل الشارع ولا يسمح لأي أحد
بدخوله! أنا صاحب المكتب لا يسمح لي بالدخول فكيف بالزبائن؟ حيث أدخل من
طرق فرعية لأصل للمكتب. أصحاب المعارض والمحلات جالسين هكذا بدون أي زبائن!
شارع
البديع من دوار عبد الكريم إلى تقاطع إشارة البرهامة، الشارع مغلق طوال
اليوم من يوم «انفجار الديه» من الاتجاهين، ولا يسمح لأحد بدخول الشارع
للقادمين من البديع والقادمين من المنامة، في حين يمكن دخوله من الشوارع
الفرعية ومن جهة السنابس والديه وجدحفص، فما هو الداعي لغلق الشارع إذا كان
يمكن دخوله من الشوارع الفرعية؟ لا يفهم منه إلا التضييق على أصحاب
المحلات في هذا الشارع وقطع الرزق عليهم، فمن يعوّضنا عن قيمة الإيجار
والخسائر والمعاشات؟
أرسل هذه المناشدة لكم لترفعوها لأصحاب القرار
حيث يقع في هذا الشارع أكثر من 100 محل وشركات ومعارض سيارات ومطاعم
وصالونات وغيرها من المحلات التجارية. إن كان الهدف أمنياً كما يدعون
فليغلقوا كل المنافذ وإن كان لا فليضعوا نقطة تفتيش على الأقل مكان الغلق
وليسمحوا للناس بالمرور»!
انتهت رسالة الشاب المتضرّر، ولم تنتهِ
مأساة هذا الشارع، فكل يوم تأتينا الأخبار عن حرقه وخرقه، أو عن الغازات
المنتشرة فيه، ولا يسكت المتظاهرون ولا رجال الأمن فوقه، بل يواصلون عمليات
الكر والفر، ونحن لسنا ضد الأمن ولا الأمان، ولكننا بالطبع ضد قطع أرزاق
الناس، فالشارع خدمي بطبيعة الحال، وما افتتح تاجر مشروعه إلاّ بنيّة
الاستفادة وليس الخراب.
هناك من يظن بأنّ تشديد القبضة الأمنية قد
يُهدّيء الشارع، ونحن نذكّره بالمثل الذي يقول: «اللي في قلبه الصلاة ما
تفوته»، وعليه هناك خطط أخرى من أجل عدم تعطيل الشارع، عن طريق القيادات
الشعبية في حثّها للناس على ضرورة عدم التعرّض للعامّة، وكذلك في وزارة
الداخلية بحثّها منتسبيها على الحد من اجراءات التعطيل في هذا الشارع
العام، وأيضاً ننصح الجميع بوضع أصحاب المحلاّت نصب أعينهم، لأنّهم لم
يفتحوا ليشاهدوا منظراً غير منظر حركة الناس وهم يدخلون المحلات ويشترون،
وهم اليوم أكثر المتضرّرين.
صاحب الرسالة ناشد من بيده القرار بفتح
الشوارع الفرعية من أجل المصلحة العامة، ونحن نناشد الجميع، سواءً الشعب أو
الحكومة، بعدم التعرّض إلى هذا الشارع بالتحديد، فهناك أُناس لا دخل لهم
بالسياسة ولا بالحكومة، ساقوا سيّاراتهم للوصول إلى ذلك المعرض أو ذلك
المحل أو تلك المزرعة، ولم يستطيعوا الخروج ولا قضاء حوائجهم بسبب
المغامرات والمهاترات الموجودة! رجاؤنا… ارحموا شارع البديع قبل أن ينفجر
هو الآخر ضد ما يحدث له!
مريم الشروقي