نظمت جمعيتا المنبر الديمقراطي التقدمي والعمل الوطني ” وعد ” مساء الأحد الموافق 8 ديسمبر 2013 حفل إحياء الذكرى 37 لاستشهاد الرفيقين محمد غلوم والشاعر سعيد العويناتي بمقر التقدمي، وسط حضور كبير من أعضاء الجمعيتين والشخصيات الوطنية والسياسية.
وقد ألقى الرفيق الشاعر عبدالصمد الليث قصيدة للشهيدين هذا نصها:
يـــــوم الـشـهـيــديـــن…!
يومُ الشهيديــنِ جرحٌ ظـلَّ مُلتـهـبـا
ما زالَ يستيقظُ الأجيــالَ والنـُجَبــا
ما زال يسقي ظماءَ النخلِ مبتدراً
ما زالَ يجري كنبعِ الحُبِّ ما نَضَبـا
ما زالَ يُـذكي فتـيـلَ المورياتِ لنا
ما زالَ يَهدي سراةَ الليلِ والحُـقَبــا
مُـنـوَّرٌ دربـنـٌا بـالـفـرقـديـنِ فـمِـن
شعـاعِ وجـهيهـِما نستـلهمُ السَبَـبـا
كانا رفـيـقـيـن في حـلٍ و في سفـرٍ
فالموطنُ المُبتلى ليس الذي طُلِــبـا
أمّا الرحيـلَ فـفي شـهـرٍ تـلـوذُ بـِهِ
طامــورةٌ بالردى والعودُ قـد نُـصِبا
زَينا شبابِ اوالَ الـمـجـدِ قد قَضَيا
و فارسُ العمرِ في ذاتِ الهزيعِ كـَبا
و من نضالِـهـمـا كم عِبرةٍ حفرت
بالـمـوتِ آثارَها تشكو لـنا الـعَـتـبـا
تقـولُ أيـنـكمُ مِن بعضِـمـا رسمت
دمـاؤنـا مِن طـريـقٍ سالـكٍ رَطِـبـــا
أيـن الـذمامُ.. وأيـن العهـدُ إخوتـَنا
وأيـنَ أيـنَ رفـاقٌ بـأسُـهـم غَــرُبــا
على مدى العامِ.. والأيـامُ شـاهـدةٌ
شــتّى قـلـوبُـكمُ صَــفـّاً
ومـُنـقَـلبـــا
لـكنكـم في عــشـيّــــــاتٍ مـلـونــةٍ
بـذكرياتِ الأسـى تـأتـونـنـا نِــوَبــا
فـتـحـتـفـونَ بـنـا في ساعة ٍ و لهـا
وقـــعٌ كـقابسِ نـارٍ كان مُضطــرِبـا
أهــكـذا مـوردُ العـطـشى أحـبـتـَنـا
أهـكـذا نـقـصـدُ الـنــاطورَ والعِنــَبا
أهـكـذا عَـلـم الأسـلافُ قــادتُـنــــا
أهـكـذا نحـفـظُ الـميراثَ و الكُـتـُبــا
عودوا الى الرُشدِ فوراً حيث ملحمةٍ
تـوحِّـد ُالجــهـدَ والآفـاقَ والشُهُـبـا
لتستـعـيـدوا بهـا ما كان مِن زَخَـمٍ
بـه تُـذلّـونَ مَن قـد بـانَ و الـرُقَبــا
“وعدٌ” و “مدٌ” كلانا صنـوُ مأثرةٍ
مِن الـنـضـالِ و مِن آثــارِهِ عَـجَـبـا
“محـمدٌ” و “سعـيدٌ” رمز وحدتـنا
غصنانِ مِن سدرةٍ أعطت لمن وَهَبا
تـوحّـدوا..و دعـوا أعـذارَ فرقـتِكم
فـمجـمعُ الخـيـرِ والإيلافِ قد وجَبَـا
يا قـادةَ الـشأنِ هُـبّـوا مِن ذواتـِكُـمُ
و أعلنوها على أسماعـِـنـا صَخَبــا
ها نحنُ بالعشقِ في قلبٍ و بوتـقـةٍ
نعيـدُ لـلـوطـنِ المحـبـوبِ ما رَغِبـا
نطوي صحائفَ ما تـبـدو مناكـفـة
و نحفـظُ اليومَ تـأريخـاً بـنـا كـُتـِبـا
فيا رفاقَ الحِجى يا خيرَ من عُرِفوا
و يـا ثِـقاتَ طريــقٍ دامَ مُـنـتـَجــَبا
هبّوا فقد أزفَ الحينُ الذي خَبَرَت
به المروءةُ ما يُـبدى و ما حُـجبـــا
و احلولَكَ الليلُ حتّى باتَ ذو دنفٍ
على الـقـتادِ و امســى زادُه رَهَــبا
وأُمطرت مِن ظُلاماتِ الأسى حِمَمٌ
منها تعاني جماعاتُ الرؤى نَصَبـا
مِن عسفِ غائلةٍ..مِن هولِ نـازلـةٍ
مِن غـولِ ماثـلةٍ صارت لنا رَجَـبـا
كَم غادرَ الرَكْبَ والبلوى الى دعةٍ
بعضُ الذي كان في أوساطِنا كَـذِبا
قد عافَ لُجّـتـَه..إذ صانَ مُهْـجَـتـَه
وقالَ حُجـَّتـَــه كـي يـبـلـغَ الإرَبـــا
و زاغَ مَن زاغَ عن عهدٍ و موجدةٍ
وراغَ مَن راغَ عن جهرٍ به انقلبـا
و حاطبُ الليلِ مَن يَقـلي مـبـادئَـنـا
غـداً يـكـونُ لإطـماعِ الأنـــا حَطـَبا
و يسـتـدرُ الـعـطـايـا مِن مـواردِها
كـيما يفـوز بدنيـا تـغـتـني نـَشـَبـا
نستذكرُ العمرَ مَن ضحّوا ومَن وَهَبوا
نفوسَهم و وتـينـاً بـالـدمـا شَـخَبـا
بالأمس غادرنا “نـجـمٌ “بأغـنـيــةٍ
واليوم لـوَّحَ”مـانديلا” بما كَـسَـبا
و يستضيءُ بنجمِ العشقِ مُخـلِصُهُ
يَـفـدي بما ملـكـت أيـمانـُه وصَبـا
بكم تعيش لنا “البحـريـنُ” شامخةٌ
و يستحـيلُ”عـذاري” ماؤها عَذِبا
عبد الصمد الليث
8/12/2013م