جميل نحن البحرينيات أن يكون لنا يوم، والأجمل فيه أن نشعر إننا نعيش في
هذا الوطن بعز وكرامة وحياة لا مهانة فيها ولا حق مهدور. بالأمس كان
الاحتفال بيوم المرأة البحرينية الذي يصادف الأول من ديسمبر/ كانون الأول،
يوماً كنا نرتجي فيه أن يكون خيراً، فعندما دشن هذا اليوم عقدنا عليه
الآمال أن لا يأتي يوما على المرأة البحرينية وهي تشكو وتتألم وتقاسي، وان
وجدت الشكوى فسوف يسلط الضوء على المعاناة ويحاسب المتسبب.
المرأة
البحرينية كانت تتوقع إن نالها حرمان أو قسوة، أن تجد من يدافع عنها أو يرد
لها حقها، أو تجد استنكاراً من جمعيات وهيئات نسائية نصبن منصات للحديث عن
المرأة، لكنها لم تتوقع أن يصمتن صمت أهل القبور وكأن الأمر لا يعنيهن من
قريب ولا من بعيد. وأصبح الحديث في مثل هذا اليوم حديثاً مخملياً، لا يخلو
من أحاديث تحمل عنوانين لانجازات واحتفالات تُصف فيها كلمات إبداع
وتصويرات خالية من الإحساس والمسئولية.
أم قيس عباس امرأة بحرينية
تعيش في عالي التي تعج بمقابر أهالي دلمون القديمة، يهجم عليها في وسط
دارها رجال أمن دون سابق إنذار في الفجر، فهي لم تخرج ولم يكن الوقت ضحى،
فكيف يكون تصرفها إزاء ذلك وهي تراهم يقتحمون دارها ويعتدون على فلذة
كبدها؟ وكيف تستطيع امرأة بقوتها وحجمها أن تثني تلك المجاميع الضخمة عدداً
وجسماً عن مطلبهم لكي تنال منهم ما نالته، أليس حراماً شرعاً التعرض
للنساء؟ أم من النخوة العربية ضرب النساء؟ أم من الأمن الوطني أن تبكي
المرأة ألماً وقسوةً من رجال وضعوا لحمايتها؟ ولا تخجل نساء بحرينيات كرسن
حياتهن للتصدي لمشاكل النساء في البحرين من تمييز وعنف وحملات لتصحيح أوضاع
جنسيات أبناء البحرينيات المتزوجات من أجنبي، أن يدرن ظهورهن لأم قيس وما
جرى عليها؟ أم قولهن يطابق ما قاله أهل مدين للنبي شعيب «وما أَنتَ علينا
بِعزِيزٍ».
هل المجاملة والمحاباة وصلت بهن إلى النأي في انتقاد سلوك
رجال الأمن تجاه النساء البحرينيات، وهل بلغ منهن الضعف مبلغاً حتى في
تشكيل فريق للوقوف على حيثيات الموضوع وإصدار بيان مهني بذلك، لكنهن لم
يتجرأن على ذلك؟ ولكن الجرأة في الشق الثاني لقانون الأسرة وكأنهن والمثل
الشعبي «أبوي ما يقدر إلا على أمي» على حد سواء.
أما سلمى، فعلاوةً
على كونها امرأة بحرينية، هي من ذوات الاحتياجات الخاصة (الصم) المكافحات،
حالة مؤلمة من الحالات التي تنتهك حقوقها وتُسلب على مرأى ومسمع من الجميع،
وهي تبث شكواها في يوم المرأة البحرينية، فهل تلقى أي صدى أو استجابة؟
سلمى
كما جاء المقال «نامت موظفةً وصحت فراشة»، وسبب ذلك وزارة التربية
والتعليم، تلك الوزارة التي تصدر تعميمها على المدارس والإدارات والأقسام
في أروقتها للاحتفال بيوم المرأة؛ بل تجبرهم على إرسال برامجهم إلى الإدارة
المعنية؛ بل تكتب تقريراً محشواً بما تسميه «إنجازات» في تنمية المرأة
المنتسبة إليها، نراها أول من ينتهك حقوق المرأة البحرينية، فكم امرأة
بحرينية فصلتها وزارة التربية والتعليم ظلماً؟ وكم امرأة بحرينية أقصيت
ومُنعت من حقها في الترقيات والحوافز من غير وجه حق من قبل وزارة التربية؟
وكم من امرأةٍ بحرينيةٍ منتسبةٍ للوزارة تعرّضت للجان التحقيق والترويع؟
وكم من سلمى الكثير؟
رملة عبدالحميد