نظمت جمعيـة المنبـر الديمقراطـي التقدمـي مســاء الثلاثــاء 22 أكتوبر 2013 حفـل تأبيـن القائد الوطني والمناضل البحريني الراحل علي عبدالله دويغر بجمعية المهندسين، وسط حضور كبير من ممثلي الجمعيات السياسية ورموز المجتمع. وقد ألقى الرفيق الشاعر عبدالصمد الليث قصيدة مؤثرة هذا نصها:
عــــلــي دويـــغـــــر …!
إنَّ فقـــدَ الحبيـبِ خطـبٌ مروعُ
حيث تنعاهُ أنفــسٌ و ربــــوعُ
مثل شمسِ السـما إذا غابَ نـورٌ
بكســوفٍ عرى النجومَ نزوعُ
و له بالأســـــــــى نداءٌ ســيعلو
أين ذاكَ الربيعُ..كيفَ الجموعُ
أين مِنـها..مِن مائها..مِن ثراهـا
أين صارت مدائــنٌ و نجــوعُ
أيـن إيلافُــها و أيـن الأماســــي
والتناغــي خطابُها المســموعُ
دالَ ذاكَ الزمـانُ…أمحلَ روضٌ
وطغى عاصفٌ وجفّت ضروعُ
هـي كانت ربوعَنا حيث يزهـــو
لثــريا ســما القلـوبِ طلــوعُ
هـي كانت ربيعنــا بالتدانـــــــي
وعطورُ اللقاءِ مِنها تضـــوغُ
فغزتنـا الهمــومُ حـين التنائــــي
حلّ قسراً فرابطَ المقمــــــوعُ
مدّ جسـراً مِن غائلِ الدهرِ قهـرٌ
بثقوبِ الردى و جالت دروعُ
جحفـلٌ إثــرَ جحفـلٍ و ســــرايا
يمَّمت شطرَنا و ماجت قلـوعُ
لم يـراعِ الـذمامَ و الحـبَّ فينـــا
هُتكت حرمةٌ و ديست جموعُ
و أســال الـدمَ الزكـيَ شــــقيـقٌ
هو قابيـلُ قاتـلٌ و شــــــروعُ
قاطعاً في هزيــعِ ليـــلِ التجنّـي
هـدأةً للقطــا فعــزَ الهجـــوعُ
و اصطلت يقظـةُ النخـيلِ بنــارٍ
أوقدَ الحقدً شـــرَها والنطـوعُ
و انبـرى للمشـوقِ يَحْطِمُ حلمــاً
خضَّبَ العشقَ بالعوادي نجيعُ
غـودرت مِن أوالَ أقمــارُ تــــمٍّ
لم يُكن للظلامِ فيها خضـوعُ
طـوردَ النجـمُ في عـلاهُ شــريداً
شـاعلاً للفتيــلِ مِنه ركـــوعُ
شــعّ فوقَ الطريقِ يَهدي البرايا
برؤى قادمٍ فمــاتَ الخنـوعُ
و نما في الجهــادِ جـذرُ الأماني
فـدعا آمــلٌ و قــلَّ جـــزوعٌ
و برغمِ الوعيــدِ و الموتِ ظلماً
بطِلابِ الشبابِ هبّت ضلوعُ
و تعـرّت مِن عزمهــا للمنايــــا
ثلّة ُالعشق ِ والرصاصُ سميعُ
أمجــدٌ بعــدَ أمجـــدٍ و فصيــــلٌ
يستحثُ الفصيلَ وتراً شـفيعُ
يا علـيَ النضــالِ منّــا شـكــــاةٌ
أنتَ أدرى بما حواهُ الوقوعُ
انت يا من خَبَـرتَ سـجناً ومنفى
ولك الفكرُ و المقامُ الرفيــعُ
و سَبَرتَ التنظـيم عبر التلاقــي
باختلاف موصوله لا يضيعُ
قَد دهى المنبــرَ العتيدَ صــراعٌ
كلُّ مَن فيهِ خاسـرٌ مصروعُ
مثلمـا بيـتِنـا الكبيــرِ تداعــــــى
بشـقاقٍ جهـلاً نحــاهُ قطيــعُ
طأفن البعضُ رفقةَ الخيرِعسـفاً
ولهولِ الهزالِ شابَ رضيعُ
و أراح البعضُ الركابَ انتهـازا
أسقط َالزيفَ للذواتِ سريعُ
باسمك اليوم أســـتميحُ انتصـافاً
واصطفافاً يلمُّــهٌ المجمـوعُ
لرفاقِ الطـريقِ أُبــدي ندائـــــي
فبِهِم يزدهي الربيـعُ الربيعُ
فهلمّـوا حبّـاًّ بشــعبٍ ..هلمّــــوا
واعيدوا مجداً نمـاهُ الصنيعُ
سـوفَ يُتلـى على الخـلودِ نشـيدٌ
ويُناغي به النخيــلَ همـوعُ
يا لهـذي البحـــرين أمُّ الرزايــا
والمزايا..مواكـبٌ و شموعُ
يا لهذي البحـرين طابت ترابــاً
وعبابـاً والأرخبيــل بديـــعُ
يا لهذي البحرين تبقى و ترقـى
لعلأها فللأصــولِ رجـوعُ
هي نبضُ المشوقِ نبضُ الحنايا
هي إســمٌ بعشقِها مطبوعُ
22/10/2013م
الشاعر عبدالصمد الليث