في
قمة مجموعة العشرين التي عقدت الخميس 5 سبتمبر/ أيلول في مدينة سان
بطرسبيرغ الروسية، ظهر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو في كامل اهتمامه
وانشغاله باللقاء الذي طلب من مساعديه ترتيب عقده، على هامش القمة، مع
رئيسة البرازيل دلما روسيف في محاولة لاحتواء وتهدئة غضب البرازيل المتولّد
من فضيحة التجسس الأمريكية على تحركات ومراسلات رئيسة البرازيل وحكومتها .
فقد كان أكثر اهتماماً من اللقاءات الثنائية الأخرى التي فرضها الإصرار
الأمريكي على التوجه للحرب ضد سوريا . فما بدأ في شهر مايو/ أيار الماضي من
تسريبات من جانب إدوارد سنودين محلل المعلومات لدى وكالة الأمن القومي
الأمريكية المنشق، حول قيام عملاء الوكالة بالتجسس على مكالمات ووسائل
الاتصال الأخرى عبر الانترنت لمدة عقد من الزمان، تطور إلى كشف أكثر دقة
للحقائق وشمل قيام الشبكة الإعلامية البرازيلية “تي .في .غلوبو” في الأول
من سبتمبر/ أيلول الجاري بالكشف عن أن وكالة الأمن القومي الأمريكية (ثاني
أكبر وكالات التجسس الأمريكية بعد وكالة المخابرات الأمريكية سي . آي .
إيه) بالتجسس على الرسائل النصية للرئيس المكسيكي أنريكي بينا نيتو إبان
حملته الانتخابية في العام الماضي . كما أماطت الشبكة اللثام عن تجسس
الوكالة الأمريكية على البريد الإلكتروني والمكالمات والرسائل النصية
لمستشاري الرئيسة البرازيلية دلما روسيف حتى قيل إن الرئيس أوباما كان
يطلع، بمساعدة أعمال تجسس وكالة بلاده للأمن القومي (NSA)، على البريد الإلكتروني للرئيسة البرازيلية أولاً بأول .
قمة مجموعة العشرين التي عقدت الخميس 5 سبتمبر/ أيلول في مدينة سان
بطرسبيرغ الروسية، ظهر الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو في كامل اهتمامه
وانشغاله باللقاء الذي طلب من مساعديه ترتيب عقده، على هامش القمة، مع
رئيسة البرازيل دلما روسيف في محاولة لاحتواء وتهدئة غضب البرازيل المتولّد
من فضيحة التجسس الأمريكية على تحركات ومراسلات رئيسة البرازيل وحكومتها .
فقد كان أكثر اهتماماً من اللقاءات الثنائية الأخرى التي فرضها الإصرار
الأمريكي على التوجه للحرب ضد سوريا . فما بدأ في شهر مايو/ أيار الماضي من
تسريبات من جانب إدوارد سنودين محلل المعلومات لدى وكالة الأمن القومي
الأمريكية المنشق، حول قيام عملاء الوكالة بالتجسس على مكالمات ووسائل
الاتصال الأخرى عبر الانترنت لمدة عقد من الزمان، تطور إلى كشف أكثر دقة
للحقائق وشمل قيام الشبكة الإعلامية البرازيلية “تي .في .غلوبو” في الأول
من سبتمبر/ أيلول الجاري بالكشف عن أن وكالة الأمن القومي الأمريكية (ثاني
أكبر وكالات التجسس الأمريكية بعد وكالة المخابرات الأمريكية سي . آي .
إيه) بالتجسس على الرسائل النصية للرئيس المكسيكي أنريكي بينا نيتو إبان
حملته الانتخابية في العام الماضي . كما أماطت الشبكة اللثام عن تجسس
الوكالة الأمريكية على البريد الإلكتروني والمكالمات والرسائل النصية
لمستشاري الرئيسة البرازيلية دلما روسيف حتى قيل إن الرئيس أوباما كان
يطلع، بمساعدة أعمال تجسس وكالة بلاده للأمن القومي (NSA)، على البريد الإلكتروني للرئيسة البرازيلية أولاً بأول .
وإذا
كانت المكسيك، بسبب تبعيتها الاقتصادية للولايات المتحدة، لم تبد ردة فعل
موازية لفعل التجسس الأمريكي ضدها، مكتفية بطلب تفسير لهذا العمل من السفير
الأمريكي لديها، فإن البرازيل ذهبت بعيداً في غضبها، وهددت بإلغاء زيارة
الرئيسة البرازيلية إلى واشنطن المقررة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل،
والنظر في إغلاق شركات الاتصالات التي تعاونت مع وكالة الأمن القومي
الأمريكية في أعمال تجسسها، وكذلك صفقة شراء البرازيل ل 36 طائرة مقاتلة من
شركة بوينغ بقيمة 4 مليارات دولار .
كانت المكسيك، بسبب تبعيتها الاقتصادية للولايات المتحدة، لم تبد ردة فعل
موازية لفعل التجسس الأمريكي ضدها، مكتفية بطلب تفسير لهذا العمل من السفير
الأمريكي لديها، فإن البرازيل ذهبت بعيداً في غضبها، وهددت بإلغاء زيارة
الرئيسة البرازيلية إلى واشنطن المقررة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل،
والنظر في إغلاق شركات الاتصالات التي تعاونت مع وكالة الأمن القومي
الأمريكية في أعمال تجسسها، وكذلك صفقة شراء البرازيل ل 36 طائرة مقاتلة من
شركة بوينغ بقيمة 4 مليارات دولار .
وزادت صحيفة “الغارديان” البريطانية الطين بلة بكشفها في الخامس من سبتمبر/ أيلول الحالي عن أن وكالة الأمن القومي الأمريكيةNSA) ) ونظيرتها البريطانية GCHQ لا تكتفيان بأجهزة حواسيبهما العملاقة Supercomputer للتجسس
العالمي وإنما تستعينان أيضاً “بخدمات” شركات الاتصالات والإنترنت
العالمية مثل غوغل وياهو وغيرهما . وفي “الغارديان” أيضاً، كتب الخبير
الأمني بروس شنير بأن “وكالات التجسس الغربية تستغل فضاء الإنترنت وتحيله
إلى منصة كبيرة للسياحة الجاسوسية متعددة الأغراض” .
العالمي وإنما تستعينان أيضاً “بخدمات” شركات الاتصالات والإنترنت
العالمية مثل غوغل وياهو وغيرهما . وفي “الغارديان” أيضاً، كتب الخبير
الأمني بروس شنير بأن “وكالات التجسس الغربية تستغل فضاء الإنترنت وتحيله
إلى منصة كبيرة للسياحة الجاسوسية متعددة الأغراض” .
يوم
الإثنين الأول من يوليو/ تموز الماضي عمل الرئيس باراك أوباما جاهداً
لتبديد الغمامة التي ظللت علاقات بلاده مع حلفائها الأوروبيين بعد تقارير
عن تجسس الولايات المتحدة على عدد من حكومات البلدان الأوروبية الحليفة لها
مثل فرنسا وألمانيا، ما وضع قادة هذه الدول في حرج شديد مع شعوبها، حتى إن
رد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند على هذه الفضيحة، كان مخجلاً، إذ اكتفى
بالقول “نريد لهذا التجسس أن يتوقف بسرعة”!
الإثنين الأول من يوليو/ تموز الماضي عمل الرئيس باراك أوباما جاهداً
لتبديد الغمامة التي ظللت علاقات بلاده مع حلفائها الأوروبيين بعد تقارير
عن تجسس الولايات المتحدة على عدد من حكومات البلدان الأوروبية الحليفة لها
مثل فرنسا وألمانيا، ما وضع قادة هذه الدول في حرج شديد مع شعوبها، حتى إن
رد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولند على هذه الفضيحة، كان مخجلاً، إذ اكتفى
بالقول “نريد لهذا التجسس أن يتوقف بسرعة”!
وما
أثار دهشة الحلفاء الأوروبيين مسارعة الرئيس أوباما خلال زيارته إلى
تنزانيا لتبرير أعمال التجسس التي قامت بها بلاده ضد حلفائها، قائلاً إن
ذلك يعد أمراً بديهياً في عالم يسوده التنافس . وعلى منواله نسج جون كيري
وزير خارجيته الذي علّق على الموضوع خلال وجوده في بروناي قائلاً إن
الولايات المتحدة ليست الوحيدة التي تقوم بهذه الأنشطة التجسسية .
أثار دهشة الحلفاء الأوروبيين مسارعة الرئيس أوباما خلال زيارته إلى
تنزانيا لتبرير أعمال التجسس التي قامت بها بلاده ضد حلفائها، قائلاً إن
ذلك يعد أمراً بديهياً في عالم يسوده التنافس . وعلى منواله نسج جون كيري
وزير خارجيته الذي علّق على الموضوع خلال وجوده في بروناي قائلاً إن
الولايات المتحدة ليست الوحيدة التي تقوم بهذه الأنشطة التجسسية .
إلى
ذلك أيضاً، كشفت صحيفة “الغارديان” (التي يبدو أن محلل المعلومات في وكالة
الأمن القومي المنشق والمقيم في موسكو بعد حصوله على حق اللجوء السياسي من
الحكومة الروسية، إدوارد سنودين قد اختصها بجزء من خزين معلوماته) يوم
الخميس 11 سبتمبر/ أيلول ، أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تنقل مباشرة
إلى نظيرتها “الإسرائيلية” قسماً من البريد الإلكتروني وملايين الاتصالات
الهاتفية التي تراقبها، وذلك بموجب بروتوكول تعاون موقّع بين الوكالتين .
ذلك أيضاً، كشفت صحيفة “الغارديان” (التي يبدو أن محلل المعلومات في وكالة
الأمن القومي المنشق والمقيم في موسكو بعد حصوله على حق اللجوء السياسي من
الحكومة الروسية، إدوارد سنودين قد اختصها بجزء من خزين معلوماته) يوم
الخميس 11 سبتمبر/ أيلول ، أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تنقل مباشرة
إلى نظيرتها “الإسرائيلية” قسماً من البريد الإلكتروني وملايين الاتصالات
الهاتفية التي تراقبها، وذلك بموجب بروتوكول تعاون موقّع بين الوكالتين .
بهذا
المعنى فإن قضية التجسس من القضايا التي تؤثر سلباً في الحالة
الاستراتيجية الأمريكية، حتى ولو بصورة غير مباشرة، سواء لجهة الثقة في
علاقاتها بحلفائها، أو لجهة معاودة مطاولة سهام الطعن في مصداقيتها على
الصعيد الدولي كقوة عظمى مهابة، تجاهد دوماً لتفادي اتهامات ازدواجية
المعايير بين تبنيها لقضايا الحريات وحقوق الإنسان وانتهاكاتها العلنية
والسرية لهذه الحريات والحقوق . خصوصاً أن أعمال تجسسها التي كُشف النقاب
عنها أخيراً، لم تقتصر على أعدائها وإنما طاولت أصدقاءها ومواطنيها أيضاً .
المعنى فإن قضية التجسس من القضايا التي تؤثر سلباً في الحالة
الاستراتيجية الأمريكية، حتى ولو بصورة غير مباشرة، سواء لجهة الثقة في
علاقاتها بحلفائها، أو لجهة معاودة مطاولة سهام الطعن في مصداقيتها على
الصعيد الدولي كقوة عظمى مهابة، تجاهد دوماً لتفادي اتهامات ازدواجية
المعايير بين تبنيها لقضايا الحريات وحقوق الإنسان وانتهاكاتها العلنية
والسرية لهذه الحريات والحقوق . خصوصاً أن أعمال تجسسها التي كُشف النقاب
عنها أخيراً، لم تقتصر على أعدائها وإنما طاولت أصدقاءها ومواطنيها أيضاً .
والأرجح
أن الطبقة السياسية الأمريكية المكونة من قيادات الصف الأول والصف الثاني
للحزبين الجمهوري والديمقراطي اللذين يهيمنان حصراً على مؤسسة الحكم
الأمريكية وكامل “السيستم” الذي “يُشَغِّلها”، قد شعرت بحرج اللحظة، مع
تحوّل التململ الأوروبي الشعبي إلى غضب جمعي ثم إلى تظاهرات احتجاجية ضد
الولايات المتحدة (تظاهر في برلين السبت 7 سبتمبر نحو 20 ألف شخص ضد أعمال
التجسس الأمريكية) . فكان لابد من التحرّك سريعاً لتحويل أنظار العالم عن
هذه الفضيحة وإشغاله بقضية أخرى . فكان الضجيج الإعلامي الهادر الذي أُطلق
لمصاحبة تحضيرات الهجوم على سوريا، كفيلاً بسرقة الأضواء من تلك الفضيحة .
أن الطبقة السياسية الأمريكية المكونة من قيادات الصف الأول والصف الثاني
للحزبين الجمهوري والديمقراطي اللذين يهيمنان حصراً على مؤسسة الحكم
الأمريكية وكامل “السيستم” الذي “يُشَغِّلها”، قد شعرت بحرج اللحظة، مع
تحوّل التململ الأوروبي الشعبي إلى غضب جمعي ثم إلى تظاهرات احتجاجية ضد
الولايات المتحدة (تظاهر في برلين السبت 7 سبتمبر نحو 20 ألف شخص ضد أعمال
التجسس الأمريكية) . فكان لابد من التحرّك سريعاً لتحويل أنظار العالم عن
هذه الفضيحة وإشغاله بقضية أخرى . فكان الضجيج الإعلامي الهادر الذي أُطلق
لمصاحبة تحضيرات الهجوم على سوريا، كفيلاً بسرقة الأضواء من تلك الفضيحة .