ليست «صوت البحرين» هي الإصدار الصحافي الأول في البلاد، فقد سبقتها إلى ذلك جريدة «البحرين» لصاحبها رائد الصحافة البحرينية عبدالله الزايد، وحسب كلمة المدير المسؤول لـ «صوت البحرين» إبراهيم حسن كمال، فان صحيفة الزايد ابتدأت بأن تطبع خمسمائة نسخة أسبوعياً، سرعان ما قفزت إلى ألفي نسخة رغم ظروف الحرب العالمية الثانية وصعوبة الحصول على الورق آنذاك.
حسب الافتتاحية التي كتبها سكرتير تحرير «صوت البحرين» المرحوم محمود المردي في العدد الأول من المجلة، فان إصدارها جاء في الأصل كفكرة في مداولات خمسة من الشبان يومذاك، لم يسمهم بالإسم، ولكن يمكن الإفتراض أنهم أنفسهم أعضاء هيئة التحرير المجلة، وإن لم يكونوا كلهم، فبالتأكيد بعضهم، وكان الهدف هو إنتشال شباب البحرين من «حياة الكسل والخمول» كما يقول المردي في إفتتاحيته، ليحذوا حذو الشباب العربي في البلدان الأخرى الذين «شمروا عن ساعد ودخلوا مضمار الكفاح والبناء ووضعوا اللبنات لنهضة فكرية».
أسئلة كبرى واجهت الشبان الخمسة، حسب المردي: «كيف يتم الطبع؟ وهل ستكون الأقلام حرة في الجهر بما تريد؟ ومن الذي سيمول المشروع؟ وأخيراً، وهو الأهم، هل سترحب السلطات بالفكرة وتتعاون معنا في تحقيقها»، ولبلوغ اجابات على هذه الأسئلة اتفق أعضاء الفريق على توزيع المهام فيما بينهم، فتولى كل واحد منهم مسؤولية المسعى لتحري الإجابة على سؤال أو أكثر من تلك الأسئلة.
حين اطمأن الخمسة إلى أن الفكرة ممكنة، واجهتهم قضية طباعة المجلة. كيف؟ وأين؟. الحكومة أبدت إستعدادها لطباعة المجلة في مطابعها، ولكن تلك المطابع كانت دون طاقة إصدار المجلة بالمواصفات التي يريدها القائمون عليها، فيما مطابع الكويت تأبى أن تقوم بطبعها إلا إذا أخضعت موادها لقلم الرقيب هناك يشطب ما يريد، «وليتصور القارىء، يقول المردي، أن تكون المجلة خاضعة للرقابة في البحرين والكويت ليتسلمها بعد ذلك أوراقاً بيضاء».
أدار أصحاب فكرة المجلة وجوههم شطر مصر، فطلبوا من المرحوم عبدالعزيز حسين مدير بيت الكويت في القاهرة العون في طباعة المجلة، لكنهم اصطدموا بالأعباء الجسيمة التي «سيتكفل بها الصديق الكريم، وهو يشغل منصباً له أعباؤه وأتعابه»، فصرفوا النظر عن الفكرة، وعلى سبيل التندر إقترح أحدهم أن تنسخ المجلة باليد نسخة نسخة، فكان أن ركن المشروع كله جانباً، حتى كاد النسيان يطويه.
لا يشرح المردي كيف حدث أن انتشل المشروع من وهدته، ولكنه يقول أن الفضل في ذلك يعودإلى الشباب «الذي احاط بنا يستحثنا ويرفع من عزائمنا الخائرة حتى اعاد لنا الثقة في أنفسنا(….) وسار المشروع حينئذ في طريق التحقيق تشد من إزره همم لا تعرف الكلل في شباب متوثب طموح»، ولكن بات معروفاً أن المجلة طبعت في بيروت، ويفيد الدكتور منصور سرحان أن أوائل طلبة البحرين في الجامعة الأمريكية في بيروت، ومن بينهم ماجد الجشي وعلي فخرو، تولوا، بحكم إقامتهم في بيروت، مهمة أخذ المواد إلى المطبعة، ومتابعة طباعة المجلة حتى صدورها، ليصار إلى شحنها وتوزيعها لا في البحرين وحدها، وإنما في بلدان خليجية اخرى، حيث تسمي المجلة في صفحاتها الأولى أسماء وكلاء التوزيع في الخبر ودبي ومسقط وقطر، لذا لاغرو حين نجد مساهمات لكتاب من هذه المناطق على صفحات المجلة.