لفت
نظري مصطلح”الفيديو لوجيا” عند مطالعتي لكتاب للمغربي محمد بكري كرسه
لمناقشة موضوع “الديمقراطية في زمن العولمة”، يناقش فيه نقدياً مظاهر
وآثار ومفاعيل العولمة.
نظري مصطلح”الفيديو لوجيا” عند مطالعتي لكتاب للمغربي محمد بكري كرسه
لمناقشة موضوع “الديمقراطية في زمن العولمة”، يناقش فيه نقدياً مظاهر
وآثار ومفاعيل العولمة.
في
القسم الأول منها فإن الكلمة مشتقة من الفيديو، أي من جهاز الفيديو ذاته، وإن أتت المفردة
على وزن وموسيقى مفردة أيديولوجيا، فإن المسألة أبعد من أن تكون مجرد طباق لغوي،
حتى وإن بدا الأمر في ظاهره كذلك.
القسم الأول منها فإن الكلمة مشتقة من الفيديو، أي من جهاز الفيديو ذاته، وإن أتت المفردة
على وزن وموسيقى مفردة أيديولوجيا، فإن المسألة أبعد من أن تكون مجرد طباق لغوي،
حتى وإن بدا الأمر في ظاهره كذلك.
يرفض الفرنسي بوديار قطعياً مماهاة العولمة
بالكوني أو العالمي أو الإنساني الشامل.
برأيه لا تناظر بين العولمة والكونية، بل إن الواحدة تقصي الأخرى، فالعولمة
هي عولمة التقنيات والسوق والسياحة، أما الكونية فهي كونية القيم وحقوق الإنسان
والحريات والثقافة والديمقراطية.
بالكوني أو العالمي أو الإنساني الشامل.
برأيه لا تناظر بين العولمة والكونية، بل إن الواحدة تقصي الأخرى، فالعولمة
هي عولمة التقنيات والسوق والسياحة، أما الكونية فهي كونية القيم وحقوق الإنسان
والحريات والثقافة والديمقراطية.
علينا ألا ننسى أيضاً النظرة المتشائمة لبوديار
في هذا السياق حين قال: “يظهر أن العولمة لا رجعة فيها، أما الكونية فهي في
طريق الزوال”، وعلينا بعد هذا توقع كيف سيكون العالم موحشاً.
في هذا السياق حين قال: “يظهر أن العولمة لا رجعة فيها، أما الكونية فهي في
طريق الزوال”، وعلينا بعد هذا توقع كيف سيكون العالم موحشاً.
نحن
نعلم أن حديثاً كثيراً دار ومازال يدور عن موت الايدولوجيا. يرد ذلك في سياق سلسلة موتات: موت الفلسفة، موت
الشعر، موت المؤلف لا بل وموت الإنسان نفسه، بحيث يغدو موت الايدولوجيا، وترجمتها
الحرفية إلى العربية تعني علم الأفكار، مجرد تحصيل حاصل، فطالما كل تلك الأمور
ماتت أو آيلة إلى الموات، فلماذا لا نعلن أيضاً موت الأيديولوجيا؟
نعلم أن حديثاً كثيراً دار ومازال يدور عن موت الايدولوجيا. يرد ذلك في سياق سلسلة موتات: موت الفلسفة، موت
الشعر، موت المؤلف لا بل وموت الإنسان نفسه، بحيث يغدو موت الايدولوجيا، وترجمتها
الحرفية إلى العربية تعني علم الأفكار، مجرد تحصيل حاصل، فطالما كل تلك الأمور
ماتت أو آيلة إلى الموات، فلماذا لا نعلن أيضاً موت الأيديولوجيا؟
أكثر الناس ترويجاُ لموت الايدولوجيا هم منظرو
العولمة، وبعض المتياسرين والمتلبرين الجدد (من كلمة ليبرالية) الذين يرددون صدى
ما يسمعون، أو يصيرون هم صداه. لكنهم إذ
يفعلون ذلك يدركون أنهم لا يلغون الايدولوجيا ولا يحفرون لها قبراً.
العولمة، وبعض المتياسرين والمتلبرين الجدد (من كلمة ليبرالية) الذين يرددون صدى
ما يسمعون، أو يصيرون هم صداه. لكنهم إذ
يفعلون ذلك يدركون أنهم لا يلغون الايدولوجيا ولا يحفرون لها قبراً.
مايفعلونه هو مصادرة ذلك النوع الرافض أو
المقاوم منها، ويحلون محلها شكلاً جديداً هو الذي دعاه صاحبنا أعلاه بـ
“الفيديولوجيا”، وهي أيديولوجية جديدة، أيديولوجية الاستهلاك ورموزه،
لكنها أشد خطراً وفاعلية من كل أنواع الايدولوجيا.
المقاوم منها، ويحلون محلها شكلاً جديداً هو الذي دعاه صاحبنا أعلاه بـ
“الفيديولوجيا”، وهي أيديولوجية جديدة، أيديولوجية الاستهلاك ورموزه،
لكنها أشد خطراً وفاعلية من كل أنواع الايدولوجيا.
ونحن هنا، إذاً، لا نجادل في فعالية هذا النوع
من الفيديولوجيا في اختراق الأذهان ومنظومات الثقافة والعادات المستقرة في
المجتمعات المختلفة، ولكنها للأسف الشديد تؤدي دوراً مستفزاً للعصبيات الثقافية
والاجتماعية.
من الفيديولوجيا في اختراق الأذهان ومنظومات الثقافة والعادات المستقرة في
المجتمعات المختلفة، ولكنها للأسف الشديد تؤدي دوراً مستفزاً للعصبيات الثقافية
والاجتماعية.
فهي
إذ تسعى لإلغاء تعدد الهويات، فإنها تطلق الأصوليات المختلفة من قماقمها، فلا نعود
إزاء عالم متعدد الثقافات والهويات المتفاعلة، المتحاورة، إنما إزاء عصبيات جريحة
خارجة عن السيطرة تريد أن تقلب السحر على الساحر.
إذ تسعى لإلغاء تعدد الهويات، فإنها تطلق الأصوليات المختلفة من قماقمها، فلا نعود
إزاء عالم متعدد الثقافات والهويات المتفاعلة، المتحاورة، إنما إزاء عصبيات جريحة
خارجة عن السيطرة تريد أن تقلب السحر على الساحر.
د.
حسن مدن