أقام المنبر التقدمي إحتفالا مميزا بيوم التضامن الاممي مع العمال والشغيلة في العالم وذلك مساء الاحد 12 مايو، جرى فيه عزف مقطوعات للفنان الراحل مجيد مرهون عزفها الفنان أحمد الغانم على آلة الفلوت والقى فيه الشاعر عبدالصمد الليث قصيدة نشيد السواعد هذا نصها
نـشـيــدُ السـواعــد….!
(لآيـــارُ الـنـضــال)
لقد غيضَ ماءُ الصمتِ في شَفةِ الحِمى
وقد فيضَ بحرُالصوتِ من ديَمِ الدِما
فقد آن للجُرحِ المُقيمِ على الأسى
بأن يعلنَ الشكوى وأن يتبرما
وأن يسرجَ الحرفُ المعذّبُ نزفََه
وأن يحملَ الهمّ المعتّق ملهمًا
وأن يصطلي من لاهبِ العشقِ خائضاً
غمارَ الأماني واثباً متقحِّما
وماذا يخاف اليوم والعمرُ مشرفٌ
على شمعةِ السبعين إرثاً ومَعلَما
أذا كان في شرخ الشباب مُوَلَّهاً
فأولى بإسعادِ السنينِ تراكُما
فما زالَ رغمَ الشيبِ يدوي شبابُه
وما زالَ عودُ القلبِ غَضّاً مُتيّما
مشوقٌ أنا يا ناسُ فيكم ومنكمُ
فكلّ نجومِ الحبِّ أنتم لها سما
فمن أرضِكم أصلي ومن أرخبيلكم
سنيناً تعلّمتُ النشيدَ مُنغَّما
وبادرني وعيُ المطارق يافعاً
لأنهلَ مِن فكرِ الحقيقةِ دائما
فكانت (جتوبُ)الحزب والبيت والرؤى
ومنهلَ إيثارٍ وما زال مُفعما
أضأنا معاً في حالكِ الدربِ قبسةً
لتطلق إصرارَ الحِذارِ وتُـفِهما
و دسّت يدُ الملحانِ في نبضِ مهجتي
فعولَ مناشيرِ الرفاقِ تكَرُّما
و حطّت على عشِّ الفؤاد نوارسٌ
فصار نشيدُ المهرجانِ مُحَتّما
فعشت يقينَ الشمسِ في جوفِ ضيمِنا
وفي موج رفضِ الكدحِ صرتُ مُعَوَّما
وكانت لنا (ألبا) الكفاحِ و صنُوها…
(نـقـابـةُ عـمـّالِ البـنــاءِ) لـتـرسما
و عاضدها في (الكهرباءِ) و(صحة)…
سواعــدُ مَـن يـبـنـونَ لـلخيـرِ عالما
وجايلتُ أيجابَ الثقاتِ ودأبَهم
وسلبَ خطاهم إذ يرون تزاحُما
ولكنهم عند الشدائدِ ثُلَّةٌ
تماهت بحبِ الأرخبيلِ تجَشُّما
فكم غالبوا قيدَ العذاباتِ واكتووا
بنارِ الرزايا والمنايا ومن رَمى
فباتوا عُطاشى والخليجُ بِمَدِّهِ
وغرثى ويغفوسارقُ القوتِ مُتخما
وأمسوا طعاماً للسياطِ وصابروا
وكم غيَّبت تلك الزنازينُ أنجما
وكم أبحرت صوبَ الوداعِ سفائنٌ
بأشرعة أنّت بفقدٍ تلاطَما
ونحوهمُ ترنو قلوبُ أحبَّةٍ
تعيش على الذكرى وتحتاج بلسما
وأبصرتُ في بعض الموانئ أرسماً
تـشـحُّ بـإيـــثـارٍ وتــدثـرُ أرســمــا
تبيع سماواتِ الحياءِ وتشتري
فتركعُ ديناراً وتسجد درهما
ومن زخرفِ القولِ القميءِ وفعلِها
تعيد صدى تـنعابهـا مـتـشائـمـا
وطوردت اللاءاتُ في كلِّ موردٍ
فجابت جهات الكونِ ظلماً ومَغرَما
ومن كمدٍ يقضي هضيمٌ ونابهٌ
ليطوي على جمرٍ وينظر مجرما
لآلئَ رباتِ البيوتِ تدوسها
سنابكُ حقدٍ لا تعاف مُحرّما
و مزّق أعشاشَ الطفولةِ صائدٌ
برصدِ ثـقوبٍ تُلقمُ الموتَ مَطعما
وفي عرسِ أقمارِ الشبيبةِ أفجعت
زغاريدَ عَبرى والصمودُ تكلَّما
وديست رموزُ الناسِ والدارِ والنُهى
و لؤلؤةٌ عادت هشيماً مُحَطّما
و بحَّ هديرُ الماءِ من خُدَعِ الصدى
بفيءٍ لنا في جيبِ أعدائنا نما
خذوا حِذركم قلنا وليس بمُسمعٍ
إذا كان من يسعى أصمّاً وأبكما
(تراءى لبعض الظامئين بقيعةٍ
سرابٌ فنادوا: ماء غوثٍ توهُّما
تراءى لهم أن الندى يملأ المدى
فقالوا:بأن الديك قد باض رُبّما
تراءت لهم من زُخرفِ القولِ طيبةٌ
فكالوا مديحاً جبَّ للحالِ مأثما
تراءى..تراءت والمصاديقُ صخرةٌ
على فعلِها المصداقِ تنكسرُ الدُمى)*
(ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً)**
كم قالها(ابن العبد طرفة)عالما
سيجلو سنا الإشراقِ ديجورَ فتنةٍ
وينسج إيلافُ القلوبِ تلاحُما
ستأتلق البحرينُ ـ بحرُ ونخلةٌ ـ
تـقـرُّ بها عينُ النهارِ وتَسلمـا
أحباي هذا يومُكم فتوحّدوا
بكم وطنٌ يزهو عزيزاً مُعَظَّما
و طوبى لمن حازَ المكارمَ صامداً
و بيومِـنا الطـبـقيِّ صارَ مُكَرَّمـا
* من قصيدتي”تراءى”
** من معلقة طرفة بن العبد
قصيدة للشاعر عبدالصمد الليث
12 مايو 2013