ولد محمد جابر صباح في العام 1931 في مدينة المحرق، كان والده يمتهن الغوص صيفا ويعمل بقية أشهر السنة بالخياطة، استقرت العائلة بحي المحطة القديمة او «ستيشن» حسب التسمية الأكثر شيوعا، وحسبما جرت العادة في ذلك الوقت أرسل الطفل إلى المطوع بناء على رغبة والده ليتلقى تعاليم القرآن الكريم، لم تكن فكرة الذهاب إلى المدرسة واردة بذهن والده الذي كان يرى وجوب أن يكتفي الطفل بتعلم قراءة القرآن، لكن الطفل كان يحلم بالمدرسة، فما أن بلغ سن السابعة حتى التحق بها سرا بتأييد من أمه، لم يطل عمر هذا السر إذ سرعان ما انكشف لكن تأييد أمه كان قادرا على إقناع الأب بابقائه في المدرسة وكان له ما أراد.
امتد نضاله السياسي لأكثر من خمسون عاماً، انخرط في العمل النضالي في خمسينات القرن المنصرم متأثراً بالمد القومي واليساري حينها وأسس عدة حركات ثورية ابتداءً بحركة الشباب العرب مروراً بحركة القوميين العرب الى ان انخرط في بداية السبعينات بجبهة التحرير الوطني البحرانية (جتوب).
برز عمله النضالي كأحد قادة انتفاضة مارس 1965 المجيدة بتسيير التظاهرات والأضرابات العمالية آنذاك ومع بداية عهد جديد بعد استقلال البحرين وكان خير صوتاً للشعب بوصوله الى قبة برلمان 1973 كأحد ممثلين كتلة الشعب الممثلة في جبهة التحرير والقوى القومية والتقدمية الى ان تم حله في العام 1975 تبعها اعتقاله في حملة الأعتقالات التي شنتها السلطة في 23 اغسطس 75 طالت العديد من نواب هذه الكتلة وقيادات الحركات المطلبية حينها. وعرك مع العديد من رفاقه المعتقلات والسجون وذاق مرارة العيش والملاحقات الأمنية.
عشق الكادحين والفقراء وعاش بينهم وواصل نضالاته وتحركاته، باستضافة اجتماعات العريضتين النخبوية والشعبية في بيته في فترة التسعينات وكان احد القياديين الفاعليين فيها لأيمانه بأحقية البحرين وشعبها بالمشاركة الشعبية وتقرير مصيره والمطالبة بإعادة الحياة النيابية وتفعيل الدستور
أسس في العام 2001 مع رفاقه في جبهة التحرير المنبر الديمقراطي التقدمي وتبوء منصب رئيس الهيئة الأستشارية الأولى.
لم يكل ولم يمل من النضال وحتى في اسوء حالاته الصحية معزز مواقف رفاقه في التقدمي بالوقوف مع قضايا الناس خاصة بعد التداعيات التي افرزتها احداث 14 فبراير 2011 وما خلفته من شهداء ومفصولين ومعتقلين ومعذبين، ويشد على ايدي رفاقه بالتمسك بخط جبهة التحرير والمناضلين السابقين الذين افنوا حياتهم وشبابهم من أجل حقوق هذا الشعب وبالأخص الكادحين والفقراء منه والذي استمد منه قوته وصلابته، متمسك بوطنيته لا يهادن ولا يساوم على حقوق شعبه.
رجل شهم وصلب كالفولاذ، كانت له مواقف وطنية لامست قلوب ومشاعر الناس في ايامه الأخيرة حتى وهو على سرير المرض.