المنشور

تصريحات المسؤولين في فساد اللحوم

من
الأرجح اننا دخلنا فصلا جديدا من فصول ازمة اللحوم.. واللحوم الفاسدة..
والنيات المبيتة والمبطنة حيال هذا الملف، مما يفتح الباب واسعا لتأويلات،
وتساؤلات شتى مقرونة بعلامات تعجب لاحدود لها.



ما نشر امس من ضبط شحنة
من اللحوم الاسترالية الفاسدة وغير الصالحة للاستهلاك الآدمي تحتوي على 267
ذبيحة، اي ما يعادل 5 أطنان امر باعث على الحيرة لاكثر من سبب، فقد وجدنا
اكثر من مصدر يتحدث عن هذا الضبط؛ تارة باسم وكيل شئون الزراعة، وتارة باسم
مصدر مسؤول بادارة شئون الزراعة، وتارة باسم ادارة الصحة العامة، وتارة
باسم نائب رئيس مجلس بلدي المحرق، القاسم المشترك في هذه التصريحات هو
الانصراف في الاتهام المسبق للشركة المستوردة الى درجة اليقين، وبدأ وكأنه
استهداف لهذه الشركة، خاصة انه في الوقت الذي ورد في تلك التصريحات بأن
«الموضوع سيحال الى النيابة العامة للتحقيق واتخاذ الاجراءات القانونية
المناسبة ومحاسبة المسؤولين»، في نفس الوقت وجدنا الاتهام والحكم المسبق
يوجه بتورط الشركة والتشهير بها وكأنها تستورد اللحوم الفاسدة عن سابق
اصرار، واذا كانت هذه الشركة كما قيل قد درجت حقا على استيراد لحوم مبردة
غير صالحة للاستهلاك، وانه تكرر ارجاع كميات من اللحوم بعد طرحها في
الاسواق نتيجة لفسادها وعدم صلاحيتها وفق لما نشر، مضافا الى ذلك بان ادارة
المحاجر والرقابة البيطرية فتحت بلاغات ضد الشركة، اذا كانت الادارة
المذكورة قد فعلت ذلك حقا في السابق، فلماذا لم يعلن عن كل بلاغ في حينه؟
وما مصير هذه البلاغات؟ وماهي النتائج التي توصلت اليها النيابة العامة؟
واين هي الشفافية في هكذا موضوع دقيق وحساس ويمس صحة الناس؟!! ولماذا لا
يترك للقانون لكي يأخذ مجراه في التثبت والتقصي وبحث كل حيثيات هذا الملف؟
وهل الشركة طرف مسؤول حقا عن تلف هذه اللحوم اثناء عمليات النقل نتيجة
التأخير في مسار استيرادها؟، فان ثمة سؤال يتلوه سؤال: واذا كانت البحرين
تستورد ما بين 2000 الى 2500 طن رأس غنم بمتوسط من 6 الى 8 شحنات في اليوم
وبمتوسط شهري نحو 250 شحنة اغنام مبردة كما اوضح رئيس الشركة، فهل ذلك
مبرر منطقي لأن توجه الاتهامات دون ضوابط ومن جهات مسسؤولة بحق شركة وطنية
اصبحت كما قال رئيسها بين المطرقة والسندان، في الوقت الذي نفترض ان هذه
الجهات على دراية بأن تأخر الشحنات، في المطارات كفيل بأن يفسد هذه
الشحنات، واخيرا لماذا يستمر وقف استيراد الاغنام الحية حتى الآن وهو الامر
الكفيل بان يوقف كل هذا اللغط حول اللحوم المبردة المستوردة؟!


نكرر
القول باننا هنا لا ندافع عن الشركة، فهي اقدر على الدفاع عن نفسها.. ولكن
جل همنا ان يتم التعاطي مع هذا الملف وكل ملف بمنطق وموضوعية واحترام لعقول
الناس.