كلما استمر التوتر السياسي دون مخارج كلما تأكد فشل القوى الفاعلة في
الحراك القائم وعجزها عن طرح البديل من الشعار والممارسة لتفكيك الأزمة على
اساس من معطيات الواقع ولإعادة الثقة في المجتمع وسحب الذرائع من قوى
الشدّ المضادة للديمقراطية بما تمثله من تخندق طائفي وضلوع في الفساد أيا
كان انتماؤها الطائفي. نخاطب هذه القوى كونها بدأت الحراك ولم تضمن إنحراف
الشعارات أو السيطرة على العنف أو تحقيق أي مطلب، بل وأعادتنا إلى شعارات
ما قبل الميثاق حول المعتقلين والمحكومين والتي تم تجاوزها بالمكاسب
الدستورية التي نقلت البلاد الى مرحلة جديدة وهو ما يصر البعض على إنكارها
ويبني خطه السياسي على هذا الإنكار فيرفع سقف المطالب ويستمر في التصعيد
وكأنه ملكَ الواقع والشارع وكل مفاتيح الدعم الداخلي والخارجي.
حين يفشل السياسيون في الارتقاء بالعمل السياسي الوطني لتوحيد الشعب وتحقيق
طموحاته المشتركة سِلماً ومن واقع المجتمع وإمكاناته وتوازن قواه والوضع
الاقليمي والدولي وبما يحقق وحدته الوطنية ويراكم إنجازاته الديمقراطية،
تتعرض هذه الانجازات الى الانتكاسة التي تتجسد اليوم في الشحن الطائفي
والشرخ الذي أصاب المجتمع، وحجم المعاناة الوطنية على المستويات كافة.
يستسهل البعض واقعنا المؤلم، ولعل الأمر قد راق لهم حيث الاصطياد في المياه
الآسنة أسهل. نخاطب هنا كل من روى أرض الوطن بفعل وطني بأي قدر وفي أي
مجال والمثقفيين والإعلاميين بوجه خاص، أن يوظفوا أقلامهم لوحدة الكلمة
وتهدئة النفوس، ومن المؤلم هذا التصادم الذي نعيشه بين ممثلي هذه الشريحة
الواعية من المجتمع وتخندقهم على ضفتي الواقع المجتمعي من وحي عقلية
الإسقاط ورفض الآخر. نحن نختلف في الطرح، وكلٌ يسعى أو يدّعي أنه يسعى
لخدمة الوطن، فلتكن إذن للكلمة الجامعة مساحة، وليكن الرأي والرأي الآخر.
كتاب ومثقفون يرفضون الحوار في مجتمعنا الذي لا يملك رصيدا غير وحدته
الوطنية، يتعاملون مع قضايا الوطن من حساسيات طائفية وفئوية ومصلحية ،
وآخرون يضعون الشروط، ويركبون المطالب الإصلاحية العامة من المنطلقات
ذاتها. هناك ما يثير الريبة من أن هناك حبل السرّ بين الطرفين رغم أنهما
يشدان في اتجاهين يبدوان متعاكسين، ولكنهما بلتقيان في النهاية بما يعبر عن
قصر نظر ولا مبالاة والرغبة في تحقيق مكاسب آنية.. ألا يمكن للمثقفين
والإعلاميين العودة الى الجوهر الإنساني المبدع الجميل والكاشف بأبعاده
التنويرية الإنسانية، بصفتهم حملة لقضايا الوطن وحقوق الإنسان وهمومه
وطموحاته ومستقبل أجياله؟
إن الدور الإنساني لحملة القلم ورؤيتهم الثاقبة تؤهلهم ليتصدوا لمهمة تصويب
الخلل الذي أصاب المجتمع، حيث عجز السياسيون المتخندقون وراء شعاراتهم
وطوائفهم وتنظيماتهم عن بلورة مواقف جديدة تسهم في إعادة الثقة في المجتمع
وتعيد الأطراف كافة إلى طاولة الحوار الوطني المنشود.
الزمن الذي نحياه اليوم يتغير وحركة المجتمع تتدفق كالسيل في العالم أجمع،
ولا بد من الاستماع الى وقع هذا الحراك الصاخب. ليس بإمكان أي جهة أو طرف
أن يقرر عن الآخرين كيفية التغيير ووقعه ومداه, التغيير ضرورة للمجتمع
والدولة، لكنه لن يتأتي إلا بالتوافق الذي يعي شروط التغيير الذاتية
والموضوعية، ويرمي إلى تعزيز مسيرة البلاد على طريق الديمقراطية والعدالة
والتحرر الاجتماعي.
الحراك القائم وعجزها عن طرح البديل من الشعار والممارسة لتفكيك الأزمة على
اساس من معطيات الواقع ولإعادة الثقة في المجتمع وسحب الذرائع من قوى
الشدّ المضادة للديمقراطية بما تمثله من تخندق طائفي وضلوع في الفساد أيا
كان انتماؤها الطائفي. نخاطب هذه القوى كونها بدأت الحراك ولم تضمن إنحراف
الشعارات أو السيطرة على العنف أو تحقيق أي مطلب، بل وأعادتنا إلى شعارات
ما قبل الميثاق حول المعتقلين والمحكومين والتي تم تجاوزها بالمكاسب
الدستورية التي نقلت البلاد الى مرحلة جديدة وهو ما يصر البعض على إنكارها
ويبني خطه السياسي على هذا الإنكار فيرفع سقف المطالب ويستمر في التصعيد
وكأنه ملكَ الواقع والشارع وكل مفاتيح الدعم الداخلي والخارجي.
حين يفشل السياسيون في الارتقاء بالعمل السياسي الوطني لتوحيد الشعب وتحقيق
طموحاته المشتركة سِلماً ومن واقع المجتمع وإمكاناته وتوازن قواه والوضع
الاقليمي والدولي وبما يحقق وحدته الوطنية ويراكم إنجازاته الديمقراطية،
تتعرض هذه الانجازات الى الانتكاسة التي تتجسد اليوم في الشحن الطائفي
والشرخ الذي أصاب المجتمع، وحجم المعاناة الوطنية على المستويات كافة.
يستسهل البعض واقعنا المؤلم، ولعل الأمر قد راق لهم حيث الاصطياد في المياه
الآسنة أسهل. نخاطب هنا كل من روى أرض الوطن بفعل وطني بأي قدر وفي أي
مجال والمثقفيين والإعلاميين بوجه خاص، أن يوظفوا أقلامهم لوحدة الكلمة
وتهدئة النفوس، ومن المؤلم هذا التصادم الذي نعيشه بين ممثلي هذه الشريحة
الواعية من المجتمع وتخندقهم على ضفتي الواقع المجتمعي من وحي عقلية
الإسقاط ورفض الآخر. نحن نختلف في الطرح، وكلٌ يسعى أو يدّعي أنه يسعى
لخدمة الوطن، فلتكن إذن للكلمة الجامعة مساحة، وليكن الرأي والرأي الآخر.
كتاب ومثقفون يرفضون الحوار في مجتمعنا الذي لا يملك رصيدا غير وحدته
الوطنية، يتعاملون مع قضايا الوطن من حساسيات طائفية وفئوية ومصلحية ،
وآخرون يضعون الشروط، ويركبون المطالب الإصلاحية العامة من المنطلقات
ذاتها. هناك ما يثير الريبة من أن هناك حبل السرّ بين الطرفين رغم أنهما
يشدان في اتجاهين يبدوان متعاكسين، ولكنهما بلتقيان في النهاية بما يعبر عن
قصر نظر ولا مبالاة والرغبة في تحقيق مكاسب آنية.. ألا يمكن للمثقفين
والإعلاميين العودة الى الجوهر الإنساني المبدع الجميل والكاشف بأبعاده
التنويرية الإنسانية، بصفتهم حملة لقضايا الوطن وحقوق الإنسان وهمومه
وطموحاته ومستقبل أجياله؟
إن الدور الإنساني لحملة القلم ورؤيتهم الثاقبة تؤهلهم ليتصدوا لمهمة تصويب
الخلل الذي أصاب المجتمع، حيث عجز السياسيون المتخندقون وراء شعاراتهم
وطوائفهم وتنظيماتهم عن بلورة مواقف جديدة تسهم في إعادة الثقة في المجتمع
وتعيد الأطراف كافة إلى طاولة الحوار الوطني المنشود.
الزمن الذي نحياه اليوم يتغير وحركة المجتمع تتدفق كالسيل في العالم أجمع،
ولا بد من الاستماع الى وقع هذا الحراك الصاخب. ليس بإمكان أي جهة أو طرف
أن يقرر عن الآخرين كيفية التغيير ووقعه ومداه, التغيير ضرورة للمجتمع
والدولة، لكنه لن يتأتي إلا بالتوافق الذي يعي شروط التغيير الذاتية
والموضوعية، ويرمي إلى تعزيز مسيرة البلاد على طريق الديمقراطية والعدالة
والتحرر الاجتماعي.