مَن ينتصر على مَن؟ هل تنتصر المعارضة على الحكومة كما صرّح بذلك
المتنبّئ الفلكي ميشال حايك، أم تنتصر الحكومة على المعارضة كما يراها
البعض حالياً منتصرة! وهل الانتصار هو المهم بعد أزمة 14 فبراير/ شباط
2011، أم الحوار والرجوع إلى طاولة التوافق الوطني الجدّي؟
إنّ
الانتصار هو في التوافق بين الاثنين مما لاشكّ فيه، فلا الحكومة منتصرة
حالياً ولا قوى المعارضة منتصرة في الساحة، لأنّ الجميع يخسر، والجميع يرى
الوطن يضعف شيئاً فشيئاً، ولابد لنا أن نضع أولوياتنا ونحسب خسائرنا من أجل
وطننا البحرين.
البعض يعوّل على بقاء الأزمة لمدّة عامين، وأنّها لن
تنتهي مادامت الحكومة مستمرّة في الانتهاكات، والبعض يرجّح استمرار الأزمة
مادامت المعارضة تعاند الحكومة في كل شيء، ونحن لا نجد المعارضة تعاند ولا
نجد الحكومة لا تحاول، فالاثنان يحاولان بشتّى الطرق للتخلّص مما يحدث
حالياً، لأنّ هذه الأزمة لا تخدم إلاّ فئةً معيّنةً يعلمها القارئ كما
يعلمها الرأي العام أجمع.
إذاً ماذا يجب علينا العمل به من أجل
الحلول المطروحة في الساحة؟ الذي يجب على الشعب فعله هو الضغط على الحكومة
والمعارضة من أجل فتح الملفّات والقضاء على الفساد، واستبقاء العدل الذي هو
أساس الاصلاح.
المواطن البحريني البسيط لا يعرف تنظيمات ولا أجندات
داخلية ولا خارجية، بل ما يطالب به إصلاحات سهلة وواضحة وصعبٌ الحصول
عليها، كرفع سقف الرواتب والقضاء على البطالة ومحاسبة المفسدين.
هذه
هي أوّل بوادر الإصلاح، ومن ثمّ نتجذّر في مشكلات وأزمات أعمق وشقّها أصعب،
كانتخاب حكومة يؤيّدها الشعب كاملاً، ووزراء غير محسوبين على هذا وذاك،
شرفاء يكلّفون بالعمل ولا يتشرّفون به، فالوزارة تكليف صعب وليست تشريفاً
كما يظنّه البعض، وعملٌ مجهدٌ قبل أن يكون منصباً وكرسياً جميلاً وسفرات
وخيرات.
انّ هناك فئة من الناس مازالت تتشدّق بالجميع، وتحمل على
عاتقها الضرب في النّاس، عن طريق القذف والسب وتوجيه التهم من غير وجه حق،
وهذه الشرذمة لابد لها من أن توقف، من أجل عدم زيادة الأضغان والأحقاد بين
نسيج المجتمع البحريني.
سواءً قام فلان أو علان من أصحاب الحسابات
الوهمية الطائفية، بكتابة النرفزات وكلمات تلو الكلمات عن بعضهم البعض وعن
الآخرين، فإنّ هذا دليل جلل على أنّهم إمّعات لا يعرفون في السياسة شيئاً،
وأولى لهم اليوم أن يقرأوا كلمات وبوادر ولي العهد سمو الامير سلمان بن حمد
آل خليفة، التي اتّفق عليها الجميع في شتى التصريحات، لأنّها بوادر جاءت
من أجل حماية البحرين، وليس هناك أدنى تشكيك في سياقها.
ولا نطلب ولا
نرجو إلاّ الصلاح والاصلاح والعدل، لأنّها قوائم ثابتة في أي مجتمع من أجل
الاستقرار والثبات والنمو، ولا ندعو المجتمع البحريني إلاّ إلى البعد عن
الترّهات والثرثرة التي لا تفيد ولا تسمن من جوع، والالتفات إلى ما يهم
أمرنا جميعاً، فليحفظ الله البحرين وشعبها وقيادتها. وجمعة مباركة.