لم
يكن بوسع الإسلاميين الأتراك الجُدد أن يحققوا ما عجزَ عنهُ قبلهم العسكر،
في أن يجعلوا من تركيا دولةً أوروبية، رغم ما بذلوه من جهود، لاجدال في
أنها كانت دؤوبة، زادها دأباً الرغبة الدفينة، لعلها الصادرة عن اللاوعي،
في إثبات أن “إسلامية” الحكم في أنقرة، لا تنفي براغماتيته، واستعداده
للذهاب بعيداً في استيفاء شروط “الأَوربة”، و”الغَرْبنة” عامة، بما في ذلك
خلع العباءة الدينية الخارجية .
يكن بوسع الإسلاميين الأتراك الجُدد أن يحققوا ما عجزَ عنهُ قبلهم العسكر،
في أن يجعلوا من تركيا دولةً أوروبية، رغم ما بذلوه من جهود، لاجدال في
أنها كانت دؤوبة، زادها دأباً الرغبة الدفينة، لعلها الصادرة عن اللاوعي،
في إثبات أن “إسلامية” الحكم في أنقرة، لا تنفي براغماتيته، واستعداده
للذهاب بعيداً في استيفاء شروط “الأَوربة”، و”الغَرْبنة” عامة، بما في ذلك
خلع العباءة الدينية الخارجية .
ماذا
كان بوسع الإسلاميين الأتراك الجُدد أن يقدموه لإثبات حسن النوايا للغرب
أكثر ما قدمهُ له، قبلهم، العساكر ببذلاتهم وقبعاتهم المصنوعة من القماشة
الغربية ذاتها: لا شيء على الإطلاق، فالعساكر، ورثة كمال أتاتورك، الذين لم
يكن لهم مالهُ من كاريزما ولم يملكوا ما ملكَ من مشروعٍ للتحديث، ضموا
تركيا إلى الناتو، لتصبح ذراعاً له في الشرق وامتداداً في سياسة معاداة
السوفييت في أوج الحرب الباردة وجبروت الاتحاد السوفييتي، يوم كانت تلويحة
من إصبع ستالين أو من حكموا الكرملين من بعده، من على شرفة ساحة العرض في
الساحة الحمراء ترعب دوائر القرار في الغرب .
كان بوسع الإسلاميين الأتراك الجُدد أن يقدموه لإثبات حسن النوايا للغرب
أكثر ما قدمهُ له، قبلهم، العساكر ببذلاتهم وقبعاتهم المصنوعة من القماشة
الغربية ذاتها: لا شيء على الإطلاق، فالعساكر، ورثة كمال أتاتورك، الذين لم
يكن لهم مالهُ من كاريزما ولم يملكوا ما ملكَ من مشروعٍ للتحديث، ضموا
تركيا إلى الناتو، لتصبح ذراعاً له في الشرق وامتداداً في سياسة معاداة
السوفييت في أوج الحرب الباردة وجبروت الاتحاد السوفييتي، يوم كانت تلويحة
من إصبع ستالين أو من حكموا الكرملين من بعده، من على شرفة ساحة العرض في
الساحة الحمراء ترعب دوائر القرار في الغرب .
ليس
من حربٍ باردة اليوم بالمعنى الذي كانت عليه، وبين تركيا والاندماج في
أوروبا برازخ، لا برزخ واحد فقط، وبخفي حنين عاد الإسلاميون الجدد الأتراك
من دأبهم على بلوغ ما حسبوه ممكناً، ومن أجله قدموا التنازلات، حتى ينالوا
مقعداً في النادي الأوروبي، فأزالوا “الماكياج” الذي لم ينطلِ على
الأوروبيين، وعادوا إلى “الأصل”، إلى الحلم الذي يداعبهم في استعادة
الامبراطورية التي من أجل تقاسم أراضيها بين القوى الاستعمارية الصاعدة
يومها قامت الحرب العالمية الأولى بعد أن أصبحت هي “رجلاً مريضاً” .
من حربٍ باردة اليوم بالمعنى الذي كانت عليه، وبين تركيا والاندماج في
أوروبا برازخ، لا برزخ واحد فقط، وبخفي حنين عاد الإسلاميون الجدد الأتراك
من دأبهم على بلوغ ما حسبوه ممكناً، ومن أجله قدموا التنازلات، حتى ينالوا
مقعداً في النادي الأوروبي، فأزالوا “الماكياج” الذي لم ينطلِ على
الأوروبيين، وعادوا إلى “الأصل”، إلى الحلم الذي يداعبهم في استعادة
الامبراطورية التي من أجل تقاسم أراضيها بين القوى الاستعمارية الصاعدة
يومها قامت الحرب العالمية الأولى بعد أن أصبحت هي “رجلاً مريضاً” .
وهكذا
بعد أن التوى العنق غرباً بلا جدوى، جاءت الاستدارة التركية الكاملة نحو
الشرق، حيث الحدود الواسعة مع العراق وسوريا وإيران . هاهنا تتشكل خريطة
جديدة في الجغرافيا السياسية، وتركيا الممزقة بين “أمجاد” الامبراطورية
المنهارة، وبين الإرث الأتاتوركي الذي حفر عميقاً في وجدان الأتراك
وثقافتهم، تريد أن تتحول لاعباً إقليمياً رئيساً في رسم هذه الخريطة،
مستفيدة من تضعضع مصر والعراق ومن حرب سوريا الداخلية، واستشراء لعبة
التجاذب المذهبي، الذي تُسعره قوى ودول مختلفة، محلية ومجاورة وأخرى وراء
البحار، ودخول العالم العربي كله في مدار التحول الذي ليس بالوسع توقع مداه
الزمني، ولا النتائج التي ستتمخض عنه .
بعد أن التوى العنق غرباً بلا جدوى، جاءت الاستدارة التركية الكاملة نحو
الشرق، حيث الحدود الواسعة مع العراق وسوريا وإيران . هاهنا تتشكل خريطة
جديدة في الجغرافيا السياسية، وتركيا الممزقة بين “أمجاد” الامبراطورية
المنهارة، وبين الإرث الأتاتوركي الذي حفر عميقاً في وجدان الأتراك
وثقافتهم، تريد أن تتحول لاعباً إقليمياً رئيساً في رسم هذه الخريطة،
مستفيدة من تضعضع مصر والعراق ومن حرب سوريا الداخلية، واستشراء لعبة
التجاذب المذهبي، الذي تُسعره قوى ودول مختلفة، محلية ومجاورة وأخرى وراء
البحار، ودخول العالم العربي كله في مدار التحول الذي ليس بالوسع توقع مداه
الزمني، ولا النتائج التي ستتمخض عنه .