التاريخ
ليس ما نشتهي أو نرغب، بل إنه ما حدث . وفي قراءة التاريخ غواية من نوعٍ
ما، لأن أحداثه محرضة على المقارنة والُممَاثلة بين الأشياء والأسماء
والوقائع، وحين يُكتب هذا التاريخ بعيداً عن الأهواء يقدم الأمور عاريةً أو
مجردةً من الحسابات التي يُروى بها الحاضر، لكن المعضلة تنشأ حين يجري
النظر إلى التاريخ بوصفه حاضراً، أي حين يجري لي عنقه ليوائم حسابات الحاضر
.
ليس ما نشتهي أو نرغب، بل إنه ما حدث . وفي قراءة التاريخ غواية من نوعٍ
ما، لأن أحداثه محرضة على المقارنة والُممَاثلة بين الأشياء والأسماء
والوقائع، وحين يُكتب هذا التاريخ بعيداً عن الأهواء يقدم الأمور عاريةً أو
مجردةً من الحسابات التي يُروى بها الحاضر، لكن المعضلة تنشأ حين يجري
النظر إلى التاريخ بوصفه حاضراً، أي حين يجري لي عنقه ليوائم حسابات الحاضر
.
مع
ذلك فإن المشتغلين على التاريخ والمنشغلين به محظوظون، إذا ما كانوا
شغوفين بعملهم أو مأخوذين به، ذلك أن هذا الشغف يمنحهم فرصة ثمينة لرؤية
جذور الوقائع ومسبباتها وبواعثها الأصلية، والتيقن من أن الحياة في حالة
حركة لا في حالة سكون .
ذلك فإن المشتغلين على التاريخ والمنشغلين به محظوظون، إذا ما كانوا
شغوفين بعملهم أو مأخوذين به، ذلك أن هذا الشغف يمنحهم فرصة ثمينة لرؤية
جذور الوقائع ومسبباتها وبواعثها الأصلية، والتيقن من أن الحياة في حالة
حركة لا في حالة سكون .
الحدث
الآني، أو الراهن، حين تنظر إليه معزولاً عن سياقه التاريخي يبدو لحظة
ساكنة، جامدة، لكنه في سياق التاريخ يبدو متحركاً له ماضٍ مثلما له مستقبل .
الآني، أو الراهن، حين تنظر إليه معزولاً عن سياقه التاريخي يبدو لحظة
ساكنة، جامدة، لكنه في سياق التاريخ يبدو متحركاً له ماضٍ مثلما له مستقبل .
علامة
الباحث الجاد في العلوم الاجتماعية على تنوع فروعها هي إحاطته بمحطات
التاريخ، على الأقل الأساسية والفاصلة منها، فهذا يُعينه على اكتساب
المَلكَة المنهجية في البحث، هي تلك التي يمكن أن ندعوها الوعي التاريخي .
الباحث الجاد في العلوم الاجتماعية على تنوع فروعها هي إحاطته بمحطات
التاريخ، على الأقل الأساسية والفاصلة منها، فهذا يُعينه على اكتساب
المَلكَة المنهجية في البحث، هي تلك التي يمكن أن ندعوها الوعي التاريخي .
هناك
صلة وطيدة بين التاريخ والسيرة الذاتية أو المذكرات، آتية، بدرجةٍ أولى،
من أن الحقل الذي تعالجه هذه المذكرات أو السير هو نفسه الحقل الذي يبحثه
المؤرخ، والفارق الأساس هو أن المؤرخ راصد ومحلل للواقعة التاريخية، أما
كاتب السيرة الذاتية فانه ليس مجرد راوٍ للتاريخ، إنما هو صانع، أو شريك في
صنع هذه الوقائع .
صلة وطيدة بين التاريخ والسيرة الذاتية أو المذكرات، آتية، بدرجةٍ أولى،
من أن الحقل الذي تعالجه هذه المذكرات أو السير هو نفسه الحقل الذي يبحثه
المؤرخ، والفارق الأساس هو أن المؤرخ راصد ومحلل للواقعة التاريخية، أما
كاتب السيرة الذاتية فانه ليس مجرد راوٍ للتاريخ، إنما هو صانع، أو شريك في
صنع هذه الوقائع .
وهذا
الأخير إذ يقدم المادة التاريخية الخام التي يمكن أن يعود إليها المؤرخ
والباحث والمهتم، فإنه غالباً ما يعمقها بآرائه واجتهاداته التي تُشكل
جزءاً من التقييم الموضوعي للحدث، لأنها تمنح المؤرخ تصوراً عن الطريقة
التي يفكر بها صاحب المذكرات .
الأخير إذ يقدم المادة التاريخية الخام التي يمكن أن يعود إليها المؤرخ
والباحث والمهتم، فإنه غالباً ما يعمقها بآرائه واجتهاداته التي تُشكل
جزءاً من التقييم الموضوعي للحدث، لأنها تمنح المؤرخ تصوراً عن الطريقة
التي يفكر بها صاحب المذكرات .
كي
نفهم الحاضر جيداً علينا أن نفهم التاريخ، والسير الذاتية أداة من أدوات
هذا الفهم، لكن للأسف فإن غالبية الساسة والمفكرين وصناع القرار العرب لم
يتركوا لنا مذكرات تعين في فهم هذا التاريخ، إما لأن الموت يعاجلهم، أو أنهم في نهايات حياتهم يؤثرون الانزواء والعزلة، ويصاحب ذلك تكتم على حياتهم وأدوارهم .
نفهم الحاضر جيداً علينا أن نفهم التاريخ، والسير الذاتية أداة من أدوات
هذا الفهم، لكن للأسف فإن غالبية الساسة والمفكرين وصناع القرار العرب لم
يتركوا لنا مذكرات تعين في فهم هذا التاريخ، إما لأن الموت يعاجلهم، أو أنهم في نهايات حياتهم يؤثرون الانزواء والعزلة، ويصاحب ذلك تكتم على حياتهم وأدوارهم .
يبدو ذلك مفهوماً لأن مجتمعاتنا لم تتدرب بعد على قول وقبول الفكرة حرة من الرتوش، أو من المونتاج، وتفضلها مُزَوقة أو مبتورة .