وقف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس في برلمان ويستمنستر وقال
للجميع «أنا آسف بعمق للمظالم التي عانت منها أسر ضحايا هيلزبورو على مدى
23 سنة». بهذه الكلمات المتواضعة اعتذر رئيس الوزراء البريطاني لأسر 96
شخصاً من مشجعي كرة القدم الذين ماتوا بعد حادثة وقعت في ملعب كرة قدم في
مدينة شيفيلد في بريطانيا العام 1989 (المباراة كانت بين فريقي ليفربول
ونوتنجهام فورست).
حينها كانت الشرطة البريطانية قد ألقت اللوم على
جمهور المشجعين، وقالت إن تدافعهم على الأبواب، وعدم شراء بعضهم للتذاكر،
بينما كان عدد غير قليل منهم سكارى، قد أدى إلى وفاتهم. هذا الكلام الجارح
لم تقبله أسر الضحايا الذين طالبوا بتحقيق مستقل، وهذا التحقيق انتهى أمس
وقدم تقريره الرسمي إلى الحكومة.
كاميرون لم يرفض النتيجة وسارع أمس
إلى تقديم اعتذار الحكومة الرسمي لضحايا أسوأ كارثة رياضية في تاريخ
بريطانيا، وأشار إلى عمق أسفه لوفاة مشجعي فريق ليفربول في استاد هيلزبورو،
ووافق على جميع نتائج لجنة التحقيق التي استعرضت جميع الوثائق وخلصت إلى
أن الشرطة كانت السبب في وقوع الكارثة.
اعتذار رئيس الوزراء
البريطاني سيفتح الباب للتعويضات، وسيفتح الباب لمحاسبة الشرطة وجهات عدة،
وخصوصاً أن عوائل الضحايا ستحصل على وثائق رسمية لم يكشف عنها سابقاً، وهي
تشير إلى أن الشرطة فعلاً قامت بتحويل المسئولية عن الكارثة على الضحايا
ولطخت سمعتهم، وادّعت أن العديد منهم كانوا في حالة سكر. كاميرون قال أمس،
إن الأدلة الجديدة أوضحت أن عائلات الضحايا تعرضوا لظلم مزدوج، ظلم من
الأحداث المروعة وفشل الدولة في حمايتهم، وظلم من الحط بسمعة من مات منهم
عبر إلقاء اللوم عليهم.
هذه واحدة من عشرات لجان التحقيق التي تشكل
باستمرار في بريطانيا والدول المتقدمة حول مختلف القضايا الحساسة، وتنتهي
إلى نتائج معينة، وتقوم الحكومة بالإعلان عن قبولها النتائج وتسارع إلى
تنفيذها، وهي بذلك تغلق صفحة مملوءة بالآلام وتفتح صفحة جديدة لمستقبل
أفضل.
بحرينيّاً، كان بإمكاننا أن نتعامل مع نتائج لجنة تقصي الحقائق
(لجنة بسيوني) بنفس الطريقة، ولو فعلنا ذلك لكُنّا قد أغلقنا صفحات من
الآلام، ولكُنّا قد فتحنا صفحة جديدة على المستقبل.