بمشاركة
جمعيات سياسية وشخصيات وطنية من بلدان الخليج والجزيرة العربية ومن
البحرين، أقامت جمعية «وعد» حفلاً تأبينياً للقائد الوطني الراحل عبدالرحمن
النعيمي في الذكرى السنوية الأولى لرحيله، بعد أن قضى أربع سنوات في غفوته
التي طالت بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء الوطني والتضحية، في صنع الوعي
الوطني وفي المطالبة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم، في المراحل
العمرية المختلفة التي كرسها للعمل النضالي الذي سار عليه طويلاً, هو
وأحمد الذوادي وآخرون من أولئك الرجال والنساء الذين قُدت إرادتهم وعزائمهم
من فولاذ, فكانوا, في أقسى المصائر التي عبرها هذا الوطن, يُربون الأمل في
النفوس, لكي تكون البحرين التي أحبوها ويحبونها أجمل وأزهى, وليكون شعبها
حراً سعيداً.
نفتقد عبدالرحمن النعيمي اليوم, حيث يغيب صهيل الخيول الجامحة نحو المجد,
ويعلو فحيح أفاعي الفتن الطائفية والمذهبية, المتربصة شراً بهذا الوطن,
التي تريد لنا العودة القهقرى, ومصادرة المنجز الوطني التوحيدي للشعب الذي
صنعه قادة الشعب منذ هيئة الاتحاد الوطني, ومنذ إضرابات العمال في شركة
«أكمي» مطالع الخمسينات يقودها حسن نظام وعلي مدان ورفاقهما. ومنذ الخلايا
السرية الأولى في المنامة والمحرق والقرى, تطبع منشورات الحرية والخبز,
وتوزعها في أرجاء الوطن المفعم بالتوق للمستقبل يوم كانت بواكير الفكر
التقدمي تعبد طريق الحرية والأمل في البحرين, مروراً بانتفاضة مارس 1965,
مروراً بالصعود التقدمي الديمقراطي بين السبعينات والثمانينات الذي كان
أبوأمل أحد قادته البارزين وأحد أعمدته الصلبة في وجه آلة القمع.
في منافيه الطويلة التي دامت عقوداً بين الإمارات وعدن ودمشق وسواها من
مدن, كان النعيمي أقرب إلى الوطن ونبض الشارع فيه من الكثير من المقيمين
فيه، وكان أحد صناع ما يدور من أحداث وهو في البعد. وحين أطلق عاهل البلاد
مشروع الإصلاح الذي أتاح للمناضلين المنفيين العودة للوطن, عاد أبوأمل
حاملاً معه الأمل في أن تكون هذه لحظة قطع مع الماضي المثقل بالآلام
والأحزان, صعوداً إلى الأمام.
من أجل ذلك عمل أبوأمل, ومن أجل ذلك عمل أحمد الذوادي وكل رفاقهما الذين
عادوا من المنافي أو أولئك الذين تحرروا من عبء العمل السري, لينقلوا إلى
العلنية القضايا التي أفنوا في سبيلها زهرات شبابهم, وكابدوا من أجلها
أهوال السجون والمعتقلات والمنافي.
لن تكتب يوميات السنوات المفعمة بالأمل التي تلت التصويت على ميثاق العمل
الوطني, دون الوقوف على الدور المحوري الذي كان لعبدالرحمن النعيمي ولأحمد
الذوادي وأحمد الشملان وللتيار الوطني الديمقراطي في التأسيس لاستحقاقات
المرحلة الجديدة, وصوغ أشكال التعاطي مع مستجداتها. وليس أمراً غير ذي مغزى
أن التيار الديمقراطي بالذات كان أول من شكل الجمعيات السياسية, لأنه يقف
على أرض صلبة شكلها التراث الكفاحي العريق الممتد الذي يستند عليه هذا
التيار. عبدالرحمن النعيمي الذي رحل يظل حاضراً في كل الخطى في الأذهان
والأفئدة، بعطائه وإرادته ومنجزاته لشعبه ولوطنه, اليوم وغداً.
جمعيات سياسية وشخصيات وطنية من بلدان الخليج والجزيرة العربية ومن
البحرين، أقامت جمعية «وعد» حفلاً تأبينياً للقائد الوطني الراحل عبدالرحمن
النعيمي في الذكرى السنوية الأولى لرحيله، بعد أن قضى أربع سنوات في غفوته
التي طالت بعد حياة حافلة بالعمل والعطاء الوطني والتضحية، في صنع الوعي
الوطني وفي المطالبة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتقدم، في المراحل
العمرية المختلفة التي كرسها للعمل النضالي الذي سار عليه طويلاً, هو
وأحمد الذوادي وآخرون من أولئك الرجال والنساء الذين قُدت إرادتهم وعزائمهم
من فولاذ, فكانوا, في أقسى المصائر التي عبرها هذا الوطن, يُربون الأمل في
النفوس, لكي تكون البحرين التي أحبوها ويحبونها أجمل وأزهى, وليكون شعبها
حراً سعيداً.
نفتقد عبدالرحمن النعيمي اليوم, حيث يغيب صهيل الخيول الجامحة نحو المجد,
ويعلو فحيح أفاعي الفتن الطائفية والمذهبية, المتربصة شراً بهذا الوطن,
التي تريد لنا العودة القهقرى, ومصادرة المنجز الوطني التوحيدي للشعب الذي
صنعه قادة الشعب منذ هيئة الاتحاد الوطني, ومنذ إضرابات العمال في شركة
«أكمي» مطالع الخمسينات يقودها حسن نظام وعلي مدان ورفاقهما. ومنذ الخلايا
السرية الأولى في المنامة والمحرق والقرى, تطبع منشورات الحرية والخبز,
وتوزعها في أرجاء الوطن المفعم بالتوق للمستقبل يوم كانت بواكير الفكر
التقدمي تعبد طريق الحرية والأمل في البحرين, مروراً بانتفاضة مارس 1965,
مروراً بالصعود التقدمي الديمقراطي بين السبعينات والثمانينات الذي كان
أبوأمل أحد قادته البارزين وأحد أعمدته الصلبة في وجه آلة القمع.
في منافيه الطويلة التي دامت عقوداً بين الإمارات وعدن ودمشق وسواها من
مدن, كان النعيمي أقرب إلى الوطن ونبض الشارع فيه من الكثير من المقيمين
فيه، وكان أحد صناع ما يدور من أحداث وهو في البعد. وحين أطلق عاهل البلاد
مشروع الإصلاح الذي أتاح للمناضلين المنفيين العودة للوطن, عاد أبوأمل
حاملاً معه الأمل في أن تكون هذه لحظة قطع مع الماضي المثقل بالآلام
والأحزان, صعوداً إلى الأمام.
من أجل ذلك عمل أبوأمل, ومن أجل ذلك عمل أحمد الذوادي وكل رفاقهما الذين
عادوا من المنافي أو أولئك الذين تحرروا من عبء العمل السري, لينقلوا إلى
العلنية القضايا التي أفنوا في سبيلها زهرات شبابهم, وكابدوا من أجلها
أهوال السجون والمعتقلات والمنافي.
لن تكتب يوميات السنوات المفعمة بالأمل التي تلت التصويت على ميثاق العمل
الوطني, دون الوقوف على الدور المحوري الذي كان لعبدالرحمن النعيمي ولأحمد
الذوادي وأحمد الشملان وللتيار الوطني الديمقراطي في التأسيس لاستحقاقات
المرحلة الجديدة, وصوغ أشكال التعاطي مع مستجداتها. وليس أمراً غير ذي مغزى
أن التيار الديمقراطي بالذات كان أول من شكل الجمعيات السياسية, لأنه يقف
على أرض صلبة شكلها التراث الكفاحي العريق الممتد الذي يستند عليه هذا
التيار. عبدالرحمن النعيمي الذي رحل يظل حاضراً في كل الخطى في الأذهان
والأفئدة، بعطائه وإرادته ومنجزاته لشعبه ولوطنه, اليوم وغداً.