«قلب الأحمق في فمه، وفم الحكيم في قلبه»! حكمة تحتاج إلى تمعّن وإلى
عقول تفقه ما وراءها، فقلب الأحمق في فمه، لأنّه كثير الثرثرة قليل
التفكير، تخرج الكلمات منه من دون أن تُحسب في ميزانه، حتى إذا اشتعلت
النار، قال: يا ليت فمي كان في قلبي، فأصبحُ حكيماً أسمعُ وانتبه وأعقلُ
قبل أن أصيب أحداً.
الوجيه الشيخ «ش.د» زاد حمقاً في حسابه على موقع
التواصل «تويتر»، إذ لم ينتبه إلى قوّة الكلمة وخطورتها أمام العالم، بل
ألقاها جزافاً، ولا نعلم نيّته، فقد تكون لكسب الحسنات، لأنّ باعتقاده أن
«الرافضة» لن يدخلوا الجنّة، وقد تكون زيادة رقعة قارئيه، لأنّ المنطقة
مشتعلة بالكره والحقد والبغضاء.
لابد له أن يعي هذا وغيره من
المؤجّجين، بأنّ الحكمة هي أساس الخلق، وكانت من ضمن المبادئ التي اشتهر
بها «لقمان»، وهي لا تتأتّى عند الثرثارين بل تدخل قلوب الحكماء، الذين
يفقهون قبل أن تفتح الأفواه بما سيتحدّثون به.
للأسف هناك من عوّل
على كلام الشيخ بأنّ «الخطر الصفوي» هو ما دعاه إلى ذلك، ومهما برّر
المغرضون فإنّهم لا يستطيعون التصدّي للعقول النيّرة التي تعقل بقلبها قبل
أي شيء، وما يخالف قانون البشرية لا تجده عندها بمثقال!
وهناك من
دافع عنه لغرض خبيث في نفسه، فإمّا علّق على شكل من عارض «ش.د»، وهذا
بالطبع حيلة الضعيف عندما يلتفت إلى نقد المرسِل ولا يلتفت إلى نقد
الرسالة، فيشخصن القضايا، جهلاً منه وظنّا بأنّها مدعاة إلى غضب المرسِل،
وهيهات يغضب المرسِل أو يرد الصاع صاعين، إذا كانت نيّته الرسالة لا
المرسل.
قيل عن أحد المدافعين عن «ش.د» ممّن استمات غيظاً، حتى وجدنا
العرق يتصبّب عبر تغريداته، بأنّه «بو كحلة»، ونحن لا نرضى على الأخ «بو
كحلة» ولا غيره، بأنّ يتم وصمهم على أساس أشكالهم أو شخوصهم، فما يهمّنا هي
الرسالة فقط، وما يقومون به في وضح النهار أو حلك الليل، ما هي إلاّ أمور
تخصّهم، بينهم وبين ربّهم لا شأن لنا بها، ولكن شأننا التصدّي لتغريداتهم
المدمّرة لوطننا.
ندعو الجميع إلى الانتباه من خطورة ما كتبه السيد
«ش.د»، وأثره على المجتمع البحريني، ووجب على من لديه الأمر الرد والرفض
المطلق على دعاة التضليل وناشري الكراهية والفتن في بحريننا، إذ إنّ الفتنة
لا تخمدها إلاّ القلوب النظيفة النيّرة، وليست الخبيثة المظلمة.
لنتمعّن
جيداً في الحكمة التي كتبناها آنفاً، فهي مهمّة جداً لمن يثرثر ويقلب
الموازين، ويستخف بعقائد الناس وبأصولهم، ويحاول أن يشتريها بماله، ونحن في
النهاية لسنا أفضل من أحد، بل إنّنا نحاول أن نكون بشراً نخطئ ونصيب
ونستغفر. إنها حال الدنيا التي لا حال لها اليوم في ظل المتأسلمين، الذين
لا يفقهون من دينهم إلا القشور، ومحاربة من لا يناسب فكرهم الرديء.
مريم الشروقي
صحيفة الوسط البحرينية