في نظر البعض أصبح أعضاء الوفد الأهلي البحريني الذي شارك في جلسات الاستعراض الدوري الشامل للبحرين في جنيف أبطالاً استطاعوا أن يقنعوا العالم بعدالة قضية شعبهم، فيما وصفهم البعض الآخر بالخونة الذين لم يترددوا في بيع وطنهم حينما شوّهوا سمعته.
وبسبب الموقف الضعيف الذي أبداه الوفد الرسمي، وعدم قدرته على الدفاع عن الإجراءات التي اتخذتها الدولة بعد الأحداث الأخيرة من اعتقال المئات من الناشطين السياسيين وتسريح الآلاف من أعمالهم واستهداف طائفة بأكملها، أدانت جميع دول العالم هذه الإجراءات وطالبت الحكومة البحرينية بإجراء إصلاحات سياسية حقيقية، والبدء بحوار وطني مع القوى المعارضة وتنفيذ توصيات اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق.
بالطبع فإن مثل هذا الأمر لم يرضِ من كان يدافع باستماتةٍ لا مثيل لها عن جميع الانتهاكات التي حدثت، ومازال يطالب بالمزيد منها!
بعد جلسة تقديم التقرير الرسمي ومناقشة أسئلة واقتراحات وتوصيات الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان، والتي أفضت إلى تقديم الدول 176 توصية، تعرّض الوفد الأهلي إلى «هجوم منظم في حملة صحافية وإلكترونية في مجموعة من الصحف اليومية وفي المواقع الإلكترونية، وصفتهم بالخونة والعملاء وحرضت ضدهم أجهزة الدولة، وطالبت بمحاكمتهم والتصدي لهم وسلب حرياتهم».
الخائن الأكبر بالنسبة لمن شنّ هذه الحملة هو رئيس جمعية الشفافية البحرينية حيث تم وصفه بأبشع الصفات، هذا الخائن الذي قضى أكثر من نصف حياته في المنافي، لا بسبب جريمةٍ ارتكبها أو اختلاسٍ لأموال كانت لغيره، وإنّما بسبب آرائه السياسية ودفاعه عن حق أبناء البحرين في أن يعيشوا حياة أكثر عدالة وديمقراطية، وأن يكون لهم صوتٌ في إدارة بلدهم بحيث يكون الوطن للجميع لا لجماعةٍ متمصلحةٍ على حساب الجميع.
هذا المتهم بالخيانة كان يعيش في منفاه في دمشق في شقةٍ صغيرةٍ وبسيطة زرته فيها العام 1986 قبل التحاقي بالدراسة الجامعية في موسكو، وحين عاد إلى الوطن بعد غربةٍ طويلةٍ مع تدشين المشروع الإصلاحي، أمرت له الدولة بفيلا فخمة كباقي القادة السياسيين المنفيين، ولكنه رفض هذه «الهدية السخية» قبل أن يحلّ ملف جميع المنفيين من الوطن، الذين تم نفيهم في سبعينيات وثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
هذا الخائن الذي تشن ضده الحملات الإعلامية طالبةً محاكمته، رفض أي امتياز له على حساب الآخرين.
في العام 2009 وبعد ما يقارب 8 سنوات على رجوعه البحرين، كان عبدالنبي العكري يقف أمامي في الخيمة التي نصبت أمام مشروع الشاخورة الإسكاني ليتسلّم البيت الحكومي في إسكان الشاخورة حاله كحال أي مواطن بعد أن جاء دوره في الأحقية في الحصول على بيت إسكان من الدولة.
هذا هو الخائن، في حين أن «الوطنيين الصادقين»، «يتقاتلون على الفتات ويسقط بعضهم بعضاً ويتآمر بعضهم على البعض الآخر من أجل الحصول على المغانم والعطايا»، كما اعترف أحد رؤساء الجمعيات السياسية في عموده اليومي في إحدى الصحف المحلية قبل أيام.
صحيفة الوسط البحرينية – 01 يونيو 2012م