علينا ان نلاحظ ان مملكة البحرين سوف تستضيف خلال الايام المقبلة وعلى التوالي حدثين مهمين اقليمي وعالمي محورهما ريادة الاعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. الحدث الاول تطرقنا اليه امس، وهو يتمثل في منتدى مستقبل رواد الاعمال بدول مجلس التعاون الخليجي ويعقد يومي 30-31 الجاري ومن بين ما سيناقشه هذا المنتدى وهو الاول من نوعه، جملة من القضايا التي تتصل اجمالا بواقع ومستقبل ريادة الاعمال في ظل تحديات اقتصادية تستوجب البحث في كل ما يساعد على ترسيخ مفهوم ريادة الاعمال وتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من مواجهة المعوقات التي تواجهها.
اما الحدث الثاني فهو المتمثل في المنتدى العالمي رواد اعمال الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وسيقام يومي 27-28 مايو الجاري. هذا المنتدى كما اعلن هو ايضا الاول من نوعه المخصص لدعم تنمية ريادة الاعمال داخل تلك الشركات والمؤسسات، وتشجيع ثقافة روح المبادرة والوقوف على افضل السبل لادارة ولتشجيع المواهب ودعم تطوير الافكار والمشاريع الجديدة، بجانب مساعدة الافراد ضمن الشركات الكبيرة والشركات الصغيرة والمتوسطة على فهم افضل لكيفية زيادة معرفتهم العميقة في الصناعة وفهمهم لفجوات العمل داخل القطاعات التي يعملون فيها لخلق مشاريع وشركات تجارية مربحة وجديدة.
اذن فان ريادة الاعمال هي القاسم المشترك في الحدثين المذكورين، بل ان مفهوم ريادة الاعمال بات خاصة في السنوات الاخيرة متداولا على نطاق واسع محليا واقليميا وعالميا، والى جانب ان هذا المفهوم وكل ما يدخل في سياقه اصبح متصدرا اعمال الكثير من المؤتمرات والمنتديات والاجتماعات والسياسات والتوجهات والرؤى الاقتصادية، كما وجدنا مطبوعات وجمعيات وصناديق ومراكز ومعاهد تعنى بريادة الاعمال ودعم رواد الاعمال للانطلاق بمشاريع واعدة وتشجيعهم على اقتناص فرص استثمارية في قطاعات وانشطة عديدة.
هناك من يرى بان الظروف والاوضاع الاقتصادية اطلقت العنان لروح ريادية جديدة في المنطقة، وان الاجواء الراهنة فرضت فرصة لتبني الطرق المثلى لتشجيع ريادة الاعمال ولاسيما في ظل تحديات سوق العمل والمساعي لتوفير فرص عمل للمواطنين وتحقيق النمو الاقتصادي والاستقرار الاجتماعي. المأمول من منتدى مستقبل رواد الاعمال بدول مجلس التعاون الخليجي، وقبله المنتدى العالمي لريادة اعمال الشركات ان يخرجا برؤى وافكار وبرامج ومشاريع جديدة ومبتكرة توفر المزيد من متطلبات النجاح والنمو لمفهوم ريادة الاعمال في البحرين والمنطقة وتدفع الى تبني استراتيجية وطنية واضحة المعالم والاهداف والآليات والمنطلقات والمدى الزمني وتشجيع على المزيد من النمو والانجاز لرواد الاعمال وتوسيع قاعدتهم خدمة للتنمية والتطور الاقتصادي.
23 مايو 2012
ريادة الأعمال مجددًا
ربما غاب عنا ونحن نتحدث عن رواد الاعمال ان نتناول بالاشارة والتنويه الى المؤتمر الدولي لرواد الاعمال الذى تقيمه اليوم جمعية رواد الاعمال العالمية وهي الجمعية التي تضم 8000 عضو من رواد الاعمال الذين يبلغ مجموع ايرادات شركاتهم نحو 138 مليار دولار.
رئيس فرع الجمعية بالبحرين صرح بأن اقامة المؤتمر في البحرين يشكل فرصة لتنمية وتطوير الاعمال وتعزيز الشراكات التجارية والاقتصادية، وان مشاركة اكثر من 275 رائد اعمال من جميع انحاء العالم هو فرصة لتبادل الخبرات والتجارب والمعارف والشراكات والتحالفات.
اذن هذا الحدث، والحدثان الآخران الاقليمي والدولي اللذان تطرقنا اليهما بالامس يعكس حراكا مكثفا يفترض ان يكون نوعيا يخدم تنامي مفهوم ريادة الاعمال في البحرين والمنطقة، وهو المفهوم الذى اصبح محط اهتمام المؤسسات الحكومية وشركات الاعمال والاوساط الاقتصادية والمجتمعية.
العالم الاقتصادي شومبيتر عرف الريادي بانه ذلك الشخص الذى لديه الارادة والقدرة لتحويل فكرة جيدة او اختراع جديد الى ابتكار ومشروع ناجح، ويرى ان وجود قوى الريادة في الاسواق والصناعات المختلفة وفي أوساط المؤسسات التعليمية والمجتمع ينشئ نماذج عمل خلاقة تخدم التنمية والاقتصاد والمواطن. ربما من هذه الزاوية، ننظر الى الحراك الراهن البالغ الاهمية في التوقيت، ونوعية المشاركين، وطبيعة الموضوعات والقضايا المطروحة للتداول في الفعاليات الثلاث المشار اليها، ولكن يبقى الأمر الأهم الذى لا بد من التأكيد عليه، هو مخرجات هذه الفعاليات، هذا هو المحك لقياس نجاح اي من تلك الفعاليات او غيرها ممن تبحث في قضايا ريادة الأعمال، ليس مطلوبا الخروج بتوصيات، مجرد توصيات وكلام مكرر عن رواد الاعمال ودورهم في التنمية والاقتصاد وما الى ذلك، بل المطلوب مبادرات ومشاريع وبرامج يعلن عنها، ويلتزم بها تخدم الريادة في مجتمعنا البحريني وتفتح لها آفاقا جديدة من العمل والتميز والابتكار للشباب البحريني في مؤسساتهم الصغيرة والمتوسطة وفتح فرص عمل جديدة.
24 مايو 2012