يبدو ان سلطنة عمان بعد اختيارها عاصمة للسياحة العربية لعام 2012 بدأت في تنفيذ جدول من الفعاليات والتسهيلات التي تشجع السياح من مختلف الدول على وضع السلطنة ضمن قائمة اهتماماتهم وبرامجهم السياحية.
في سياق التنمية السياحية قامت السلطنة بتخفيض تكاليف التأشيرات السياحية، وقدمت شركة طيران عمان عروضا مميزة للمسافرين على متن خطوط شبكتها الدولية، واطلقت منتجعات وفنادق اسعارا خاصة بشكل كبير لفصل الصيف، ونظمت معرضا عنوانه «اكتشف وعش التجربة» روّج وسوّق لابرز وجهات السياح الراغبين بقضاء العطلات والعائلات والمجموعات السياحية والافراد في ربوع السلطنة وبالاخص في مناطق وادي بن خالد وجبل شمس والجبل الاخضر وشواطئ المنطقة الشرقية وجزيرة مصيرة وصلالة، ونظمت فعاليات ثقافية وفنية.
مسقط بحسب المنظمة العربية للتنمية السياحية، والعديد من الاوساط والدوائر ذات الصلة حققت كل المعايير التي تتطلب اي مدينة ان تفوز بلقب عاصمة السياحة من امن واستقرار وتنمية متطورة، ومنتوج سياحي متنوع، وبيئة طبيعية واسعة وغنية، وارث حضاري وتاريخي عميق وشعب ودود.
وهي المقومات التي اهلت مسقط لما اسمته العديد من الاوساط المعنية بالشأن السياحي بالاختيار المستحق الذي من شأنه ان يجعل مسقط لها مكانة على خارطة السياحة العربية.
ما ينبغي ملاحظته ونحن نتابع احتفاء مسقط كعاصمة للسياحة العربية، هو روح الفريق الواحد للاجهزة الحكومية في الترويج والتسهيل والخدمات لاستشعار هذه الاجهزة باهمية انجاح هذه المناسبة، اقتناعا بمردودها الآني والمستقبلي على الدولة والمجتمع والاقتصاد. والى جانب ذلك علينا ملاحطة ان المجتمع العماني هو مرحب، بل داعم ومساند لكل ما ينهض بواقع السياحة واستدامة التنمية السياحية في عمان ولم نسمع ان ثمة اعتراضات على اي من الفعاليات وتلبيسها لباس الدين او السياسة.
ومادامت المنامة تستعد لتكون عاصمة السياحة العربية في العام المقبل فاننا نتمنى النظر الى التجربة العمانية، وكل تجربة متقدمة التي تستنزفها الجهود في اطار تكاملي فاعل ومؤثر وايجابي، بعيدا عن الحساسيات والحسابات الضيقة ايا كان نوعها ودوافعها.