كثير من اصحاب الأعمال، ومعهم العديد من الاوساط والدوائر المعنية بالشأن الاقتصادي اجمعوا على اهمية هذا الحدث العالمي الذي تستضيفه البحرين هذه الايام، والمتمثل في سباقات الفورمولا 1 وهو الحدث الذي ذكر بانه يعتبر ثالث اضخم حدث رياضي على مستوى العالم.
تلك الاطراف اجمعت على العوائد الايجابية الكبيرة التي ستعود على الاقتصاد الوطني، وتبعا لذلك فان هذه العوائد والمردودات لن تقتصر على القطاع السياحي بما يتبعه من اشغال المطاعم والفنادق والشقق الفندقية فحسب، بل ستمتد الى قطاع الخدمات بمكوناته المختلفة من اتصالات ومواصلات وتأجير وتموين وشحن وتجارة تجزئة ومجمعات تجارية …. الخ ، بجانب استفادة القطاعات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية الاخرى، وهو الامر الذي اكد عليه العديد ممن يمثلون تلك القطاعات في التصريحات التي نشرناها لهم في هذا الملحق الاقتصادي وفي الصحف الزميلة الاخرى.
العوائد الاجمالية المتوقعة والمعلنة لهذا الحدث العالمي المباشرة وغير المباشرة قدرت بما يتراوح من 220 الى 400 مليون دولار، فيما ذهبت بعض التقديرات الى انها قد تصل الى 500 مليون دولار.
يبقى مهما التأكيد على امرين، الاول انجاح هذا الحدث الذي يجعل البحرين في دائرة الاهتمام الاعلامي على المستوى العالمي واستثمار تدفق الزوار واصحاب الاعمال والمستثمرين من مختلف الدول بما يحقق اقصى استفادة ممكنة للترويج لبيئة الاعمال في البلاد وتعميم واقتناص هذه الاستفادة لتشمل اوسع القطاعات في سبيل انعاش اوضاع هذه القطاعات والحركة التجارية.
اما الامر الثاني فهو يتمثل في التأكيد على ضرورة بلورة رؤية او خطة استراتيجية تترجم الاهتمام الجدي باقتصاديات الفعاليات الدولية من سباقات ومعارض ومؤتمرات ومهرجانات واجتماعات، وتفعّل كل اوجه التعاون والتنسيق وتكامل الجهود بين مختلف الوزارات والاجهزة الرسمية وغيرها لبلوغ اقصى درجات النجاح لهذه الفعاليات ولتعزيز تنافسية البحرين في هذا المجال، من حيث الادارة التنظيم والمشاركة والترويج وتحقيق العوائد المرجوة والمردودات الايجابية على حركة التجارة والاقتصاد، وطالما نحن مقبلون على مشروع مهم سيعطي دفعة قوية لصناعة المعارض والمؤتمرات ويرفع من جاهزية وتنافسية البحرين في هذا المجال هو الذي يتمثل في انشاء مدينة المعارض والمؤتمرات، يفوق حجمها مركز المعارض بـ 10مرات من حيث الحجم والتجهيزات الحديثة، وتتراوح مساحتها بين 150 الى 200 الف متر مربع، فان هذا المشروع وهو الامر الذي يزيد من الحاجة الى تبني مثل هذه الرؤية وهذا التوجه لعلنا نصل الى ما بلغته الدول المتقدمة التي وضعت كل المقومات التي جعلتها تستثمر اقتصاديات الفعاليات الدولية خير استثمار لتنشيط اقتصادها وقطاعاتها التجارية والاقتصادية على مدار العام.
22 ابريل 2012