انتهت اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ توصيات لجنة تقصي الحقائق من أعمالها وبغض النظر عن بعض الاشكاليات التي حامت ودارت منذ الاعلان عن تشكيل هذه اللجنة الى انتهاء اعمالها، فإن موضوع الملف الحقوقي لم يسدل الستار عليه، ومازالت هناك ملفات تحتاج الى جهد للبدء في حلحلتها بطريقة يشعر فيها المواطن ان هناك تغييرا ملموسا على مستوى الحقوق.
وزير العدل الشيخ خالد بن علي اكد ايضا جدية الحكومة في تطبيق التوصيات بحيث يستشعر المواطن باثر ذلك التنفيذ. نعم، ان المواطن يحتاج ان يشعر بتنفيذ هذه التوصيات، وهو ما اكد عليه عاهل البلاد ايضا. اليوم ما نحتاج اليه هو ان يستشعر المواطن العادي التغيير في السلوك العام، والبدء الفوري في (المصالحة الوطنية)، توازيها عملية اصلاح سياسي ودستوري، من خلال عقد لقاءات التواصل للبدء في حوار توافقي بعيدا عن اية شروط قد تتنادى بها اية جمعية سياسية سواء كانت محسوبة على هذا الطرف او ذاك، حتى يتمكن الجميع من حصول التوافق الذي جبل عليه شعب البحرين، كما حدث في ميثاق العمل الوطني وأجمع عليه الشعب، نتيجة للحوار والتواصل والتفاهم بين الجميع.
اليوم نحن أمام مرحلة جديدة، والوطن لا بد ان يسير للامام، بكل اهله وطوائفه ومكوناته. لسنا مستعدين ان نعيش باقي عمرنا وسط تشطير وتشظ وازمات وعدم استقرار سياسي واقتصادي، صحيح ان الاحداث التي مرت ببلدنا ليست بالهينة واثارها طالت الجميع، ولا يمكن نسيانها بين ليلة وضحاها، إلا اننا لا بد ان نستشرف المستقبل، ونحدد خياراتنا من الان، إما نحو البناء والتقدم، او مكانك سر، ويزداد حينها الاصطفاف ويقتات على آمالنا من يقتات، ويستمر المسلسل المظلم.
ثقوا احبتي ان الوطن بحاجة لكل فرد، بغض النظر عن معتقداته التي أكد الدستور صيانتها واحترامها، وإن كان هناك من لا يقبل بان نكون في مركب واحد نسهم في ابحاره جميعا، فعليه ان ينزل ويترجل عن سفينة الوطن، ويختار له أقرب مرفأ لينزل بمفرده وحيدا غريبا، لذلك لم نسأم من الدعوة الى الحوار بين الجميع، دون اقصاء لأحد، وبعيدا عن كل الشروط التي تقدمها اية قوة سياسية.
الكل لديه مرئيات ولديه ملاحظات ومقترحات، لنناقشها ونحدد اولوياتنا في التعاطي مع الشأن الوطني، في كيفية الدفع بعجلة الاصلاح لما فيه خير الوطن والمواطن، ذلك المواطن المسكين الذي نريد له ان يهنأ بعيدا عن التجاذبات السياسية، نريد له ان يعيش في بحبوحة من العيش والكرامة، في ظل اجواء ديمقراطية اصلاحية.
السبيل الوحيد للانطلاقة السريعة نحو التنمية التي نريدها على كافة المستويات، هو الحوار الحقيقي. نقولها امانة للتاريخ، لا مفر من الحوار، هو الخيار الاسلم والأعقل، وسنظل نطالب بعقد طاولة الحوار يوميا حتى يتحقق املنا.
الأيام 30 مارس 2012