تبدأ اليوم (الثلثاء) في البحرين فعاليات ملتقى الإعلاميين الشباب العرب بمناسبة اختيار «المنامة عاصمة الصحافة العربية 2012» في حين تشهد الصحافة البحرينية أسوأ مرحلة في تاريخها، منذ أن بدأ رائد الصحافة البحرينية عبدالله الزايد إصدار «جريدة البحرين» في العام 1939.
لم تشهد الصحافة البحرينية تدنياً في الخطاب على مدى تاريخها الطويل كما هو حاصل الآن، كما لم يشعر عامة الصحافيين بأنهم مجرد آلة كاتبة تطبع الحروف التي تضغط عليها أصابع رؤساء التحرير ومسئولي الصحف كما يشعرون في هذه الفترة خصوصاً.
العديد من الصحافيين لعبوا خلال السنة الماضية دوراً بغيضاً في نشر الفرقة والكراهية بين المواطنين واتهموا طائفةً بكاملها بالخيانة والعمالة للخارج، ولم يكتفوا بذلك بل قام البعض بدور المخبر والمحرض على أبناء وطنه لمجرد أنهم يختلفون معه في الرأي!
ويشير تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق التي أمر جلالة الملك بتشكيلها برئاسة البروفيسور محمود شريف بسيوني إلى بعض ممارسات الصحف ووسائل الإعلام الأخرى كالإذاعة والتلفزيون ومدى تفشي لغة الخطاب الطائفي والتشهير.
ولكي لا يكون كلامنا مرسلاً، يمكن الإشارة إلى بعض ما جاء في هذا التقرير، حيث يقول: «من الجلي أن وسائل الإعلام البحرينية كانت منحازة إلى الحكومة فست من الصحف اليومية السبع تعد صحفاً موالية إلى الحكومة، كما تسيطر الدولة على خدمة البث الإعلامي… وتبين للجنة أنه كان هناك اتجاه في وسائل الإعلام البحرينية يقوم على تلويث سمعة المحتجين سواء خلال أحداث فبراير (شباط) ومارس (آذار)2011 أو بعدها ولاسيما البرامج الإخبارية والصحف… وشاهدت اللجنة مجموعة من المواد التي عرضت على التلفزيون الوطني أو أذيعت عبر أثير الإذاعة الوطنية أو التي نشرتها وسائل الإعلام المطبوعة وتضمن الكثير من هذه المواد لغة مهينة وتغطية تحريضية للأحداث، وقد يكون بعضها انطوى على التشهير».
في مقابل ذلك أبدى العديد من الصحافيين تذمرهم من التضييق على حريتهم وعدم السماح لهم بالتعبير عن آرائهم بشكل يرضي ضميرهم أو حتى الرد أو الدفاع عن أهلهم أو زملائهم المتهمين.
لم يقتصر الأمر على التضييق على الصحافيين وعدم السماح لهم بالتعبير بحرية عن آرائهم، وإنما تعدى ذلك بكثير؛ فخلال العام الماضي تم فصل أكثر من 120 صحافيّاً وعاملاً في مجال الصحافة لمجرد انتمائهم إلى طائفة معينة، وحتى الآن لم يتم إرجاع أي منهم إلى عمله، ومع ذلك لم تتطرق الصحافة إلى قضيتهم ولم يتمكن من الدفاع عنهم زملاء المهنة، كما لم تهتم بذلك إطلاقاً جمعية الصحفيين البحرينية في تخلٍّ تام عن مسئوليتها تجاه الأعضاء والمنتسبين.
في تقريرها الصادر مؤخراً عن حرية الصحافة في العالم؛ صنّفت منظمة «مراسلون بلا حدود» البحرين في المركز 173 من أصل 179 دولة… هكذا هو حال الصحافة اليوم
صحيفة الوسط البحرينية – 28 فبراير 2012م