العنوان أعلاه، هو ما نريده تماما، بان يكون الحل للأزمة بحرينيا خالصا، نابعا من قناعات اهلها، فكما يقال (أهل مكة ادرى بشعابها).
ان البحرين (ولاّدة)، تلد الكثير من الطاقات والعقول والكوادر البشرية التي باستطاعتها ان توجد مخرجا لما نمر به، لا على اساس (غالب ومغلوب)، بل على منطلق ان مستقبل بلدنا وتنميتها تتطلب المزيد من الاستقرار.
مخطىء من يعتقد ان الوضع الذي نعيشه هو طبيعي، نحن في ظروف استثنائية، وتتطلب منا ان يعود الجميع الى رشده، وينهي كل التداعيات التي حدثت، ونحدد ما نريده لتعود الامور الى نصابها الحقيقي، عبر حوار هادئ ومثمر، يجمع فيه كافة الاطياف.
من المهم جدا ان يتفاعل الجميع ويعلن التشجيع الكافل لمبادرات (لم الشمل)، لأننا نحتاج ان تعود تلك العلاقات الى سابق عهدها بل أكثر من ذلك، لأن البحرين (حمامة) لا تستطيع الطيران من دون جناحين يخفقان مع بعضهما.
ان جسد البحرين بحاجة الى تضميد جراحاته، والمضمدون هم انتم يا أبناء اوال بسنتكم وشيعتكم ومسيحييكم، انتم فخر هذا البلد، وأنتم القادرون على ايجاد الحل السياسي.
قد يتفق معي البعض او يختلف، لكن هي وجهة نظري بان الازمة في البحرين هي (سياسية بإمتياز)، ولكن لا بد من اقرار ان هذه الازمة السياسية خلقت تداعيات اجتماعية عديدة، ومن غير المعقول ان نركن هذه التداعيات عن ما سيدور في غرف الحوار. نحتاج الى تهيئة الظروف الملائمة وخلق اجواء مناسبة من اجل الدخول في الحوار بأجواء ايجابية.
لذلك، هي دعوة صادقة من مواطن يخشى على بلده من الدخول في نفق مظلم، أقولها (مصارحا ناصحا) ولكل الاطراف، أوقفوا العنف الان، أرجوكم بنية صادقة (اوقفوووه). ان التوافق بين مكونات المجتمع البحريني هو الطريق السليم حتى لا يكون هناك – وكما اسلفنا – غالب ومغلوب. (الوطني) لا يفكر في طائفته ولا في حزبه، بل يفكر في وطنه بأكمله، كيف سيعيش ابناؤه في المستقبل.
إن الامل يحدونا بأن الحل لهذه الازمة قريب، ولكنه يحتاج الى عقول منفتحة، وقلوب واعية، لأن خير القلوب أوعاها.
في الختام أقولها لجميع المعنيين بالشأن العام: لا تكسروا الامل في داخلنا وحاولوا جاهدين ان تخرجونا مما نمر به (أرجوكم).
الأيام 9 فبراير 2012