حسب موسوعة ويكيبيديا، فإن الغاز المسيل للدموع أو الغاز المدمع (Malotrinilode Chlorobenzylidene) يعد من الوسائل القديمة المستخدمة في السيطرة على الاحتجاجات المدنية وفض التجمعات الاحتجاجية، وإنهاء أعمال الشغب. ويتكون من رذاذ الفلفل الأسود وثلاث مواد كيميائية يرمز لها اختصاراً بالحروف (CN) و(CR) و(CS) قامت بصنعه شركة بريطانية في خمسينيات القرن العشرين.
وتشير الموسوعة إلى أن التعرّض للغازات المسيلة للدموع لفترات طويلة وفي أماكن سيئة التهوية، يتسبب في حدوث مشاكل صحية خطيرة، من بينها الغلوكوما المسبب أحياناً للعمى، والحروق من الدرجة الثانية، والموت الناشئ عن حروق كيميائية للرئتين أو البلعوم، وتعريض النساء الحوامل لخطر الإجهاض.
لا أعرف دولةً أخرى في العالم تستخدم فيها الغازات المسيلة للدموع بهذه الكثافة ولأشهر عدة على معظم القرى كالبحرين، فما أن يقوم عددٌ من الصبية بحركات احتجاجية محدودة حتى تمطر قريتهم بمن فيها بالعشرات من قنابل الغاز المسيلة للدموع، حتى ضجّ المواطنون من هذا الأسلوب المتعمد لخنقهم داخل منازلهم.
في الماضي كان المواطنون يحتفظون ببقايا علب الغازات المسيلة للدموع للذكرى، فلم يكن من الشائع رؤية مثل هذه الأمور إلا في الحالات النادرة، أما الآن فإن معظم الأهالي يقومون بجمعها من منازلهم في أكياس بلاستيكية ورميها في القمامة، فمن يحتاج إلى تذكار ما عليه إلا التوجه صباحاً إلى أية قرية ليجمع من شوارعها الضيقة ما شاء من الطلقات والعبوات المختلفة الأحجام والنوعيات والألوان.
هناك شكوك حول عدد من الوفيات التي يقال إنها حدثت بسبب تعرضها للغازات بشكل كثيف داخل منازلها، كما أن هناك العديد من الشكاوى حول تعرض المنازل بشكل متعمد للقنابل المسيلة للدموع واحتراق وتضرر عدد لا بأس به منها كما حدث في الصالحية والشاخورة قبل عدة أيام. كما أن المواطنين يتساءلون، إن كانت الغازات المسيلة للدموع تستخدم في الدول الأخرى لفض المظاهرات والتجمعات الاحتجاجية وأعمال الشغب فلماذا تستخدم في البحرين على القرى لمجرد قيام عددٍ من الصبية بإصدار أصوات معينة.
كان بودي أن يقدم أحد نوابنا الأفاضل سؤالاً إلى وزارة الداخلية حول الهدف من الاستخدام المفرط للغازات المسيلة للدموع ونوعية هذه الغازات، ولكن يبدو أن نوابنا يعيشون في دولةٍ أخرى ولا يشعرون بما يقاسيه المواطنون وبشكل يومي من هذه الغازات، أو أن لديهم أموراً أكثر أهمية من صحة الناس وأمنهم، ولذلك فلتسمح لي إدارة الإعلام الأمني بوزارة الداخلية أن أوجه لها عدداً من الأسئلة راجياً الإجابة عليها:
-1 ما هي الكميات التي اُستخدمت من القنابل المسيلة للدموع خلال الأشهر الماضية؟
-2 هل هناك خطة محددة للاستخدام المفرط لهذه الغازات؟
-3 هل يجوز إطلاق الغازات المسيلة للدموع داخل المنازل والغرف الضيقة؟
-4 ما هي نوعية الغازات المستخدمة؟ وما هي المضاعفات التي يمكن أن يصاب بها من يتعرض لمثل هذه الغازات؟
-5 هل يمكن أن يفضي التعرض لهذه الغازات في مكان ضيق ولفترة طويلة إلى الوفاة؟
إن وزارة الداخلية تعرف أكثر من غيرها بأنه ليس جميع المواطنين يستحقون أن يستنشقوا هذه الغازات بشكل يومي، وهي تعرف أيضاً بأنه ليس جميع سكان القرى بمن فيهم من أطفال رضع وعجزة ونساء كبيرات في السن هم من يقومون بالاحتجاجات أو سد الطرقات، ولذلك يجب عليها على الأقل أن توضح لهؤلاء أثر مثل هذه الغازات عليهم
صحيفة الوسط البحرينية – 10 يناير 2012م