” شـهيــد العـهد ”
الـذاكرة وضـعت أجراساً تـدُق، تـدق على الأبواب، تُقـرع معـها الطـبول في الأزقة، تتـداخل معـها الألحان، تـعـزف معـزوفـتها المعـروفة، في كل عـام مـرة.
تُـغني مع تـلك الأوتار ، الأصوات الحـرة ” هاشـم لا ما ننـساك “، تـاريخُـك دَونـتهُ بِـدمـائكَ ” 18-9 -1986 “ ، وسـطرت قصــتك بصـراخ تعذيـبك ، رُقيـك و شـجاعـتك و رمز صمـودك ، كـلها مرسـومة بأحلى الألوان ” بـذاكرة الوطن “، هو ذاته الـوطن الحر والشـعب السـعيد ..
قـدمت روحــك قـرباناً لـهذا الهـدف، وبهذه القـرابين نـواصل الطـريق، هاشـم أنـت لسـت الشـهيد فقـط، بل أنت الــعهد الذي لا يـمكن أن ننـساه..
أعـلم أن روحــك موجودة بيـننا تتبسـم بـلا كـلام، تتألـم بـلا صـراخ، تبـكي بـلا دمـوع، روحــك تـدور حـولنـا، نـحاورك فتـسمع، تجيبنا فـلا نسـمع..
إذاً تفـضـٌل.. من أعماق القـلب .. هذه لـك :
فلنقص لكم هذه الأقصوصة
حتى نضع الجميع في الصورة
كان هناك شعباً فلنسميه .. شعب الأسـطـورة
عاش منذ سنينٍ في حياة مسرورة
يبتسم الأول للآخر وكأنهم وردةٍ ملفوفة
وردة يستحـال أن تـكون مقطوفـة
قلوبٌ صافيــة.. ودماء مخلوطة
يتبادلون الحب بعيون مأسورة
أتكــلم عن شعب البحرين شعبَ المعشوقة
أصف لكم أرضنا عبر كلمات مخطوطة
ارضٍ في عشقنا مجبورة
بعد نضالاتٍ ومواقف مرموقة
نهلل من على تابوت الشهداء تهليلات فخورة
يا ترى شهر سبتمبر نتذكر من ؟ غير شهيد الأعجوبة ؟
فالجـبهة اليوم بالألم والأسى مخنـوقة
بالدمـوع و الدم مملوءة
والتحريـر كلـمة في قـلب ” هاشـم ” محـفورة
و كلـمة الوطني اختارها لينير الدروبَ
فوجدنا جثـته بالدم مخضـوبة
بابتسامةٍ تحت شارِبه مملوحة
لحم ظـاهرٌ و شعر صدره، شعرةٌ شعرة، منتوفة
يردد الأغاني وكأنه بلبلةٌ موجوعـة
دلـكه الجـلاد فشـكره بيده ِالمنصـورة
هذه أخلاقـه بالأدب محـشوة
سيـرته في الأفق كالأعلام مرفـوعة
صـمود وهـيبة و ثبـات شخصيته مغمورة
جلادوهُ ليسوا بالأكل إنما بدماء الشرفـاء مفجـوعة
أسماء أغلى من الذهـب مرصوصة
وأسـماء في اقرب مـزابل التاريخ موضوعة
أسماء الذهب لا يـمكن أن تكون محجوبة
والأسماء أصحاب المزابل .. في اصغر قارورة
تستـطيـع أن تـواصل الابتـسامـة المرسـومة
” هاشـم ” البذور تتسـلق لتـكمـل درب الوطن الحر والشـعب السـعيد
” هاشـم ” طريقـنا تتردد في كل شارعٍ وبيت
” هاشـم ” لـن ننســاك يــا شـهيد
بقـلم : شيماء عبد الله
مهداة إلى روح الشهيد البـطل الدكتور هاشـم العـلوي
الذي استشهد في سجون البحرين جراء التعذيب الوحشي
في 18 سبتمبر 1986